اعترف المؤرخ الفرنسي الشهير بنجامين ستورا أن السينما الفرنسية لم تتناول الانفصال بين الجزائر وفرنسا كنتيجة لإرادة الجزائريين في الاستقلال، بل كان ينظر إليه كخيانة أو كإهمال من طرف الفرنسيين. وأشار إلى أن الأحداث المأساوية والمجازر التي عرفتها سطيف، ''قالمة وخراطة'' سنة 1945 لم تظهر في السينما الفرنسية ولو بطريقة التورية، لأنها تعتبر ''ثقبا أسود في الذاكرة''، كما تجاهلت السينما الفرنسية كافة المجازر التي تعرض لها الثوار في الجزائر. وعاد المؤخر الفرنسي ليقول إن السنوات الأخيرة شهدت مجموعة من الأفلام أوجدت الآخر وقامت بتثبيته في السينما الفرنسية، مثل ''العيش في الجنة'' لسنة1997 لبوعلام قرجو، ''الخيانة'' لفيليب فوكون,2005 وشدد على أن السينما الفرنسية أهملت تصوير الواقع الجزائري، حتى تلك المنددة بالاستعمار حيث يغيب الطرف الآخر، وعندما أخذ الجزائريون المبادرة من خلال فيلم ''خارجون عن القانون'' طرحت الإشكالية. واعتبر أن المشكلة تكمن كلّها في رؤية الماضي الاستعماري، وصعوبة ''أن نقيم مأتم عزاء على خسارة الجزائر الفرنسية، التي تبقى جرحا عميقا في تاريخ الوطنية الفرنسيةس. وكان المؤرخ الفرنسي قد وقَّع قبل أيام على لائحة احتجاج ومساندة للفيلم الجزائري ''الخارجون عن القانون'' ومخرجه رشيد بوشارب، في مواجهة حملة اليمين المتطرف المعارضة لمشاركة الفيلم في مهرجان ''كان'' السينمائي الدولي.