يرى مدير مهرجان تيطوان احمد الحسيني أن السينما المغاربية تستطيع أن تساهم في تغيير المواقف السياسية بعد خروجها من الإطار المحدد لها. وذلك بعقد اتفاقيات شراكة سينمائية يتم المصادقة عليها من قبل أعضاء الاتحاد المغاربي ومنظمة الدول العربية. وأكد على ضرورة فتح سوق حقيقي لترويج وتوزيع الأفلام والاعتماد على المهرجانات السينمائية في ذلك. وعن مهرجان تيطوان السينمائي قال الحسيني أنه سيستضيف 15 فيلما جزائريا كما سيتم نشر كتاب عن السينما الجزائرية. حاورته في وهران: لمياء العالم هل يستطيع الإنتاج السينمائي المشترك أن يرفع من وتيرة الإنتاج السينمائي بالمغرب ؟ أريد أن أذكرك في البداية أن هناك اتفاقية مغاربية عمرها أكثر من ثلاثين عاما، في إطار الإنتاج المشترك بين بلدان المغرب العربي فيما يخص قطاع السينما. ولكن لم يتم تفعيل تلك الاتفاقات. في حين كان لابد من تفعيل تلك الاتفاقات لأنها موجودة تتناول موضوع تسهيل الإنتاج، تسهيل مرور الأفلام وتقديم مساعدات ومادية وتسهيلات تخدم وجهة هذه الشراكة وذلك من اجل تفعيل هذه الاتفاقيات التي لا تزل حبيسة الرفوف رغم مصادقة اتحاد دول المغرب العربي وكذا جامعة الدول العربية، لكن للأسف لم تدخل حيز التنفيذ. ماتفسيرك لهذا التأخر؟ اغلب تلك الأسباب سياسية، نتمنى ان الظروف الحالية بعد ظهور بوادر تحسن بين بلدان المغرب العربي أن تخرج تلك الاتفاقية إلى حيز العمل بين الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا حول موضوع الإنتاج السينمائي المشترك. لماذا وضعت السينما المغاربية نفسها داخل إطار محدد بعيدا عن السياسة ؟ مازال السينمائيون الجزائريون والمغربيون متماسكون. حيث ان هناك علاقة متينة قائمة بين المثقفين والصحافيين والمخرجين والمنتجين. . وهي علاقات لا تزل تحافظ على الصلة بين النخبة في المنطقة. ويبقى على السياسي في هذه الحالة القيام بدوره لتحسين العلاقة بين الأقطاب المغاربية. غير أن السياسي المغربي اليوم لا زال خجولا في اتخاذ القرارات الكبرى. ولكن شخصيا لي يقين ان القرارات الكبرى ستؤخذ التغير أتي. من المفروض ان تبحث الجزائر والمغرب اليوم على الاستقرار في المنطقة. نحن كشعوب بحاجة لهذا الاستقلال وبالتالي على الساسة سيبدؤون مرحلة التحول الجدي والتجريدي نحو الاستقرار. سنظغط بقوة لنطالب بحقنا في الاستقرار، بالحرية، بالديمقراطية في المنطقة. كونك المشرف على مهرجان تيطوان السينمائي لماذا شهدت آخر طبعة تغييب للسينما الجزائرية ؟ هذا غير صحيح، بالعكس، كان هناك تواجد كبير للسينمائيين الجزائريين في مهرجان تيطوان. غير أن المهرجان في طبعته السابقة توجه بدعوة السينمائيين المغتربين على غرار فيلم " نورمال " لمرزاق عواش". وكل طاقم الفيلم حضر المهرجان وبالتالي. غير أن هناك نقاش في الجزائر حول السينمائيين المتواجدين خارج البلاد في حين أن مهرجان تيطوان لا يعترف بهذه الفوارق. لأننا نعتبر أن المغتربين من صناع السينما الجزائرية هم بطبيعة الحال جزائريون. أصبحت المهرجانات السينمائية السوق الأولى للترويج للأفلام. ماذا أضاف المشاركة الجزائرية لمهرجان تيطوان في رأيك؟ لطالما أضافت للسينما الجزائرية الفرجة والتميز والتفرد في نوعية أفلامها. أتذكر مثلا استضافتنا لسينمائي جزائري كبير محمود زموري حين حضر إلى المغرب بمجموعة سينمائية متميزة على غرار أفلام تتحدث عن الإرهاب والتطرف الديني. الجزائر كان دائما لها الحضور المميز في المهرجان. أيضا ستكون الجزائر حاضرة كضيف شرف في دورة 2013. حيث ستعرض أزيد من 15 فيلما جزائري، من مختلف مراحل السينما الجزائرية بحضور وفد كبير من السينمائيين والصحافيين والباحثين لمتابعة التظاهرة كما ستنشر كتيب عن السينما الجزائرية بأقلام جزائرية على رأسهم احمد بجاوي الذي بحث لنا بدراسة معمقة ودقيقة عن مسار السينما الجزائرية. كما سنفتح نافذة عن دور السينما الجزائرية في الوطن العربي والمجتمع من خلال مناقشة موضوع " السينما الجزائرية والمجتمع".