أظهر نظام المخزن لهجة تصالحية مع الجزائر، حيث خرج رئيس الحكومة المغربي عبد الإله ابن كيران في تصريح جديد يدعو فيه الجزائر إلى العمل قدما مع المغرب، بشكل يسمح للطرفين بناء علاقات ثنائية أكثر أخوة مما يسمح بالمضي قدما نحو فتح الحدود البرية بين البلدين. تحدث رئيس الحكومة المغربية بلغة مغايرة عن تلك التي دأب المسؤولون المغاربة استعمالها في مناسبات عديدة، وقال في حوار خاص مع "دوتش فيليه عربية" بث أمس "إذا كانت الجزائر مستعدة أن تتقدم خطوة واحدة في اتجاه المغرب، فإن بلاده مستعدة للتقدم عشر خطوات اتجاه الجزائر". وفي سياق الحديث عن ظاهرة الإرهاب التي تضرب المنطقة المغاربية، نفى ابن كيران أن يكون المغرب خارج دائرة الخطر ويمكن أن يكون هدفاً للإرهاب على غرار دول جارة. وحسب ما يشير إليه محللون مختصون في الشأن الدولي فان لهجة المهادنة التي يعتمدها مسؤولو المخزن بين الفينة والأخرى، تدخل في إطار تليين الخطاب مع الجزائر، التي تعتمد دوما على خطاب دبلوماسي متّزن ومحترم ، يقوم على مبدأ الثبات وعدم الرد على التصريحات الاستفزازية المغربية، التي تصدر من محمد السادس الذي لم يتوان في خطابات سابقة في اتهام الجزائر والتهجم عليها دون هوادة . ورغم ذلك، تقول المصادر ذاتها أن الجزائر التي تصر على فكرة عدم فتح الحدود بين الطرفين لها أسلوب لا يتغير ولا يتلون عكس أسلوب المغاربة المبني على اشتعال النار تارة وإخمادها تارة أخرى بدون سابق انذار. يأتي هذا في وقت أكدت مراجع محلية أن نظام المخزن قام بطرد قنصليين من الجزائر وتعويضهما بآخرين مند يومين ، ويتعلق ألأمر بيونس نجار بالجزائر ومحمد متوكل بوهران، نظرا للغضب الذي أبداه المسؤولان المغربيان عن عملهما هنا في الجزائر ، حيث كشف وزير الخارجية المغربي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بمقر وزارة الخارجية بالرباط، وأكد أنه ليس هناك مجال للتسامح مع الأخطاء، وأنه تم تحديث هيئة للتتبع والمراقبة، مشددا على ضرورة تقديم أحسن الخدمات للمغاربة في الخارج. ووضع المغرب أرقام هواتف خضراء في متناول المغاربة المقيمين بالجزائر لاستقبال الشكاوى في القنصليات المنتشرة، وأشار مزوار في معرض حديثه أيضا، إلى أن الخط الهاتفي الأخضر الذي وضع رهن إشارة مغاربة الخارج لتلقي شكاياتهم سيستمر في الاشتغال طبقا للضوابط التي تم تحديدها.