شكل موضوع القرآن الكريم وأثره في نفسية الفرد المسلم محور فعاليات الندوة الفكرية العاشرة التي تحتضنها زاوية الشيخ سيدي احمد ديدي بتمنطيط بولاية أدرار وعلى مدى يومين كاملين. بدءا من يوم أمس. وتلتئم الفعاليات الدينية منذ البارحة بحضور شيوخ وأساتذة وأئمة وطلبة العلامة يتدارسون جوانب من اثر القرآن الكريم في التنشئة النفسية والمنهاج القرآني في تربية النفوس. تحدث المشاركون في الندوة عن مسالة الاستقرار الفكري لدى الإنسان والدور النفسي في هذا الاستقرار وذلك من خلال ما قدمته نصوص القرآن الكريم. وتناولوا مفهوم الأمن النفسي ومظاهره ومرتكزاته مبرزين دور الإيمان في تحقيقه ومركزا على ما قدمه القرآن من نماذج بشرية عبر القصة القرآنية التي كان الأمن مطلبها بينما الأخرى فقدت مقومات الأمن فانقلبت حياتها وبدلت نعمتها وأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يكسبون. وذكروا أن مقومات الأمن النفسي تكمن في التشريعات التي فصلها القرآن الكريم وأثر العقيدة الصحيحة في تحقيق الاستقرار النفسي من واقع قول الله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ). وقدم المشاركون نموذجا عمليا لهذا الاستقرار من خلال الجيل الذي أوجده القرآن الكريم وأبرز جوانب التقدم الفكري الناجم عن هذا الاستقرار النفسي والذي تمثل في النهضة الفكرية التي نعمت بها البشرية قرونا متطاولة وبين النماذج الحقيقة لطبيعة التعايش مع جميع أطياف المجتمع مهما كان مركزهم في المجتمع وكيفما كان منطق تفكيرهم. وكشف رئيس اللجنة العلمية للملتقى عبد الحميد بكراوي أن هذا المؤتمر العلمي يأتي كتقليد سنوي يشهد تقديم مداخلات حول جوانب من العلوم الفقهية وتكريم خاتمي كتاب الله بجوائز تشجيعية فضلا عن أنشطة دينية متنوعة تستقطب عديد الزوار والمريدين. و تجدر الإشارة أن الشيخ سيدي محمد بلكبير يعتبر احد ابرز طلبة الراحل سيدي احمد ديدي.