كشف رئيس جمعية الأنيس السيد عادل لحبيب في هذا الحوار عن طبيعة نشاطات جمعيته والعثرات التي تعيقها كما تطرق إلى قضية العنف في الملاعب. كيف لك أن تعرف القارئ بجمعية الأنيس؟ جمعية الأنيس هي جمعية شبانية تأسست في 29 مارس 2011 تنشط على مستوى العاصمة هدفها الأكبر هو ترقية الأنشطة المتعلقة بالشباب والطفولة في جميع المجالات، جاءت فكرة إنشاء الجمعية من خلال مجموعة من الشباب تكونوا مع وزارة الشباب في إطار تنشيط الأطفال في المخيمات الصيفية من هنا بدأت الفكرة لدى مجموعة من شباب العاصمة حيث أرادوا خلق فضاء جديد للعمل الشباني. وفيم يخص التسمية فقد أردنا الجمعية مؤنسا للشباب والأطفال حتى يأنس من يقصدنا ونأنس نحن بمن نذهب إليه، أردنا للأنيس أن تكون رقما فاعلا لا مفعولا به وعددا مضافا لا مضافا إليه أي رقما إضافيا على مستوى الجمعيات في العاصمة التي يبلغ عددها 418 جمعية في مجال الشباب والطفولة لكن في أرض الواقع ربما تعد على أصابع اليد الواحدة. من هم المنخرطون في الجمعية والمستفيدون منها؟ البداية كانت بمجموعة من الشباب الذين يتعارفون فيما بينهم وهي أول مرحلة والتي مثلت لبنة البناء، ثم فتحنا باب الانخراط وكان أول سبيل لذلك فتح صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وكان ذلك مجالنا للتواصل مع الشباب على مستوى العاصمة، وبعد ذلك وجهنا جهودنا إلى أرضية الواقع حيث أصبحنا نقوم بعدة نشاطات ليس لصالح المنخرطين في جمعيتنا فقط بل لصالح الشباب المهيكلين في دور شباب أو مراكز ثقافية وهو ما نسميه ب "تنمية العضوية". ثم إن نوعية النشاطات المبرمجة تجعل الطفل أو الشاب يسأل عن هذه النشاطات وكيفية الانخراط معنا في الجمعية، وبتعبير بسيط فإن الأنيس لا تعتمد على سياسة "الشونطاج" أو المساومة والدليل على كلامي هذا أن عدد المستفيدين من نشاطاتنا يقدر بالثلثين في حين نحدد الثلث من المنخرطين في الجمعية، جانب آخر تعمل عليه الجمعية وهو تأهيل شبابها المشارك (الثلث) في تأطير النشاطات في قادم الأيام مثلا الشباب الذين أطروا الباكالوريا التجريبية هذه السنة كانوا شاركوا معنا من قبل كطلاب اجتازوا الامتحان، فهدفنا ليس فقط القيام بالنشاط وإنما أن يصبح الشاب منشطا بإمكانه تأطير مجموعة من الشباب أو الأطفال، وبهذا يكبر عدد المستفيدين وتزيد خبرة المنخرطين. أما فيم يخص عدد المنخرطين فيبلغ عددهم 520 منخرطا منهم 127 فتاة بمعدل سن ما بين 17 و 20 سنة في حين أن الفئة العمرية المستفيدة من برامجنا فهي تبدأ من سن ست سنوات فما فوق. هل ذلك يعني أن هدف الجمعية هو تكوين الشباب أو صقل شخصياتهم؟ فعلا لم يكن في يوم من الأيام ولن يكون في حسبان الجمعية أن تقوم بالنشاط لأجل النشاط نحن في جمعيتنا لا نعنى بذلك، وكثيرا ما عرضت علينا نشاطات لا غاية منها ورفضنا المساهمة فيها لأننا أردنا أن تكون جمعية الأنيس متميزة بنوعية نشاطاتها وأهدافها، دائما ما نسطر أهدافا لنشاطاتنا سواء ثقافية، دينية أو تربوية ولا يكاد يخلو نشاط من نشاطاتنا من الهدف التربوي لأن واقع المجتمع يفرض علينا ذلك والنشاطات التي تقوم بها أغلب الجمعيات تفتقد لهذا الهدف وتخبط خبط عشواء. من هم شركاؤكم الذين تتعاملون معهم بالنظر بالأهداف المسطرة؟ تمنينا أن تكون وزارة ومديرية التربية هي الجهة التي نتعامل معها بكثرة والتي من المفروض أن نتقاسم معها مسؤولية تربية النشء، لأننا لا ندعي أننا نربي الجيل وحدنا وإنما نتشارك في ذلك مع كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية والأنيس منذ 4 سنوات هي شريك رئيسي وأساسي لمديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر وتساهم الأخيرة في الأنشطة التي نقوم بها وترعاها ماديا ومعنويا وإداريا، تطورت هذه الشراكة لتصبح شراكة قوية حيث أصبحت المديرية تكلف الجمعية