عاد الهدوء أمس إلى مختلف أحياء مدينة القرارة التي تبعد بحوالي120 كلم شمال شرق عاصمة ولاية غرداية بعد المناوشات العنيفة التي اندلعت بين شباب هذه المنطقة على مدار يومين، حيث تم فرض تعزيزات أمنية مكثفة بعين المكان بعد أن تم استدعاء قوات الدرك الوطني التابعة لكل من ولايتي الجلفة والأغواط، إضافة إلى تدخل عناصر الوحدة الجمهورية لبريان والتي استقرت بمدينة القرارة. ساهمت التعزيزات الأمنية المكثفة التي عرفتها بلدية القرارة، في عودة الهدوء إلى الأحياء التي كانت مسرحا لمناوشات بوسط المدينة وبحي محمود إلا أنه لا زالت هناك تخوفات تخيم على سكان المنطقة من عودة أعمال العنف. وقد تم وضع جهاز أمني هام منذ يوم الجمعة مساء، حيث جرى نشر فرق التدخل السريع عبر مختلف أحياء مدينة القرارة بغرض التحكم في الوضع. وقد ضاعف أعيان وأعضاء المجتمع المدني المحلي نداءات لتهدئة النفوس والتعقل في الوقت الذي لازالت فيه بعض المجموعات المحدودة العدد تحرض لاندلاع المناوشات مجددا التي ستغرق المنطقة في أجواء من الاضطرابات المتقطعة . وقد نشبت مناوشات تخللها تراشق بالحجارة وبالزجاجات الحارقة عقب خروج شباب مناصرين من الملعب بعد انتهاء مقابلة في كرة القدم كانت قد جمعت بين فريقين محليين لحساب البطولة الولائية لكرة القدم . وقام شباب من مناصري الفريقين بأعمال تخريب وتحطيم ونهب وإحراق نحو ثلاثين محلا تجاريا وسكنات وسيارات لخواص ومباني حضرية . وأفادت مصادر قضائية أن أكثر من 150 عملية اعتقال قد نفذتها مصالح الأمن منذ اندلاع هذه الأحداث والذين سيحالون أمام العدالة. وسمح تدخل عناصر قوات الأمن بالسيطرة على الوضع بعد استعمال قنابل الغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق المتنازعين ويسود حاليا هدوء حذر بمدينة القرارة. ولم تسجل أي خسائر في الأرواح خلال هذه الأحداث كما ذكرت السلطات المحلية. وكانت مدينة القرارة بولاية غرداية قد عرفت يوم السبت الفارط تجدد للمواجهات بين الإباضيين والمالكيين، وصفت من قبل شهود عيان بأنها أعنف من تلك التي أعقبت المقابلة الرياضية لكرة القدم التي جمعت فريق الإباضيين بفريق المالكيين يوم الجمعة الفارط،، حيث تم تسجيل أكثر من 30 جريح في صفوف المتنازعين، إضافة إلى إحصاء قرابة 10 جرحى في صفوف الأمن من بينهم ضابطين في الشرطة. كما شهدت مدينة القرارة ليلة السبت إلى الأحد تجدد المواجهات بني إباضيين ومالكيين، للتواصل إلى صبيحة أمس، حيث لجأ فريق من الملثمين إلى استعمال بنادق الصيد وإطلاق النار، والنتيجة تسجيل أكثر من 30 جريح في صفوف المتنازعين، إضافة إلى تسجيل جرحى في صفوف قوات الأمن، كما أشارت بعض المصادر على اختطفا شاب من الإباضيين من قبل جماعة من المالكيين الذين أوسعوه ضربا ورفضوا تسليمه إلى أهله.وقد تم تخريب عديد من الممتلكات على مستوى مدينة القرارة وكذا مقر شركة موبيليس ومقر الوكالة الوطنية للقرض المصغر، عمليات حرق طالت منازل ومحلات للإباضيين.