أصبحت قسنطينة رسمياً عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 في حدث تعول عليه كثيرا الجزائر لاستعادة سيرتا دورها الثقافي بعد جهودها وإنجازاتها المختلفة الحضارية والفكرية والثقافية التي تعنى بالإرث الإنساني وتؤرخ حكايتها المعرفية الثرية بكنوزها الإسلامية والعلمية وبتراثها الإنساني. عرس قسنطينة الثقافي العربي أشرف عليه أول أمس الوزير الأول عبد المالك سلال، وقبل ذلك دشن سلال الذي كان محاطا برئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ووفد وزاري هام وعديد الوزراء العرب ودبلوماسيين معتمدين بالجزائر وعديد الفنانين والوجوه الثقافية المحلية والوطنية وكذا مسؤولين سامين والسلطات المحلية القاعة الكبرى "احمد باي " للعروض ذات 3 آلاف مقعد. وبعد قراءة برنامج حفل الافتتاح من طرف محافظ التظاهرة سامي بن الشيخ الحسين وقراءة آيات من القرآن الكريم والاستماع للنشيد الوطني تولى الكلمة رئيس المحافظة السامية للغة العربية عز الدين ميهوبي وهو أيضا سفير "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية " ليرحب فيها بضيوف قسنطينةوالجزائر. من قسنطينة، الرئيس بوتفليقة يؤكد: التلاحم الثقافي سيحقن نزيف الأمة المُنهكة ويعيد الحلم العربي قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إن الدول العربية تتقاسم دروبًا من الأحزان والآلام بسبب التدمير الذي طال عددًا منها والتي تختبر في أمنها واستقرارها ووحدتها. وأكد "بوتفلقية" في رسالة له بمناسبة افتتاح تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015″، أن العمل الثقافي هو الأسلوب الأمثل والأنجع لإذكاء مشاعر الانتماء خاصة في هذه الفترة التاريخية العصيبة التي تتطلب من الدول العربية ككل مزيدًا من التلاحم والتعاضد، في سبيل حقن نزيف جسم هذه الأمة المنهكة وإعادة بناء الحلم العربي. ودعا الرئيس إلى جعل العمل الثقافي على رأس الجهود التي تبذل من أجل استدراك ما ضاع منا وما أضعناه بأنفسنا مستنيرين بالقيم الجامعة لنا من هوية وتاريخ ودين ولغة. وأضاف "أن العمل الثقافي يعد الأسلوب الأمثل والأنجع لإذكاء مشاعر الانتماء الواحد وتقوية الأخوة وإيجاد القدرة على مواجهة الآخر والدفاع عن الحق والتطلع نحو مستقبل لا يمكن أن يبنى بغير عقول الأجيال العربية الصاعدة وسواعدها، مشيرًا إلى إدراج هذه التظاهرة الثقافية العربية في سياق احتفال الشعب الجزائري على مدار هذه السنة بمرور ستين عامًا على ثورته التحريرية التي كانت بمثابة المشروع التحرري للأمة العربية جمعاء وكذا للقارة الإفريقية. وتطرق بوتفليقة في هذا السياق إلى فلسطينالمحتلة وقال "لقد تقاسمنا بالأمس تضحيات الثورة الجزائرية وويلاتها وها نحن اليوم نتقاسم محنة فلسطين الصامدة الثابتة على طريق استعادة حق شعبها في دولته المستقلة التي تكون بإذن الله القدس عاصمتها. كما عمدت الجزائر في هذا المسعى إلى تشجيع المبدعين في شتى مجالات النشر والسينما والمسرح فضلاً عن إحياء التراث، كما انخرطت في مسار ثقافي وطني متنوع وثري، مشيرًا إلى أنه في إطار هذه الرؤية تحتضن الجزائر تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، كما نظمت للمرة الثانية المهرجان الثقافي الأفريقي ووسعت دائرة دعم العمل الثقافي على الصعيد الإسلامي باحتضان تلمسان لتظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية. و توجه الرئيس بوتفليقة بنداء إلى المثقفين والمفكرين والعلماء والأدباء ليعملوا ما استطاعوا على نشر ثقافة الاعتدال والتنوير لتكون درعًا وحصنًا منيعًا في وجه دعاة الجهالة.