بتنظيم نشاطات وبرامج لما للجمعية من خبرة في تنفيذ برامج الأطفال والشباب بالمناسبة من هذا المنبر أوجه تحية لعمال المديرية الذين ساندونا. كما أنوه إلى أن الجمعية تم اختيارها في جانفي 2014 ك "أحسن جمعية نموذجية" من طرف وزارة الشباب باقتراح من المديرية، حيث تم عرض هيكلة الجمعية والنشاطات التي قدمتها خلال العام الجاري حيث بلغ عددها 89 نشاطا استفاد منها 15772 شابا من مختلف بلديات العاصمة، وهو ما شكّل لنا تحديا خاصة في ظل ضعف الميزانية مقارنة بالأنشطة، لكن أؤكد أنه لما تكون النية صادقة وسواعد شابة للتنفيذ فبالإمكان تحقيق الشيء الكثير. ما هو مصدر تمويل الجمعية وهل تعانون من عراقيل مالية؟ هذا ليس مشكلة الأنيس فقط بل مشكل أغلب الجمعيات لكنني سأتحدث عن الأنيس فأي جمعية بدون مال لا تبرمج أي نشاط أو تظاهرة بالنسبة للدعم المالي فالجمعية تستفيد من مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر ب 80 بالمائة من ميزانية الجمعية ثم لدينا المجلس الشعبي البلدي لبلدية الحراش يدعم الجمعية ماليا وإن كان ضعيفا بالنظر إلى الميزانية الضعيفة لبلدية الحراش، تصورنا المالي في الجمعية يقوم على أننا لا نريد أن نكون عالة على أحد نحن نفكر بجدية أن يكون لنا استثمار يعود على الجمعية بالنفع لأن الميزانية التي نستفيد لا تغطي لنا جميع الأنشطة وغالبا ما نوقف أنشطة في نهاية أوت لهذا السبب، لكن للأسف القوانين الحالية لا تسمح للجمعية بعمل تجاري ربحي وإن كان العديد من الجمعيات تقوم بذلك دون أدنى اهتمام بالشباب. ألفت أيضا إلى شيء مهم جدا هو أن إداريي الأنيس وشبابها متطوعين ولا يتلقون أجورا لقاء جهودهم رغم أنهم يقومون بالشيء الكثير. بكم قدر الغلاف المالي للأنيس خلال موسم 2013/ 2014؟ وإن كان الكثير يتحرج في التطرق للمسائل المالية لكننا في الأنيس لا نتحرج من هذا أبدا لذا أقول عملنا طيلة ثلاث سنوات بدون غلاف مالي ب 0 دج في الخزينة وبتظافر جهود شباب والمتعاطفين معها استطعنا المواصلة، بعد ذلك تحصلت الجمعية على دعم مالي من مديرية الشباب والرياضة يقدر ب 50 مليون سنتيم خلال 2012/2013 أما في هذه السنة فقد تحصلنا على مبلغ 150 مليون سنتيم وهذا بعد أن أثبتنا وجودنا وضعت المديرية فينا ثقتها ويبقى هذا الرقم ضعيفا بالنظر إلى طموحات الأنيس في أن تكون رائدة في مجال تنشيط الشباب والطفولة على مستوى العاصمة. هل لكم أن تقدموا للقارئ عينة من النشاطات التي قدمتها الأنيس؟ طبعا سأكتفي بالحديث عن أربع نشاطات نوعية لعل "الندوة الولائية للطفل" أبرزها تحت شعار "الطفولة تربية من أجل المواطنة" والتي تعد سابقة في العاصمة بمشاركة 57 بلدية حيث تناول الأطفال مشاكلهم وواقعهم وطموحاتهم حيث خرجوا بتوصيات سلمت نسخ منها إلى مختلف الجهات الوصية على رأسها والي العاصمة. بالإضافة إلى المخيم الصيفي الذي استفاد منه 100 عضو، هناك أيضا المهرجان الوطني للرياضات الاستعراضية بمشاركة 7 ولايات في رياضات اجتماعية واستعراضية حيث أقيمت في الفضاء التجاري "أرديس" بالعاصمة. هناك أيضا "مسابقة النخبة" والتي كانت بمناسبة خمسينية الاستقلال وهي مسابقة ولائية شارك فيها أكثر من 12000 مشارك من جميع بلديات العاصمة. نشاط يكتسي أهمية أيضا أشير إليه هو "قافلة التاريخ" من 16 أفريل إلى غاية 8 ماي الماضي حيث زار أكثر من 500 طفل من 13 بلدية كل من متحف المجاهد والجيش وحديقة الحامة. بالإضافة إلى العديد من الأيام الدراسية والندوات والدورات من تنشيط أساتذة جزائريين وأجانب، أذكر هنا دورة فنون المناظرة والحوار من تأطير المجلس الثقافي البريطاني وكان ذلك في ديسمبر 2013. دون أن أنسى الشريط الوثائقي الذي أنتجته سواعد شباب الأنيس بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وذكرى يوم المجاهد. ولأننا لا نريد لشبابنا التسلية والترفيه والتكوين فقط هناك نشاطات تغرس حب الخير والاهتمام بالفقراء والمساكين في الشباب وذلك بتنظيم زيارات لدور العجزة والأيتام والمستشفيات بتوزيع هدايا. وتثبيتا لعمل الخير في نفوس الشباب دأبت الجمعية على تنظيم قافلتين الأولى في شهر ربيع الأول "بذور الأمل" والثانية "أمة المطر" في شهر رمضان. ما هي العقبات التي تقف أمام طموحات الأنيس؟ أهم العقبات التي تواجه الجمعية في إنجاح نشاطاتها وبرامجها هي عراقيل إدارية بحتة من مختلف الجهات مثل مديرية التربية أو النقل، إذ أننا في الكثير من الأحيان نحتاج إلى تراخيص من هاتين الإدارتين لكننا للأسف نقابل كل مرة بلا مبالاة ولا يرد على طلباتنا رغم الإلحاح وكثيرا ما تقابل طلباتنا بالرفض مطلقا، ومؤخرا لم تمنحنا مديرية الصحة ترخيصا لزيارة بعض المستشفيات، وهو ما يحول دون القيام بهذه النشاطات رغم أنها مجانية أعود وأكرر لا نطلب أجرا من أي جهة بل على العكس تماما نخرج من جيوبنا ونضحي بأوقاتنا وعلاقاتنا من أجل إنجاح بعض الأنشطة. ما يقف أحيانا في طريقنا أن هناك رؤساء بعض البلديات لا يفهمون دور جمعيات المجتمع المدني وأنها تؤدي دور الشريك والسند للسلطات المحلية ويرون فيها منافسا لهم، يحدث هذا في الوقت الذي يخول لنا القانون اقتطاع نسبة 3 بالمائة من ميزانية البلدية وما نحتاجه لا يتعدى التراخيص والفضاءات للقيام بالأنشطة لكن هناك نماذج مغايرة تماما مثلا السيد مبارك عليك رئيس بلدية الحراش دائما ما يقدم لنا الدعم. بالتزامن مع الدخول المدرسي هل تملك الأنيس برنامج يرافق التلميذ خلال الموسم الدراسي؟ الجمعية تنشط في إطار نوادي وبعد لقاءات ماراطونية أنشأنا أكثر من 17 ناد في الجمعية والتي تلبي رغبات الأطفال وتغطي ميولات الشباب ونعمل في إطارها لعل أهم نادي إجابة على السؤال هو نادي الدراسات والبحوث الذي يوفر للجمعية والشباب فضاء التكوين والبحث من خلال استبيانات يوزعها النادي على المنخرطين وحتى على الشباب غير المهيكلين معنا حيث يعبرون عن احتياجاتهم ونترجمها نحن إلى دورات تكوينية أو تدريبية أو تأهيلية في مجالات كثيرة بالاستعانة بالعديد من الخبرات. هناك أيضا نادي الطلبة والدعم المدرسي الذي يقدم دروس الدعم والتقوية لأصحاب الامتحانات بالمجان. قضية شائكة يعاني منها المجتمع والكرة الجزائرية على حد سواء هي قضية العنف هل الجمعية مؤهلة بحكم تواجدها المكاني لتقديم خدمات في هذا المجال؟ ما يؤِرقنا هو أننا لا نملك مقرا يأتي إلينا من يحتاجنا أو نحتاج إليه ورغم ذلك قمنا سابقا بجلسات مع الأنصار والرياضيين بتأطير نفسي من خبراء لديهم ورقة عمل في هذا الميدان، ساعدنا في ذلك بعض الأعضاء الذين يلعبون في البطولة الوطنية وعينا من خلال أن المناصر ليس مجاهدا والمناصرة تكون بالروح الرياضية وأن المباراة هي مجرد لعبة للفرجة، عملنا على ذلك في الثانويات على هوامش النشاطات التي قمنا بها لتوعية الشباب، كما كان لنا نشاط احتككنا فيه بالشباب المدمن ونظمنا لهم عطلا أسبوعية بغرض إنقاذهم مما وقعوا فيه. هل لك أن تمدنا بالبرنامج المسطر للفترة القادمة؟ هناك الحفل السنوي الثاني في ال 20 من الشهر الحالي بفندق المطار بالدار البيضاء لتكريم متخرجي الأنيس، من جهة أخرى التحضيرات قائمة على قدم وساق للاحتفال بذكرى أول نوفمبر من خلال حفل تكريمي كبير يتم فيه توشيح 60 شخصيات وطنية ب "هدية الوفاء"من شباب الأنيس من علماء ورجال دين ومثقفين ورياضيين وسيدات مجتمع …وسيكون ذلك على هامش الندوة الوطنية الأولى للشباب تحت شعار "شباب الجزائر بين الأمس واليوم" بحضور 48 ولائية. ختاما ما هي آفاق وطموحات الأنيس؟ نسعى أن تكون الأنيس رائدة في مجال تنشيط الشباب والطفولة على مستوى الجزائر في آفاق 2017 خاصة وأننا نحظى بمتابعة نحظى بمتابعة 32 دولة عبر العالم.