وصلت أمس أخبار مطمئنة من مستشفى «فال دوغراس» بفرنسا عن صحة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث كشفت الفحوصات الطبية الأوّلية التي أجراها فور نقله إلى هناك مساء السبت بأن حالته «لا تبعث على القلق»، وهو ما أكده البروفيسور رشيد غربال وكذا بيان صادر عن ديوان الوزير الأوّل، عبد المالك سلال، وفي المقابل نصح الأطباء الرئيس بوتفليقة بالخضوع للراحة ومتابعة الفحوصات. تفاعل الجزائريون بكثير من القلق مع الوعكة الصحية العابرة التي تعرّض لها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منتصف نهار السبت، لكن سرعان ما زال هذا الانشغال نهائيا على حالة القاضي الأوّل في البلاد من منطلق التعامل الإعلامي الجيّد لمصالح رئاسة الجمهورية وكذا الوزارة الأولى، حيث تمّ إلى غاية كتابة هذه الأسطر إصدار أربعة بيانات تُطمئن الجزائريين على صحة رئيسهم الذي تعلّقوا به كثيرا. وعلى الرغم من محاولة بعض الأطراف الاستغلال السياسي المشبوه للوعكة الصحية للقاضي الأوّل في البلاد إلا أن تعاطي السلطات لم يترك أيّ مجال أمام المزايدات، فكان البروفيسور رشيد بوغربال في الموعد وهو يُعطي تفاصيل أوّلية عن حالة الرئيس بوتفليقة التي بدأت في التحسّن بعد الفحوصات التي أجراها في مستشفى «فال دوغراس» بفرنسا، وقال الأستاذ بوغربال أمس في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن «الوضع الصحي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في تحسّن»، نافيا في ذات الوقت أن يكون قد تعرّض «لأية إصابة مستعصية». وحسب التفاصيل المهمّة التي أوردها بوغربال فإن «النوبة الإقفارية العابرة لم تدم سوى وقت قصير»، ليُضيف مطمئنا الجزائريين: «الإصابة ليست حادة وهي تتراجع دون أن تخلف تأثيرات»، وأكثر من ذلك فإن «الوظائف الحركية والحسية لم تتأثر»، معلنا أنه «على رئيس الدولة إجراء فحوصات إضافية وأن يخضع للراحة لتجاوز التعب الذي سببته له هذه الوعكة»، مثلما أوضح كذلك أن «النوبة الدماغية تحدث عموما لسببين» تكون الأولى بسبب حدوث نزيف «وهذا مستبعد لحسن الحظ» أو «إقفارية بسبب نقص التروية على مستوى جزء صغير من الدماغ ربما بسبب تصلب على مستوى الشرايين». وتأكيدا لتصريحات البروفيسور رشيد غربال وردت أمس برقية أخرى في وكالة الأنباء الجزائرية تسرد ما جاء في بيان صادر عن ديوان الوزير الأوّل، عبد المالك سلال، في حدود الساعة الرابعة وعشر دقائق يُفيد بأن «الوضع الصحي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لا يبعث على القلق»، وذكر البيان أنه «إثر النوبة الإقفارية العابرة بدون آثار التي تعرض لها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أكدت الفحوصات الطبية الإضافية التي أجريت بمستشفى فال دو غراس بباريس أن وضعه الصحي لا يبعث على القلق»، وخلص إلى أن «نشاطات الحياة الوطنية تسير بطريقة عادية». وقبلها كانت وكالة الأنباء الرسمية قد نشرت برقية أخرى تؤكد فيه نقل رئيس الجمهورية إلى مستشفى «فال دوغراس» بباريس من أجل «إجراء فحوصات إضافية وفق توصيات أطبائه المعالجين»، وأضافت استنادا على مصدر طبي أنه «بالرغم أن حالة الرئيس مستقرّة بصفة عامة ولا تدعو إلى انشغال خاص» فإن أطباء رئيس الدولة «طلبوا منه إجراء فحوصات إضافية وكذا أخذ أيام من الراحة». ومن جهته طمأن الوزير الأول عبد المالك سلال من بجاية على الحالة الصحية لرئيس الجمهورية، مؤكدا أن وضعه الصحي «ليس خطيرا على الإطلاق». ووجب إعادة التذكير بأن التعاطي الإعلامي الموفق مع صحة رئيس الجمهورية، سواء من طرف الأستاذ رشيد غربال بتوجيهات مباشرة من مصالح رئاسة الجمهورية، أو بتحرّك مصالح الحكومة، سمح بإفادة الجزائريين بتفاصيل تبعث على الارتياح عن القاضي الأوّل في البلاد، وبذلك قطعت الجزائر الطريق أمام جهات أجنبية وأخرى داخلية سعت إلى زرع البلبلة منذ أمس الأوّل، خاصة تلك التي تضع عينها على الانتخابات الرئاسية المقبلة.