رفض الباحث والرحالة الطاهر بن عيشة الخوض في السياسة وزهد عن أي منصب رفيع وبرر الامر بعدم قدرته على الكذب وجرأته في مواجهة الخطأ حتى لقّبه الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم بإمبراطور النميمة، حيث قال له :"كنت أظن نفسي ملك النميمة في الدنيا لكنك وجدتك يا بن عيشة إمبراطورا لها". ووصف بن عيشة خلال استضافته بملتقى فضاء "صدى الأقلام" بمناسبة شهر التراث، أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري القطاع الثقافي بالمزري، وقال بن عيشة أن "المثقفين انتهازيين وليس فيهم إلا القلائل الذين يقولون الحقيقة، وأن الحال سوف يبقى هكذا ما دمنا نصفق للذين لا يستحقون التصفيق ونمدح من لا يستحق المدح"، وطالب بن عيشة بإلزامية مراجعة أنفسنا وأخلاقنا باعتبار أن الأخلاق أساس نجاح أي مجتمع" مستدلا ببيت شعري "إنْمَا الأُمَمُ الأخلاق مَا بَقيتْ فإنْ هُمُ ذهبتْ أخْلاقُهُمْ ذهبُوا". وبخصوص قوله أن الأديب الجزائري الراحل مولود معمري ''كان قبائليا أكثر منه جزائريا ووطنيا''، أكد بن عيشة أنه ليس عدوا للأمازيغية ولكنه عدو للأشخاص الذين يلوثون الوطن أيا كان مذهبهم أو أصلهم. وعن تبنيه للاشتراكية قال الطاهر بن عيشة:" قرأت كتابا لستالين، فوجدت به أفكارا معقولة، ومن ثم تأثرت بالفكر الشيوعي، كما أجد كلام ماركس واقعي، وقد قدم ما لا تستطيع أن تقدمه الديمقراطية التي يزعمونها فهذه الأخيرة تقع فيها أخطاء كثيرة، فماذا قدمت أمريكا باسم الديمقراطية اليوم". وفي الختام أشار الطاهر بن عيشة أن الحكومة هي السيدة التي تسير الثقافة والمثقفون هم أتباع أفكار الدولة.