المشهد السياسي في الجزائر ظل غامضا طيلة العقود الماضية، غمضا في تفاصيله وفي قراراته وفي نتائجه أيضا إلى درجة انه من الصعب بمكان التكهن بما سيؤول إليه الوضع في المنظور القريب ولا نقل المتوسط الأمد أو البعيد. وذلك لان الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام أمس، حول دعوات لترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة وتسريبات عن المترشح السابق لرئاسيات 2004 علي بن فليس حول استعداده لخوض المنافسة، تصب في سياق الرهانات المحيطة بالانتخابات المحلية باعتبارها آخر محطة في تجديد المؤسسات المنتخبة قبل الرئاسيات المقررة في 2014 . لكن يبقى السؤال المركزي هنا يبحث عن إجابة واضحة ومعطيات دقيقة وهو: ما الذي جعل أنصار الرئيس بوتفليقة يعلنون عن رغبتهم هذه في أوج الحملة الانتخابية للمحليات؟ وكيف تزامنت تسريبات أنصار بن فليس مع دعوة أنصار بوتفليقة؟ هل كان ذلك من باب الصدفة أم أن هناك حسابات تريد إعادة تكرار سيناريو 2004 ؟. الأكيد في كل هذا التداخل بين المحليات والتحضير للرئاسيات أن المراطون الانتخابي نحو قصر المرادية لم يعد يفصلنا عليه سوى أسابيع قليلة، وهي المدة التي ستبدأ فيه الفرسان والأرانب من الخروج إلى الشارع ورميه بوعود لا يعلم ما مدى القدرة على تجسيدها إلا الله تعالى. بقي هنا أن نتوقف عند تصريحات الرئيس بوتفليقة من مدينة سطيف خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات العاشر من ماي والتي قال فيها أن جيله طاب جنانه، وفهمت في وقتها على أنها إشارة من الرئيس صاحب العهدات الثلاث على عزمه عدم الترشح لعهدة رابعة، لكن أمام تنامي الدعوات الملحة لترشيحه تبقى الأنظار معلقة إلى ما سيقرره بوتفليقة شخصيا، فالمسألة برمتها مرتبطة به، فهو صاحب القرار الأول والأخير. وبين هذا وذاك تؤشر المعطيات المتوفرة أن الأسابيع المقبلة سيكون ساخنة بكل المقاييس رغم تحذيرات مصالح الأرصاد الجوية من موجة برد قادمة.