استعادت عدّة أحياء من مدينة غرداية أمس السبت هدوءها عقب اندلاع بها مجدّدا يوم الجمعة مناوشات بين مجموعات من الشباب هذه الأحياء. نشبت هذه المناوشات وبشكل تصعيدي اللّيلة قبل الماضية بين شباب إباضيين ومالكيين بأحياء سيدي أعباز وقصر مليكة قبل أن تمتدّ فيما بعد إلى أحياء حاج مسعود وبوهراوة وثنية المخزن قبل أن تتدخّل قوات حفظ الأمن لوضع حدّ لهذه الأحداث، والتي كانت أيضا محلّ استهداف من قِبل هؤلاء الشباب. وتسبّبت هذه المناوشات التي لم تخلّف ضحايا في تعرّض نحو خمسة عشر محلاّ تجاريا وسكنا للحرق والتخريب من طرف شباب غير محدّدي الهوية، حسب تصريحات العديد من شهود عيان. وسمحت تدخّلات فرق الحماية المدنية من محاصرة النيران المشتعلة بهذه المحلاّت، ممّا جنّب عدم امتدادها إلى محلاّت وسكنات أخرى بهذه الأحياء الشعبية بغرداية. وشهدت هذه الأحداث التراشق بالزجاجات الحارقة ومواد أخرى كانت ترمى من أسطح المنازل من قِبل الشباب المتنازعين بمدينة غرداية، والذين يتبادلون التهم فيما بينهم بخصوص المسؤولية في اندلاع هذه الأحداث دون تقديم أيّ أسباب واضحة أو مطالب محدّدة. وكانت العديد من التجهيزات الحضرية والمحلاّت والسيّارات محلّ أعمال تخريب قامت بها مجموعات الشباب الذين تجهل هوياتهم، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن شهود عيان. ولمواجهة الأوضاع تمّ نشر مكثّف لقوات حفظ الأمن بمختلف الأحياء الساخنة بغرداية بهدف وضع حدّ لهذه المناوشات وإعادة الهدوء والطمأنينة، حيث استعملت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريق الشباب. وسجّل خلال هذه الأحداث إصابة 26 شخصا أغلبهم في صفوف قوات حفظ الأمن بالزّجاجات الحارقة والحجارة، حسب مصدر من مستشفى غرداية. وقام تجّار معظمهم من الإباضيين بغلق محلاّتهم تعبيرا عن احتجاجهم (لانعدام الأمن) في أحياء مدينة غرداية. وحدثت شجارات متكرّرة قبل أن تتّخذ بعدا تصعيديا معزولا في عدد من أحياء مدينة غرداية بين الشباب التي غذّتها الإشاعات ونداءات تحثّ على الكراهية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.