الزواج من أسمى وأطهر الروابط الإنسانية التي دعا إليها الدين الإسلامي يكمل كل منهما نصفه الآخر ويقوم في الأساس على المودة والرحمة بين الزوجين كما قال الله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" لذلك يحتاج الزواج إلى التدقيق والتفكير حتى لا ينعكس سلبا لاعلى الرجل ولا على المرأة. بلاغ حياة سارة وبالخصوص ذلك يشهد مجتمعنا اليوم ظاهرة زواج الأقارب رغم النتائج السلبية التي يسجلها هذا الزواج على رأسها الطلاق خاصة في هذه الحالة أن كلتا العائلتين قريبتين فتنشب بذلك عداوة وكره بما في ذلك قطع صلة الرحم التي أوصانا بها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. وعليه زواج الأقارب خاصة من بنات العم فالكثير يعتقدون أن ذلك يشد من روابط الأسرة ويحفظ ثرواتها، لكن الشائع أن الإسلام حث على الزواج من غير الأقارب وذلك لتحقيق ربط الأسر ببعضها البعض، وهناك أمراض وراثية يصاب بها جميع الأولاد وعادة ما يكون السبب الرئيسي زواج الأقارب. الإقتران بالأقارب.. لتسهيل مصاريف الزواج فالكثير من العائلات الجزائرية تحبذ أن تختار أبنائها شريك يكون من العائلة فهو من العادات الراسخة وأن الزواج المثالي هو ما يربط بين أبناء العمومة للحفاظ على الثروة والاسم داخل الأسرة بالإضافة إلى البحث عن الأمان العائلي، فضلا عن سهولة في أمور الزواج والمهور بين الأقارب حيث أثبتت معظم الدراسات الطبية خطورته على صحة الأبناء إذ يتسبب في إصاباتهم بالتشوهات والإعاقات إضافة إلى أنه سبب رئيسي في الإصابة بأمراض وراثية. من جهة أخرى هناك من يستعين بمقولة "تباعدوا" فلا يرتبط من قريبته تفاديا للعواقب التي يسمعها في مجتمعنا اليوم خاصة بين العائلتين. وللغوص في الموضوع أكثر قامت "الحياة العربية "بجولة استطلاعية في الشارع الجزائري للمعرفة أكثر عن الأمر سامية أم لطفلين وبنبرة حزن تحدثت قائلة "تزوجت من ابن عمي بعد حب دام سنوات رزقنا بالمولود الأول وكان معاقا بعدها حملت بالثاني ولكن تبين أنه طفل معاق كذلك عانيت الأمرين يقتلني الحزن كل لحظة عندما كنت أراهما أمامي وهما منعزلين عن العالم نتيجة إصابتهما بمرض وراثي وبعدها توفي ابني الأكبر لتظل دموعي رفيقتي طوال هذه المدة" وأضافت "أحضن ولدي الآخر كثيرا ليشعر بالأمان وأنا أعلم أنه لن يشفى من هذا المرض ومصيره سيكون كمصير شقيقه" خاتمة كلامها بالحمد لله. أما رابح فقال "أنا أحب ابنة عمي وسأتزوجها بالرغم من أن عائلتي لم ترد ذلك ولا أبالي بأي شيء، لا يعني دائما أن هناك خطرا على الأولاد من الأمراض الوراثية فكل شيء مكتوب و مقدر عند الله سبحانه وتعالى". "زواجي من ابنة عمتي كان نعمة…" وكان لرؤوف رأي آخر حيث قال أن زوجته ابنة عمته له منها صبي وأربعة بنات وكلهم بصحة جيدة بحكم التشابه في العادات بل والطباع أيضا وإلى الآن لم تحدث أية مشاكل على العكس هذا الشيء جعل العلاقة تتوطد أكثر بين العائلتين والآن نعيش حياة سعيدة ومستقرة. أما صبيحة طالبة جامعية استهلت قولها بكلمة "المكتوب" وبأنها لا ترفض قريبها سواء ابن عمها أو ابن خالها نظرا للعنوسة التي أصبحت ظاهرة متفشية جدا في مجتمعنا اليوم ولا ترى في ذلك أي خطر. "الإسلام لا يرى حرجا في زواج الأقارب" وعن زواج الأقارب جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب "أن شرع الله تعالى النكاح وجعله من سنن المرسلين وذلك لما يترتب عليه من المصالح العظيمة كتكثير الأمة وخروج العلماء والمجاهدين والصالحين والمتصدقين وتقوية أواصر الروابط والمحبة بين المسلمين بالنسب والمصاهرة مع ما فيه من السكن والمودة والرحمة التي تكون بين الزوجين. و قد جاءت الأدلة الشرعية بخلاف هذا قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ" وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي ابنة عمته، وزَوَّج ابنته فاطمة من ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مما يدل على أنه لا حرج من زواج الأقارب. وعلى هذا، فمنع زواج الأقارب أو القول بأنه سبب لانتشار الأمراض أو وجود جيل مشوه أو مريض كلام غير صحيح.