ما زالت العائلات القاطنة بحي الصومام الكائن ببلدية باب الزوار شرق العاصمة، تعاني من مشكل تراكم النفايات والقمامات المنزلية التي شوّهت بشكل كبير الصورة الطبيعية أو المنظر الجمالي لحيهم، الذي أضحى محاصرا بالنفايات القابعة في مكانها لعدة أسابيع على طول الطرقات والأرصفة في ظل غياب مصالح النظافة من جهة، والسلوك السلبي وقلة الوعي لدى الباعة وبعض المواطنين، من جهة أخرى. أثار مشكل تراكم النفايات وأكياس القمامة تذمر وغضب معظم سكان الحي في هذه الأيام الحارة، حيث أبدوا استياءهم الشديد من هذا الوضع المزري الذي تفاقم بشكل ملفت للانتباه ما ينبئ بحدوث كارثة صحية وإيكولوجية، خاصة مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي تسببت في تعفن وتحلل أكوام النفايات التي زادت بشكل ملحوظ في انبعاث الروائح الكريهة التي تستقطب الحيوانات الضالة والحشرات الضارة التي غزت بدورها الحي بكامله. وما زاد من جحيم معاناة قاطني الحي تلك المفرغة العشوائية التي أصبحت مشهدا مألوفا في الحياة اليومية للسكان، وهو الأمر الذي استنكروه بشدة، حيث أصبح الوضع يشكل تهديدا لصحة وسلامة السكان بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منها على بعد أمتار، إضافة إلى انتشار الحشرات السامة التي أصبحت تغزو الحي. وقد أرجع السكان أسباب بروز هذه المفرغة إلى السلوك السلبي وقلة الوعي لدى الباعة وأصحاب الطاولات، خاصة أولائك الذين ينشطون خارج السوق والذين يقومون برمي بقايا مخلفات سلعهم بهذا الموقع، بالإضافة إلى التصرفات العشوائية واللا مسؤولة التي تصدر عن بعض السكان الذين لا يحترمون المواعيد المخصصة لإخراج النفايات وإهمالهم وعدم مراعاتهم للأماكن المخصصة لرمي النفايات، أما الأمر الآخر والذي يعتبر الأهم وهو غياب مصالح النظافة التي لا تقوم بمهامها على أكمل وجه. وفي السياق ذاته، أكدت العائلات القاطنة بالحي في حديثها ل "الحياة العربية " سياسة اللامبالاة التي ما تزال منتهجة من قبل السلطات المعنية ببلديتهم التي لم تستجب لحملة التنظيف التي نادوا بها، خاصة وأن شهر رمضان الكريم على الأبواب لرفع كل النفايات والقمامات، وذلك بتوفير الإمكانيات اللازمة لإنجاحها، غير أنه لا حياة لمن تنادي، حسب المصدر ذاته، إذ أكدوا في حديثهم أنهم اضطروا إلى حرق أكوام النفايات قصد التخلص منها رغم الدخان الكثيف المضر بالصحة الذي عم كامل أرجاء مجمعهم السكني. وأرجع هؤلاء السكان سبب تشكل نقاط سوداء بمدخل الحي إلى غياب مصالح النظافة عن حيهم بشكل يومي وانعدام الشاحنة المخصصة لرفع القمامات في أوقات محددة. وفيما يبقى المشكل مستمرا، جدد سكان المنطقة مطلبهم وناشدوا السلطات المحلية والمعنية التدخل العاجل من أجل انتشالهم من الوضعية الكارثية التي يعيشون فيها، خاصة وفصل الصيف على الأبواب الذي يتزامن مع الشهر الفضيل، في ظل الانتشار الواسع للحشرات والبعوض، ناهيك عن الحشرات والجرذان التي تكاثرت وغزت المكان، كما طالب هؤلاء بإعادة تهيئة تلك المساحات التي تعد الفضاء الوحيد لأبنائهم من أجل اللهو واللعب.