يصطدم طموح منتخب هولندا في الوصول الى نهائي بطولة كأس العالم، للمرة الثانية على التوالي، بمنتخب المكسيك أحد مفاجآت مونديال البرازيل وأكثرها ثباتا في المستوى وصلابة دفاعية. ويشهد ملعب بلاسيدو ألديرالدو كاستيلو بمدينة فورتاليزا مساء اليوم المواجهة النارية بين هولندا، متصدرة المجموعة الثانية، والمكسيك، وصيفة المجموعة الأولى، في دور ال16 ، حيث قدم كلا المنتخبين في مرحلة المجموعات ما يشفع له لبلوغ أبعد نقطة في البطولة. فقد استفاد "الطواحين" من خبرة المدرب لويس فان جال، الذي صنع منتخبا شابا بقدرات فنية هائلة، وأصقل مواهب الدوري المحلي بمزجها مع خط الهجوم الناري الذي يتصدره روبن فان بيرسي وأرين روبن ويسلي شنايدر، وإن كان الأخير لم يقنع حتى الآن. وتتسلح هولندا في مباراتها المقبلة في دور ال16 بخبرة فان جال في المقام الأول، وبقوة دفاعها رغم عدم احتوائه على أسماء لامعة، لكنه جعل منهم نجوما، وعلى رأسهم الظهير دالي بليند، ويعاونه دي فريج ورون فلار وإندي ويانمات، ويتقدمهم الثنائي نايجل دي يونج وجوناثان دي جوزمان.أما عناصر الحسم في الهجوم فتتوافر في وجود روبن وفان بيرسي، حيث يعيش الثنائي أفضل حالاتهما ويتواجدان بقائمة الهدافين بثلاثة أهداف لكل منهما، مع انتظار أداء أفضل من شنايدر. وبالانتقال إلى المعسكر المكسيكي، فقد أبهر منتخب ال"تري كولور" العالم بأدائه خلال الدور الأول وبتنظيمه الخططي وجودة لاعبيه، رغم أن معظمهم من المحليين، وعدم احتوائه على نجم "سوبر" باستثناء المهاجم خافيير هرنانديز (تشيتشاريتو) "البديل" في المنتخب وفي فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي.وعرف المنتخب الأخضر بصلابة دفاعه في وجود المخضرم رافائيل ماركيز والشباب مورينو ولايون وأجيلار وفران رودريجز وفاسكيز، ولم تستقبل شباكه سوى هدف واحد في ثلاث مباريات. كما أذهل الحارس جييرمو أوتشوا الجميع بمستواه المتميز، خاصة أمام البرازيل، فيما تتوافر بوسط الملعب وبخط الهجوم عناصر متميزة مثل دوس سانتوس وجواردادو وبيرالتا وتشيتشاريتو.وبالمثل فرض المدرب ميجل هيريرا اسمه كأحد أفضل المدربين في المونديال، وأكثرهم لفتا للأنظار بسبب طرق احتفاله الجنونية بالأهداف. بدأت المكسيك البطولة بفوز على الكاميرون بهدف وحيد وأداء مقنع، في مباراة تغاضى فيها الحكم عن هدفين صحيحين لجيوفاني دوس سانتوس.الأداء الأمتع كان أمام البرازيل، حيث تعرض صاحب الضيافة للإحراج بعجزه عن هز شباك أوتشوا، فضلا عن تلقيه تهديدات مستمرة على مرمى جوليو سيزار، وفرض رجال هيريرا التعادل السلبي. وأثبتت المكسيك جدارتها بالتأهل لدور ال16 بالفوز الكبير على كرواتيا 3-1 ، رغم أن المواجهة كانت تبدو شديدة التكافؤ قبل انطلاقها.يمكن إدراك الطفرة التي يعيشها منتخب المكسيك بمقارنة أدائه ونتائجه خلال تصفيات الكونكاكاف، حيث كان مهددا بالغياب عن كأس العالم، واضطر لخوض ملحق أمام نيوزيلاندا، وغير أربعة مدربين في نحو شهر ونصف.المعركة الهولندية المكسيكية ستكون غاية في التكافؤ، وربما تحسمها تفاصيل بسيطة، لكن الأكيد أن المتعة ستكون حاضرة لمشاهديها.