ندد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أمس بالحملة المسعورة التي يقودها اليمين في فرنسا ضد فيلم الخارجون عن القانون لأنه يكشف بعض الحقائق التاريخية التي تدين جرائم الاحتلال التي ارتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال في حق الشعب الجزائري، مجددا تمسك الجزائر بمطلب الاعتراف والاعتذار، قائلا «الجزائر غير مستعدة لتمزيق صفحة 132 سنة من القهر والإبادة» وفي خطابه أمام المشاركين في التكريم الخاص بالصحفي الشهيد ومنهم عائلة الشهيد، لم يفوت بلخادم الفرصة للرد على التصريحات العنصرية لليمين المتطرف في فرنسا والحملة التي يقودها لوبان ضد كل ما هو حقائق تاريخية تدين جرائم الاحتلال في حق الشعب الجزائري، وقال إن اليمين المتطرف يحاول استنفار الغائبين عن الوعي من أجل إثارة زوبعة لأن فيلما فرنسيا يتحدث عن جرائمهم، وتساءل بلخادم عن موقف هؤلاء لو فتح الأرشيف لكشف ما قاموا به كاحتلال استيطاني من جرائم الإبادة المنظمة وجرائم طمس الهوية الوطنية وجرائم التعذيب التي ما يزال ضحاياها على قيد الحياة شواهد على بشاعة الجريمة الفرنسية في الجزائر. وأكد بلخادم أن هؤلاء لن يستطيعوا تغيير التاريخ والجزائر وعلى مر الأجيال غير مستعدة لتمزيق صفحة 132 سنة من القهر والقتل والحرق، لم تثن كلها الشعب الجزائري الذي عشق الحرية حتى النخاع، للقيام بأعظم ثورة في القرن العشرين، معتبرا الشهيد محمد لعيشاوي نموذجا لحالة التعذيب والإبادة التي تعرض لها على يد جلادي فرنسا الاستعمارية. وأبرز بلخادم أن كل تلك الممارسات وبكل المآسي التي تركتها باقية في ذاكرة الأجيال ورسالة التعامل معها إرث وطني مشترك لا يزول بتوالي السنين، في رد صريح على وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي قال قبل أيام أن العلاقات الفرنسية الجزائرية ستصبح أفضل بعد رحيل جيل الثورة عن السلطة، كما جدد بلخادم تمسك الجزائر باعتراف فرنسي عن ما اقترف واعتذار للشعب الجزائري عن ما عاناه ولقيه من ويلات الاستعمار، وتعويض عن هذا الماضي المخزي. وأكد بلخادم أن الأصوات التي ما تزال اليوم تغرد بما تعتبره دورا ايجابيا لفرنسا الاستعمارية لا يمكنها تغيير حركة التاريخ أو القفز عليها، قائلا«لا هذا المحتل الحاقد الذي ما زال يدعو إلى حملة صليبية ولا غيره من الذين تعشش في أذهانهم بقايا فكر احتلالي ولى زمنه واهمون بإمكانية إيقاف حركة التاريخ من خلال تصريح غير مسؤول هنا أو هناك أو تحريك مجموعات مأجورة تاريخيا لحاجة انتخابية»، وهو ما اعتبره بلخادم نوعا من الانتهازية السياسية، بالاعتداء على كرامة الشعوب ومقدساتها.