إذن..هكذا فضحت مجازر الإبادة التي اقترفت في حق الجزائريين خطابات فرنسا بالأمس، وهاهي -المجازر- تطارد غلاة اليمين المتطرف بعد 56سنة، وستظل كذلك حتى ولو تمكن اللوبي المتطرف من منع فيلم الخارجون عن القانون من المشاركة في مهرجان "كان" السينمائي. صحيح أن التاريخ ذاكرة الشعوب، لكن ماهو متفق عليه أيضا، أن بناء المستقبل لا يمكن أن يكون بمعزل عن التاريخ، عن الماضي، عن الذاكرة... ومن هنا، وجب القول إن الحديث عن مصالحة فرنسية - جزائرية من دون اعتذار عن الحقبة الاستعمارية، ماهو إلا مضيعة للوقت، وهروب من شبح اسمه العار الفرنسي...فهل يعقل ونحن نقف أمام بشاعة ووحشية مجازر الثامن ماي 1945 أن نمد يدنا لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء؟ أيعقل أن ننسى أو نتناسى الهمجية الفرنسية في الوقت الذي لا يزال يسقط فيه الأبرياء بألغام الفرنسيين؟ أمن المقبول أن يشرع أحفاد ماسو وبيجار لتمجيد جرائمهم في الجزائر، في حين يطلب منا تجاوز مشكل الذاكرة؟ من الواضح أن الجزائريين يتنفسون التاريخ، بل نعيشه يوميا، ونتفاعل مع أحداثه وكأنها وقعت اللحظة، لأن مسار التاريخ لا يمكن أن يتوقف عند مصالح ضيقة أو حسابات تضبطها صالونات السياسة...ولهذا كله، نجد أنفسنا متشبثين بمطلب الاعتذار وتجريم الاستعمار، وبعدها نتحدث عن تحرير التاريخ...