بحكم تجربته الواسعة في إفريقيا أين لعب الكثير من المباريات هناك لما كان لاعبا سواء مع الأندية التي تقمص ألوانها أو مع المنتخب الوطني، أو قياسا بخبرته التي إكتسبها في ميدان التدريب لم نجد أحسن من المدرب الحالي لشبيبة بجاية جمال مناد للحديث عن المباراة التي تنتظر التشكيلة الوطنية أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى اليوم الأحد.. وهي المباراة التي أبدى هدّاف نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 تفاؤله الشديد بعودة زملاء عنتر يحيى بزادها الكامل، خاصة بعد تعثرهم في المواجهة الافتتاحية لمجموعتهم أمام تانزانيا الشهر الفارط. “المنطق يفرض علينا الفوز وليس مهما البحث عن الأداء” واستهل مناد حديثه معنا بالتأكيد على ضرورة البحث عن الفوز في “بانغي” ولا شيء غير ذلك، حيث قال: “من الواضح أنه يجب على منتخبنا الوطني الفوز هناك، حيث أن المنطق يفرض علينا ذلك بحكم مستوى المنافس والمستوى الذي بلغه المنتخب الوطني في السنتين الأخيرتين وجعله يشارك في نهائيات كأس العالم. وبصراحة لو كنت مكان المدرب الوطني بن شيخة فإن التعادل لن يرضيني حتما، وما يهم فقط في لقاء الأحد هو الفوز دون البحث عن الأداء لأن ذلك على حسب تقديري غير مهم كثيرا”. “يلزم تحضير نفسي لتقبّل أجواء المباراة أكثر من أي شيء آخر” وعن الأجواء التي سيجدها المنتخب الوطني في سفريته إلى إفريقيا الوسطى التي تبقى إحدى أفقر الدول في العالم، قال مناد: “من الواضح أنه يجب القيام بتحضير نفسي للاعبين لتقبّل الأجواء التي سيجدونها في بانغي، بداية بالحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية ووصولا إلى أرضية الميدان السيئة وكامل الظروف التي ستصاحب تواجدهم هناك قبل وأثناء المباراة. وأعتقد أن اللاعبين حاليا بحاجة إلى تحضير نفسي لما ينتظرهم هناك أكثر من أي شيء آخر وهو الأمر الذي أتصور أن بن شيخة يدركه جيدا”. “بن شيخة مطالب بتوضيح الرؤية للاعبين الجدد ويجب تسيير اللقاء بذكاء” وواصل محدثنا قائلا: “إذا كان الأمر سيكون عاديا بالنسبة لبعض اللاعبين الذين تعوّدوا على اللعب في أدغال إفريقيا وخاصة المحليين، فإنه حتما لن يكون سهلا على المحترفين ومنهم الجدد الذي لم يسبق لهم اللعب في مثل هده الظروف التي سيجدونها هناك، وهم الذين تعوّدوا على اللعب مع أنديتهم في أوروبا في أجواء جيدة. لهذا فإن المدرب الوطني مطالب من الآن بتوضيح الرؤية لهم والحديث معهم عما ينتظرهم في المباراة التي يجب أن نسيرها بذكاء“. “ما يقلقني أكثر هو نقص جاهزية الكثير من اللاعبين” ودائما بخصوص السيناريو الذي يتصوره للمباراة أضاف المدرب البجاوي: “لا يمكنني أن أتصوّر الرسم التكتيكي الذي سيلعب به المنتخب الوطني، فبن شيخة في مكان أفضل للحديث عن هذه النقطة بحكم معرفته للياقة التي يوجد فيها كل لاعب، ولو أني متخوّف قليلا من نقص جاهزية بعض اللاعبين خاصة المحترفين الذين لا يلعبون إلا نادرا مع أنديتهم، وهو أمر قد يكون له انعكاس سلبي على لياقتهم البدنية في مواجهة الأحد إذ يتطلب الأمر أن يكون اللاعبون في لياقة جيدة لمواجهة القوة البدنية للاعبي المنافس وكذا الحرارة والرطوبة”. “المنافس ماشي حاجة كبيرة وقوته في حسن انتشار لاعبيه” أمّا عن نظرته للمنافس الذي سبق أن شاهد مباراته الأولى التصفوية أمام المغرب فأكد مناد: “بصراحة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى ومع احترامي الشديد له “ماشي حاجة كبيرة“، حيث أنه يعاني من نقائص من كل النواحي. لكن ما لفت انتباهي في مباراته أمام المغرب هو حسن تمركز لاعبيه فوق أرضية الميدان وخاصة عودتهم السريعة إلى الدفاع والتكتل هناك حين يفقدون الكرة في منطقة المنافس، وهي نقطة فاجأتني كثيرا وأكدت لي أنهم منضبطون تكتيكيا”. “مباراتهم مع المغرب ليست مقياسا حقيقيا ولو يعيدوها سيخسرون حتما” وختم مناد حديثه بالقول: “مباراة إفريقيا الوسطى أمام المغرب ليست مقياسا حقيقيا ولا يمكن لها أن تجعلنا نخاف كثيرا من منافسنا القادم الذي يبقى منتخبا متواضعا. وحسب رأيي فإنه لو يعيد مباراته أمام المغرب فإنه سيخسر حتما خاصة لو نأخذ بعين الاعتبار أن المنتخب المغربي في تلك المواجهة لعب وفي صفوفه لاعبون جدد لم يسبق أن لعبوا مع بعض وتحت قيادة مدرب جديد”.