تحدث أحمد حسني، مدير مهرجان تيطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، خلال لقاء جمعه ب "السلام" على هامش مهرجان وهران للفيلم العربي، عن واقع السينما المغربية خصوصا والمغاربية عموما، وعن اختيار المهرجان الذي يديره، تسجيل وقفة عند السينما الثورية الجزائرية لمشاركتها في احتفالاتها الوطنية بخمسينية الاستقلال. بداية كيف تقيّمون السينما المغربية الآن؟ السينما المغربية في صحة جيدة من حيث الإنتاج، فحوالي 20 فيلم في السنة هو مؤشر إيجابي، لكن الدولة الآن أصبحت تفرض دفاتر أعباء عليها إتباعها وهو ما أنتج تنظيم وتأطير وتقنين الإنتاج السينمائي المغربي، فمجموعة الشروط التي وضعتها الدولة فيها أكيد نقاش لكنها تقود إلى مرحلة أكثر تقدما، وبدون الدولة لن يكون هناك تقدما للسينما، وهنا أشير إلى أن الحكومة المغربية خصصت ميزانية كبيرة للفن السابع، ليس فقط الميزانية وإنما التجهيزات حيث سيتم رقمنة عشرة قاعات سينمائية، ولا يجب أن ننسى أمرا مهما أيضا هو أنّ الأعمال السينمائية المغاربية المشتركة ضعيفة جدا من حيث العدد ولا يمكن الحكم عليها، رغم أن هناك اتفاقية تبادل مشترك بين دول الاتحاد المغاربي إلا أنها لا تزال في الرفوف ولا يتم الحديث عنها ولا تفعيلها، لأن الأمر قضية سياسية وهي اتفاقية صادقت عليها الجامعة العربية كذلك. إذا ما عدنا إلى مهرجان تيطوان، أي المحاور ستركز عليها طبعته الجديدة؟ المهرجان سيشهد اهتماما كبيرا بالمورسكيين لأنه موضوع يهمنا نحن كشماليين في المغرب، فتاريخ المورسكيون تاريخ عميق ونحن لا نفكر فيه ولا نبحث عنه، وفكرنا في هذا الموضوع بسبب وجود مادة فيلمية كبيرة الآن، تصل إلى غاية حوالي 10 أفلام سينمائية في كل من اسبانيا والبرتغال والمغرب والخليج العربي، وهناك موضوع آخر يخص علاقة الرواية والسينما، وكما تعلمون فعلى مستوى الدول العربية لا يتم التعاون بين السينمائيين والروائيين، والساحة تشهد نفورهم من بعضهم مع أننا في حاجة إلى رواية تهتم بهويتنا، أما الموضوع الثالث فسيكون حول الجزائر و55 سنة من السينما سيتم التكريم والاحتفاء بالسينما الجزائرية من خلال عرض 15 فيلم روائي ونشر كتيب حول السينما. وماذا عن الأفلام المغاربية المشاركة؟ نحن بصدد التفاوض مع الموزعين والمنتجين، ومن المؤكد أن فيلم "التائب" للمخرج مرزاق علواش سيكون حاضرا في هذا المهرجان، إلى جانب فيلم "يما" لصحراوي، أما الأفلام المغربية الجديدة فسيكون هناك فيلمان مغربيان جديدان هما فيلم"00" للمخرج السماري وفيلم "خير الله" لنبيل عيوش، فيما سيمثل تونس المخرج نوري بوزيد. ما هي المواضيع التي تطرقت إليها السينما المغاربية في ظل المتغيرات الراهنة والمحيطة؟ السينما المغاربية تتأثر بالظروف الصعبة التي تشهدها بعض المناطق مثل ليبيا وتونس وموريتانيا، وبالتالي بقيت الجزائر والمغرب الأمل الوحيد الآن، ومن هنا أدعو لسن صناديق سينمائية مغربية لتطوير هذا الميدان، الجزائر مثلا لعبت دورا كبيرا في الإنتاج المشترك فلما لا نعود لتلك الإستراتيجية، والمواضيع الضاغطة والمطلوبة الآن هي الإرهاب، والعودة لهذا الموضوع لأنه لا يزال يفرض نفسه بشكل كبير، والإرهاب والتطرف الديني أو ما بات يعرف بالاسلاموية أصبح الموضوع الأساسي الآن، ويمكن أن نعدد عدة أفلام. ما الدافع من وجهة نظركم؟ السبب هو التخوف الكبير للمثقفين والسينمائيين الذين يعيشون حالة خوف وانتظار لما سيكون، فالمنطقة تشهد أوضاعا لا تطمئن بتاتا، أتمنى أن تبقى الجزائر والمغرب في حالة صحية مستقرة، فالثورات العربية لم تعط دفعا أو حركية للإنتاج السينمائي وأنا شخصيا أتحفظ على مصطلح ثورات وأفضل "انتفاضات" لأنها لا ترقى لمصطلح الثورة، ولم تظهر بعد نتائجها لحد الآن. كثيرا ما يثار مشكل اللهجة في الأفلام السينمائية المغاربية ما سبب عدم انتشارها، ما قولكم؟ لهجة الإنتاج السينمائي هي مشكلة يثيرها المصريون خصوصا وبنسبة أقل المشارقة، وان كانت تطرح في أي بلد عربي فهي بحدة أقل، منذ القديم كانت هناك هيمنة مصرية على تلفزيوناتنا ونحن استوعبنا لهجتها وهم لا، الحل أن تترجم أفلامنا إلى اللغة العربية الفصحى وهذا ليس عيبا ولا انتقاصا من قيمتها بل بالعكس، المهم أن ندخل إلى الصناعة السينمائية بأي طريقة كانت، وأن يفهمونا ويتعودوا علينا، يجب أن نشتغل فالأفلام الهندية يتم دبلجتها باللهجة الخليجية والسورية وكذلك الشأن بالنسبة للمسلسلات التركية التي باتت تسيطر على القنوات العربية بسبب ذلك، فلما لا يكون لنا نفس الخطوة أما دبلجة أفلامنا أو وضع الترجمة المكتوبة باللغة العربية حتى لا يتحجج أحد بصعوبة فهم لهجتنا وتصل السينما المغاربية لكل قطر في عالمنا العربي الشاسع.