تعقد دار الثقافة الجديدة بالقاهرة ندوة لمناقشة رواية لا يترك في متناول الأطفال للروائي الجزائري سفيان مخناش ذلك يوم السبت المقبل بمقر الدار بوسط البلد. يقول النقاد عن رواية سفيان مخناش: عندما تقرأ الفصول الأربعة لروايته يطير بك بلا جناحين في خريف الحب فربيعه فصيفه وأخيرا في شتائه السرمدي، بلغة ساحرة وبأسلوب أدبي آسر لا يتركك تبرح مكانك إلا وقد عرفت حقا لماذا جعلها صاحبها في غير متناول الأطفال. تحمل عنوانا كله دهشة بل قل هو الدهشة كلها: لا يُترك في متناول الأطفال، هذه الجملة التي ألفناها علامة خطر في علب الأدوية وفي المواد الكيميائية القاتلة، وفي سوائل التنظيف؛ جعلها الكاتب عنوانا لروايته، ليثير الانتباه أولا وليُحذّر ثانيا من أسماهم الأطفال مهما كانت أعمارهم ومقاساتهم وحتى ألوانهم وجنسهم، من قراءة روايته، إذ يقول إننا في زمن يصعب فيه تحديد سن الطفولة والمراهقة والشيخوخة فلا غرابة إن وجدت طفلا في سن الثلاثين. . . وليحذّر كذلك غير المثقفين بالأدب والعشق والفن وأصحاب القلوب الضعيفة؛ لما في النص من مشاهد قد يعتبرها هؤلاء الأطفال جريئة. . إذن هوسفيان مخناش الروائي الجزائري الصاعد الذي راح يخط بيمينه نصا معتقا بروائح الحب والخيانة، ماسكا بشماله أربع صور للمعاناة وللدمع وللألم. . وبقلم رصاص صوّبه في أحايين كثيرة على تلكم الأحكام القاتلة المقولبة في مقولات دينية واجتماعية جاهزة لا تسمح أبدا بالبوح في زمن المستحيل. . كما وأنت تطالع تلك الرواية ستشتم لا محالة آثار من مروا ونحتوا بأقلامهم طرق الإبداع اللامتناهي على جدران سفيان الأدبية. . . إنّ رائحة الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي تعطّر هذا النص، كيف لا، والكاتب استدعاها أكثر من مرة، تنّاصا ومحاكاة، وهي الخبيرة في شؤون الحب والنسيان ولتكون كذلك شاهد عدل على قصة فتاة أحبت قريبها فحالت الأصنام الاجتماعية الكثيرة بينهما فكانت الخيانة، وكانت السياسة، وكان الإعلام، وكان الفساد، والمستحيل والممكن. . . وكان الذي كان في هذه الرواية المشوقة التي ختمها صاحبها بنصيحة ثمينة لهن. . . نعم للمغدورات وحدهن: ثمة خونة يثروننا بفراقهم. . إن أردتن ألا تبكين عند تقشير البصل، ارتدين واقيا ولا تقربن ساحة الرجال.