خطف منتخب هولندا بطاقة التأهل للدور ربع النهائي لمونديال البرازيل من رحم المعاناة أمام المكسيك ، بعد فوزه الشاق بنتيجة (2/1) في مباراة مثيرة جمعت المنتخبين عشية أول أمس على ملعب "كاستلاو" بمدينة فورتاليزا، وتوقفت مرتين بسبب درجة الحرارة المرتفعة. وتعد هذه المرة السادسة التي تصل فيها هولندا إلى الدور ربع النهائي بعد سنوات 1974 و1978 و1994 و1998 و2010، وقد حققت فوزها الرابع على التوالي في النهائيات الحالية، حيث ستلتقي في الدور القادم منتخب كوستاريكا المتأهل على حساب اليونان. أما المكسيك، فأخفق في تخطي الدور ثمن النهائي للمرة السادسة تواليا منذ عام 1994 في الولاياتالمتحدة. وعاد المهاجم روبن فان بيرسي الى صفوف المنتخب الهولندي بعد غيابه عن المباراة الأخيرة ضد تشيلي لإيقافه، بينما اختار المدرب لويس فان غال ديرك كويت أساسيا في مركز الظهير الأيسر، ليخوض مباراته الدولية رقم 100 ويصبح سابع هولندي يحقق ذلك بعد أدوين فان در سار وفرانك دي بور ورافاييل فان در فارت وجيوفاني فان برونكهورست وويسلي سنايدر وفيليب كوكو. أما مدرب المكسيك ميغيل هيريرا، فأجرى تغييرا واحدا في تشكيلته، فأشرك المخضرم كارلوس سالسيدو (34 سنة) أساسيا في غياب خوسيه فاسكيز الموقوف. وجاءت الأهداف الثلاثة في الشوط الثاني، حيث تقدم للمكسيك جيوفاني دوس سانتوس في الدقيقة 48، ثم أدرك ويسلي شنايدر التعادل لهولندا في الدقيقة 88، قبل أن يقتنص البديل كلاس يان هونتلار هدف الفوز في الدقيقة 94 من ركلة جزاء. وقد بدا على لاعبي هولندا التأثر الشديد بدرجة الحرارة العالية في ملعب "كاستلاو"، وهو ما أرغم الحكم البرتغالي بدرو بروينسا على إيقاف اللعب مرتين على مدار كل شوط، حتى يتسنى للاعبين شرب المياه وتعويض الطاقة المفقودة. "الطواحين" الهولندية لم تهدد مرمى أوشو حارس المكسيك سوى مرة واحدة عبر روبن فان بيرسي، بينما اختفى ويسلي شنايدر من المشهد، وحرم الحكم البرتغالي آريين روبن من ركلة جزاء صحيحة قبل نهاية الشوط الأول. وكان المكسيك الأفضل والأخطر بفعل الرسم التكتيكي لهيكتور هيريرا، فيما شكل الظهير الأيسر ميجيل لايون مصدر إزعاج شديد للدفاع الهولندي وهدد حارسه سيلاسن بأكثر من كرة. وقد أدار الحظ ظهره للمنتخب المكسيكي في الوقت القاتل، حيث تمكن ويسلي شنايدر من إحراز هدف التعادل بقذفة صاروخية سددها من على حدود منطقة العمليات قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، ثم حصل روبن على ركلة جزاء بعدما تعرض لعرقلة من رافائيل ماركيز، ترجمها هونتلار بنجاح في الزاوية اليمنى، ليخطف المنتخب البرتقالي التأهل بسيناريو مثير.