تُجرى اليوم مبارتان من الدور ثمن النّهائي من مونديال البرازيل، حيث يلتقي في اللّقاء الأوّل المنتخبان الهولندي والمكسيكي في لقاء ناري بأتمّ ما تحمله الكلمة من معنى في ظلّ الوجه الرّائع الذي قدّمه المنتخبان في الدور الأوّل، حيث أبان كلاهما عن إمكانيات كبيرة. الهولنديون أنهوا الدور الأوّل بعلامة جيّد جدّا (9/9) بتحقيقهم لثلاثة انتصارات مدوّية أقساها كانت على حساب بطل العالم المنتخب الإسباني بنتيجة لا تقبل أيّ جدل (5/1)، إضافة إلى فوزين على استراليا 3/2 والشيلي (3/1). في الجهة المقابلة حقّق المنتخب المكسيكي نتائج يمكن وصفها بالجيّدة، حيث أنهى المجموعة الأولى في المركز الثاني بفارق الأهداف عن مستضيف البطولة المنتخب البرازيلي برصيد سبعة أهداف من فوزين على الكاميرون (1/0) وكرواتيا (4/1) وتعادل سلبي أمام البرازيل، كلّ هذه المعطيات ستجعل اللّقاء قمّة في الإثارة والتنافس. هولندا - المكسيك (سا 17.00) نار على نار بين "الطواحين" وأبناء "الآزتيك" يصطدم طموح منتخب هولندا في الوصول إلى نهائي كأس العالم للمرّة الثانية على التوالي بمنتخب المكسيك أحد مفاجآت مونديال البرازيل وأكثرها ثباتا في المستوى وصلادة دفاعية. ويشهد ملعب (بلاسيدو ألديرالدو كاستيلو) بمدينة فورتاليزا المواجهة النارية بين هولندا متصدّرة المجموعة الثانية، والمكسيك وصيفة المجموعة الأولى في دور ال 16، حيث قدّم كلا المنتخبان في مرحلة المجموعات ما يشفع له لبلوغ أبعد نقطة في البطولة. لذا يمكن القول إن المعركة الهولندية المكسيكية ستكون غاية في التكافؤ، وربما تحسمها تفاصيل بسيطة، لكن الأكيد أن المتعة ستكون حاضرة لمشاهديها. لويس فان غال أعاد لمنتخب "الطواحين" الهيبة استفاد (الطواحين) من خبرة المدرّب لويس فان غال الذي صنع منتخبا شابّا بقدرات فنّية هائلة، وأصقل مواهب الدوري المحلّي بمزجها مع خطّ الهجوم الناري الذي يتصدّره روبن فان بيرسي وأرين روبن ويسلي شنايدر، وإن كان الأخير لم يقنع حتى الآن. العلامة الكاملة للمنتخب البرتغالي في دور المجموعات حقّق المنتخب البرتغالي العلامة الكاملة في مجموعة صعبة ضمّت إسبانيا، حاملة اللّقب، وتشيليواستراليا، ونجح في العبور إلى دور الستّة عشر النّهائي متفوّقا على وصيفه اللاّتيني، ممّا جنّبه الصدام بصاحب الضيافة منتخب البرازيل الذي تصدّر المجموعة الأولى. بدأ فان جال وكتيبته البطولة بأروع طريقة ممكنة، حيث انتقم لخسارة بلاده في نهائي النّسخة الماضية في جنوب إفريقيا أمام الإسبان بفوز كاسح بخمسة أهداف مقابل واحد، في أمسية تألّق خلالها الثنائي روبن وفان بيرسي (كل منهما سجّل هدفين). المهمّة كانت أصعب في المباراة الثانية أمام منتخب أستراليا الذي لعب بطريقة هجومية مفتوحة ليعوّض خسارته الأولى أمام الشيلي، غير أن خبرة فان جال رجّحت كفّته ليحقّق النصر بنتيجة (3-2) بفضل البديل الذي دفع به ميرفيس ديباي، حيث أحرز هدف الفوز وسبقه في التسجيل النّجمان روبن وفان بيرسي أيضا. وختاما رجّح فان جال كفّة الهولنديين أمام تشيلي في مباراة هادئة لحسم الصدارة، حيث دفع بالبديلين ديباي وليروي فير وسجّلا الانتصار بهدفين نظيفين. خبرة فان غال سلاح هولندا أمام المكسيك تتسلّح هولندا في مباراة اليوم أمام المكسيك بخبرة فان جال في المقام الأوّل وبقوة دفاعها رغم عدم احتوائه على أسماء لامعة، لكنه جعل منهم نجوما، وعلى رأسهم الظهير دالي بليند، ويعاونه دي فريج ورون فلار وإندي ويانمات، ويتقدّمهم الثنائي نايجل دي يونج وجوناثان دي جوزمان. أمّا عناصر الحسم في الهجوم فتتوافر في وجود روبن وفان بيرسي، حيث يعيش الثنائي أفضل حالاتهما ويتواجدان في قائمة الهدّافين بثلاثة أهداف لكلّ منهما، مع انتظار أداء أفضل من شنايدر. منتخب ال "تري كولور" قنبلة الدور الأوّل بآدائه الرّائع بالانتقال إلى المعسكر المكسيكي فقد أبهر منتخب ال (تري كولور) العالم بآدائه خلال الدور الأوّل وبتنظيمه الخططي وجودة لاعبيه رغم أن معظمهم من المحلّيين، وعدم احتوائه على نجم (سوبر) باستثناء المهاجم خافيير هرنانديز (تشيتشاريتو) (البديل) في المنتخب وفي فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي. وعرف المنتخب الأخضر بصلادة دفاعه في وجود المخضرم رافائيل ماركيز والشباب مورينو ولايون وأجيلار وفران رودريغز وفاسكيز، ولم تستقبل شباكه سوى هدف واحد في ثلاث مباريات. الحارس المكسيكي أذهل الجميع بمستواه المتميّز أذهل الحارس جييرمو أوتشوا الجميع بمستواه المتميّز، خاصّة أمام البرازيل، فيما تتوافر بوسط الملعب وبخطّ الهجوم عناصر متميّزة مثل دوس سانتوس وجواردادو وبيرالتا وتشيتشاريتو. المدرّب المكسيكي يدوّن اسمه كأحد أفضل المدرّبين في المونديال فرض المدرّب ميغل هيريرا اسمه كأحد أفضل المدرّبين في المونديال وأكثرهم لفتا للأنظار بسبب طرق احتفاله الجنونية بالأهداف. بدأت المكسيك البطولة بفوز على الكاميرون بهدف وحيد وأداء مقنع، في مباراة تغاضى فيها الحكَم عن هدفين صحيحين لجيوفاني دوس سانتوس. الآداء الأمتع كان أمام البرازيل، حيث تعرّض صاحب الضيافة للإحراج بعجزه عن هزّ شباك أوتشوا، فضلا عن تلقّيه تهديدات مستمرّة على مرمى جوليو سيزار، وفرض رجال هيريرا التعادل السلبي. وأثبتت المكسيك جدارتها بالتأهّل إلى الدور الثاني بالفوز الكبير على كرواتيا (3-1) رغم أن المواجهة كانت تبدو شديدة التكافؤ قبل انطلاقها. يمكن إدراك الطفرة التي يعيشها منتخب المكسيك بمقارنة آدائه ونتائجه خلال تصفيات الكونكاكاف، حيث كان مهدّدا بالغياب عن كأس العالم، واضطرّ إلى خوض ملحق أمام نيوزيلاندا وغيّر أربعة مدرّبين في نحو شهر ونصف.