أكد المخرج جمال قرمي عضو في الدائرة الفنية للمسرح الوطني الجزائري والجهة المشرفة على مشروع إدماج المسرح كمادة في المنظومة التربوية، أن الهدف من هذا المشروع هو تنمية "الذائقة الفنية" لدى الطفل، وتطوير مهاراته الجسدية، بالإضافة إلى تقوية حسه الفني والإبداعي والمعرفي في مختلف الأطوار التعليمية. أضاف جمال قرمي خلال ندوة صحفية نشطها أمس بالمسرح الوطني، رفقة طاقم المشروع وبحضور ممثلين عن وزارة التربية ووزارة الثقافة ومدير المسرح الوطني محمد يحياوي، أن هذا المشروع جاء في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية والتي تنص على تكريس التعاون في مجال التعابير الفنية والدرامية، في المؤسسات التربوية، مشيرا انه سيعتمد في الأطوار الثالث الابتدائية، المتوسطة والثانوية، وانه سيجسد في البداية في شكل موائد مستديرة وورشات تكوينية لفائدة أساتذة ومسرحيين بالوسط المدرسي، وذلك من أجل تنمية المهارات المسرحية لدى التلاميذ في بيئتهم التعليمية، وصقل مواهبهم المسرحية في مختلف الموضوعات الوطنية والتربوية والاجتماعية، كما ستخلق لديهم حسب قرمي روح المبادرة والابتكار، مع تقويم سلوكا تهم ولغتهم، ومساعدتهم على النمو الوجداني والانفعالي والاجتماعي. وستكون أليه تنفيذ هذا المشروع حسب المتحدث في ثلاثة مراحل، حيث تنظم المرحلة الأولى في الفترة مابين 27 إلى 31 مارس القادم، وفيها سيتم تحديد المفاهيم النظرية المتعلقة بالمسرح وماهيته، وتعريف المتربصين المشاركين بمختلف الحرف المرتبطة به، والوسائل الواجب توفرها لإعداد عرض مسرحي متكامل. أما المرحلة الثانية والتي ستنظم في الفترة ما بين 29 ماي إلى 2 جوان القادم، سيتم خلالها البحث في كيفية تجسيد هذا المشروع ، كما سيتم خلال هذه المرحلة تعريف المتكونين بنظم العلامات التي تحدد المعنى في العرض المسرحي والكيفية التي يتم بها اختيار النصوص وذلك حسب الفئات العمرية. وستكون المرحلة الثالثة التي ستنظم في الفترة الممتدة من 6 إلى 10 من شهر نوفمبر القادم سيتمحور نشاطها في تحديد الهوية والوظيفة الحقيقية للمسرح، والطريقة البداغوجية التي سيتم بها تقديم هذا المشروع، كما سيتم خلالها تقديم الأسس الأولية للمسرح، التعريف بأهم الرواد المسرحيين الجزائريين، وتقديم دور المسرح في تثبيت القيم والتأهيل الاجتماعي والتواصلي بين الأفراد، انتقالا إلى إعداد عمل مسرحي استنادا على نص درامي، بهدف ضبط طريقة استغلال فضاء العرض، و إلى تحديد الكيفية التي يتم بها توجيه الممثل حركيا وصوتيا وانفعاليا. وسيشمل المشروع تنظيم ثلاثة موائد مستديرة، تهدف إلى وضع أسس صحيحة لكيفية دمج المسرح وتدريسه كمادة في الأطوار التعليمية، وتجمع بين المختصين في المجالات التربوية المختلفة للفنون الدرامية وبين مفتشي التربية الوطنية، تخصص الأولى لاقتراح إدراج المسرح كمادة في البرنامج البيداغوجي للمنظومة التربوية، وستخلق خلالها ثلاثة خلايا رأي وتفكير، كل خلية تتعلق بطور من الأطوار الدراسية، وستقدم حصيلة اقتراحاتها ونتائج أعمالها في المائدة المستديرة الثانية، أما المائدة المستديرة الثالثة والتي ستعقد جلساتها في نوفمبر المقبل سيتم خلالها الخروج ببرنامج تعليمي بيداغوجي خاص بالتربية المسرحية على مستوى المدارس. من جهته قال مصطفى بوختالة مختص في علم النفس أن تجسيد هذا المشروع يعد انطلاقة حقيقة في تغير المسرح الجزائري، وأضاف أن مسرح سنوات السبعينات ساهم كثيرا في إعادة التوازن إلى المجتمع وإلى الفرد الجزائري بصفة خاصة، داعيا في سياق كلامه إلى ضرورة إخراج المسرح من المدارس التي تعد حسبه خزانا للمواهب وللمبدعين. من جهته اعتبر العربي عطاري مفتش أكاديمي، ان هذا المشروع الذي جاء متأخرا في الجزائر مقارنة بالدول العربية الأخرى بداية لتنشيط الحركة المسرحية كنشاط فني يدرس به مختلف المقررات وذلك لتسهيل عملية الفهم لدى التلميذ. أما الدكتور مخلوف بوكروح فقد أكد أن هذا المشروع الأكاديمي سيفعل الحركة المسرحية في الجزائر، وانه وسيخلق مسارا مسرحيا جديدا في الجزائر، مشيرا بخصوص تجسيده انه يقدم في مادة مستقلة لها برنامجها خاص، يتماشى مع المقررات المنظومة التربوية في الجزائر.