تميزت السهرة الأولى من افتتاح المهرجان الثقافي العربي-الهندي أول أمس بتقديم جمعية نجوم الفولكلور الشعبي لتيميمون رفقة "رسل السلام" السودانية عرضا موسيقيا كان عنوانه التمازج الثقافي والحضاري. وارتحلت جمعية نجوم الفولكلور الشعبي بالجمهور الحاضر بقاعة ابن زيدون بالعاصمة بموسيقى أهاليل الصحراوية إلى أعماق الصحراء الجزائرية مختصرة بذلك الزمان حيث شكلت لوحة امتزج فيها الموروث الثقافي بعبق سكون وهدوء الصحراء الشاسعة. وقدمت الجمعية المتكونة من 15 عضوا، أغلبهم من شيوخ المنطقة، مجموعة من الأبيات الشعرية المقتبسة من دواوين التراث الشعبي للمنطقة بالإضافة إلى مدائح للرسول محمد والتي رافقتها آلات موسيقية تقليدية مصنوعة في منطقة القورارة كالبنقري والحجرة والدربوكة والتامجا. وتعد جمعية نجوم الفولكلور الشعبي من أعرق الجمعيات بتيميمون حيث تأسست في 1987 وتؤدي نوع الأهاليل وهوالتراث الشعري والغنائي لمنطقة قورارة الذي أدرجته منظمة اليونيسكوفي القائمة التمثيلية للتراث اللامادي عام 2008. واعتبر رئيس الجمعية محمد لكال في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية أن بفضل الجمعية التي "تعد من أعرق الجمعيات الناشطة في هذا المجال" قد تكونت أجيال جديدة تهتم بهذا النوع من التراث المنتشر بتيميمون مشيرا إلى أن "هناك 27 فرقة تنشط على مستوى منطقة قورارة". ونشط الفنان السوداني أسامة بيكلوالذي ارتبط اسمه باسم آلة البيكلوالسودانية رفقة فرقة "رسل السلام" السودانية الجزء الثاني من السهرة التي حملت في ثناياها إيقاعات وألوان فنية مختلفة عكست مظاهر الحياة بإقليم دارفور(غرب السودان) موطن المغني، عمر احساس، وهوعضوآخر من الفرقة. بشيء من الحنين إلى موطنه الأصلي الذي يشهد اليوم بؤر التوتر ونزاعات على خلفيات عرقية وقبلية قد تنذر بكارثة إنسانية، يحاول عمر إحساس وبأسلوب عصري رفقة الفرقة السودانية أن يقدم رسالة سلام عبر موسيقاه التي ترتكز على الموروث الإيقاعي في منطقة دارفور. وبحكم الموقع الذي تحتله منطقة دارفور المتاخمة للعديد من الدول كليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، فتعرف موسيقى دارفور تأثيرات على مستوى الإيقاعات لتشكل مزيجا إفريقيا تشترك فيه ثقافات متنوعة. تتواصل فعاليات المهرجان الثقافي العربي الهندي المنطلقة فعاليات يوم الخميس إلى غاية 27 نوفمبر بمشاركة إضافة إلى الجزائروالهند سبع دول عربية هي: المغرب، تونس، السودان، مصر، فلسطين، سلطنة عمان وموريتانيا. وستقدم خلال أيام الفعالية التي نظمت من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي أفلام عربية وهندية وعروض بقاعات الجزائر العاصمة. وسيكون بإمكان جمهور بعض الولايات الاستمتاع بعروض عربية وهندية ضمن المهرجان على غرار تيزي وزو، عين الدفلة، المدية، تلمسان، عنابة، تيبازة، وبومرداس. وكانت الهند قد استضافت الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي العربي-الهندي.