رغم مفارقات الوضع الاقتصادي الذي تشهده البلاد، إلا أن مظاهر الاحتفال برأس السنة بدأت بشكل مبكر، حيث انطلقت منذ حوالي أسبوع شراء مستلزمات الاحتفال والاستعداد لاستقبال العام الجديد اذشرعت بعض المحلات في عرض مختلف الحلويات وما يتطلبه الاحتفال من المستلزمات. لطيفة مروان اكتست متاجر وفنادق ومطاعم العاصمة بحلة جديدة لاستقبال السنة الجديدة فالاحتفالات لم تخلوا عند الأغنياء من البذخ الفاضح، والتكاليف الباهظة لحجوزات الفنادق والمطاعم، كما انتعشت بالمناسبة السوق السوداء لشراء تذاكر وبطاقات حضور حفلات فنية خارج الوطن. كانت ل"الحياة العربية "الفرصة لتتجول في بعض شوارع العاصمة أين سجلنا مختلف انطباعات العائلات حول استعداداتهم للاحتفال برأس السنة الجارية، حيث بدت صور الاحتفال الغربي بهذه المناسبة جلية في الشوارع والمحلات التجارية الكبرى منها وحتى الصغرى التي عرضت مختلف الحلويات ذات الماركات العالمية خاصة علب الشكولاتة التي تشد الأنظار. وفي هذا الصدد أكدت بعض العائلات أنها لن تفوت فرصة صحب الاحتفال برأس السنة الميلادية حيث لا تتردد في إنفاق مبالغ باهظة لترتيب هذا الاحتفال في جو مميز، وتشير الإحصائيات أن الجزائريين ينفقون مبالغ ضخمة على ليلة رأس السنة ، كما أن بعض الآخر خصص لهذه المناسبة مبلغا معتبرا نظرا لغلاء السلع الخاصة بالاحتفال، في حين قال محمد انه اعتاد على الاحتفال بهذه المناسبة بطريقته الخاصة ونظرا لغلاء أسعار هذه المناسبة فانه قام بالاستدانة من صديقه في العمل تلبية لرغبة عائلته التي تنتظر فرصة الاحتفال بفارغ الصبر. من جهته قال رشيد موظف بالبنك أن صرف كل ما يملكه من مال على الحلويات والشكولاتة بكل أنواعها وربي الرزاق بعدها- على حد قوله-. كما تتفنن هذه الأيام المخابز الجزائرية في صنع حلوى "لابيش" التي تلقى إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات التي لا تزال تتمسك بعادة الاحتفال برأس السنة الميلادية رغم الجدل القائم حولها ولدى دخولنا الى احد محلات بيع الحلويات بحي بلكور بالعاصمة استفسرنا عن لابيش فقال صحابه أن مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية تبدو جلية من خلال الطلبات المتزايدة من يوم لآخر حول صنع حلوى لابيش ،الأمر الذي يستدعي مضاعفة عملية صنعها إرضاءً للطلبيات المسجلة لدينا منذ بداية شهر ديسمبر. أما عن الأسعار فقالت أنها تتراوح بين 800 و2000 دينار. من جهة أخرى ترى الفئة المعارضة "للابيش" أن الإقبال على هذا النوع من الحلويات يعتبر تقليد أعمى للغرب وقد شجع على ذلك أصحاب المخابز الذين باتوا يتفننون في صناعتها بكل الأشكال والألوان فبعد أن كانت قديما مقتصرة على المحلات بيع الحلويات في الأحياء الراقية أصبحت اليوم في الأحياء الشعبية والبسيطة .. متابعة ولادة السنة الجديدة عبر القنوات الفضائية أكد بعض مواطنين وموظفين ل"الحياة العربية" أن الأزمة المالية تلقي بظلالها على حياتهم المعيشية، حيث باتوا يقلّصون من مصروفاتهم لتوفير السلع الأساسية والبقاء على الوضع الراهن كي لا تتدهور الأمور أكثر ولا يهمهم الاحتفال برأس السنة ناهيك على أن ديننا الحنيف ينهانا على إحياء مثل هذه الطقوس. وقالت آمال إن "اغلب الجزائريون يعانون ضائقة مادية كبيرة جدًا، حيث أصبح كثيرون بالكاد يتدبرون لقمة العيش، فكيف لهم قضاء سهرات أعياد الميلاد، وفي المقابل من يملك الأموال الكثيرة ربما يتوجّه إلى السهر في هذه الأعياد ضمن العروض المغرية التي تقدمها الفنادق والمطاعم". من جهته أكد السيد خالد أن الاحتفال برأس السنة يقتصر عنده بمتابعة ولادة السنة الجديدة عبر القنوات الفضائية التي نقلت احتفالات دول العالم مع فارق توقيته. أما السيد محمد فقد أوضح أن الاحتفال بعيد كل البعد على قيمنا الإسلامية كما نوه إلى أن مجرد الاحتفال به يعني الحرام في حين أن "رضا" أشار بأنه يرغب في خوض هذه التجربة والذهاب إلى فرنسا أو إلى صحراء الجزائرية على غرار جانت إلا أن مدخوله لا يسمح له بذلك. اوضحت ريمة أن في موسم الاعياد، تكثر فيه المغريات من سهرات عامرة بالمطربين والمطربات خاصة في غرب الوطن ، ومتى استسلم لها المرء بذّر، فصار في وضع لا يحسد عليه .كما عبرت خولة عن دهشتها من التسابق للاحتفال على الرغم من غلاء معيشة وارتفاع كبير في أسعار بطاقات حجز الحفلات في المطاعم والملاهي. واستطردت "خولة "حديثها بالقول ان مع نهاية العام ستشهد احتفالات أعياد الميلاد والسهرات، حيث تنتشر الحفلات هنا وهناك ضمن مغريات لا حصر لها في المطاعم والمقاهي والمراكز، التي باتت تقدم أسعاراً وعروضاً مغرية في سبيل جذب الزبائن.