خيّب المنتخب الوطني كل الآمال التي كانت معلّقة عليه أمس عقب هزيمته في بانغي أمام إفريقيا الوسطى، في مباراة لم ترق إلى المستوى المطلوب ولم يبيّن فيها رفاق يبدة الكثير واكتفوا بالدفاع مما سمح للفريق المنافس بكسب الثقة وتهديد مرمى الحارس مبولحي في عديد المناسبات. ملعب بوڤوندا بإفريقيا الوسطى، جو مشمس، أرضية مقبولة، جمهور غفير، تنظيم سيئ، التحكيم للثلاثي الأنغولي: هيلدير دي كارفالو، إيناسيو كانديدو، ميڤال لوفومبو. الإنذارات: كيتيفواما (د31)، مابيدا (د64) من إفريقيا الوسطى عبدون (د90) من الجزائر الأهداف: دوبو كليا (د81)، كيتيفواما (د85) لإفريقيا الوسطى إفريقيا الوسطى: جيوفي لومبارت- أودان بوتو -كيتيفواما -ليوندزي روماريك- مومي بيلير -مابيدا -فوكسي -إينزا -أنزيت -كاساي -دافيد مانڤا (دوبو كليا د66) -المدرب: أكورسي الجزائر: مبولحي -بلحاج (حاج عيسى د80) -مجاني -عنتر يحيى -بوڤرة -لحسن -يبدة (لموشية د72) -عبدون -مصباح -غزال (زياية د78)- جبور المدرب: بن شيخة ونجح المنافس في الوصول مرتين متتاليتين إلى شباك “الخضر” لينتهي اللقاء بتفوق إفريقيا الوسطى بهدفين مقابل لاشيء، وبالتالي فقد أخفق المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة في أول خرجة له مع “الخضر“ وعليه تصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان. بداية محتشمة ل “الخضر“ ماعدا فتحة مصباح كانت بداية اللقاء محتشمة بالنسبة للاعبي المنتخب الوطني الذين لم يتمكنوا من السيطرة على زمام الأمور، ماعدا ما قام به مصباح من عمل فردي على الجهة اليسرى في (د2) ووزع كرة جميلة لكنها وجدت الحارس لومبارت في المكان المناسب، وما عدا تلك الفرصة لم نسجل فرصا حقيقية للاعبي المنتخب الوطني الذين كانوا خارج الإطار في هذه المباراة. رد سريع من إفريقيا الوسطى ولم ينتظر لاعبو إفريقيا الوسطى طويلا لينقلوا “الخطر“ إلى منطقة “الخضر”، حيث كان اللاعب الخطير كيتيفواما وراء الفرص التي سنحت لمنتخب بلاده وكاد يحول معظمها إلى أهداف لولا تدخل الدفاع في آخر لحظة، وعليه فقد وجّه أشبال المدرب أكورسي إنذارا قويا لنظرائهم، خاصة تسديدة مابيدا التي لم تذهب بعيدة عن مرمى مبولحي الذي كان من بين أحسن لاعبي المنتخب الوطني في هذه المباراة. حذر شديد من الجانبين وبعد مرور الدقائق العشر الأولى من اللقاء بسلام على كلا الطرفين لاحظنا الحذر على أداء رفاق عنتر يحيى الذين فضّلوا التكتل في الخلف وعدم المجازفة في الهجوم أمام منافس لم يكن خطيرا والمباراة كانت في المتناول، لأنه حتى لاعبي إفريقيا الوسطى كانوا حذرين في ربع الساعة الأول. تهديدات خطيرة من إفريقيا الوسطى بعد ذلك سجلنا خطورة أشد من لاعبي إفريقيا الوسطى الذين كانوا أحسن تمركزا فوق الميدان، ومن بين أخطر الفرص في المرحلة الأولى ما حدث في (د15) عندما قام فوكسي بعمل جميل في وسط الميدان وسدد كرة قوية مرّت جانبية عن مرمى الحارس مبولحي. مجاني يرتكب خطأ ومبولحي ينقذ الموقف وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر عودة قوية للمنتخب الوطني بعد توالي الفرص من طرف لاعبي إفريقيا الوسطى، أخطأ مدافع “الخضر“ كارل مجاني في استقبال كرة سهلة فذهبت إلى المهاجم كيتيفواما الذي كاد يفتح باب التسجيل لولا يقظة الحارس مبولحي الذي صحّح بذلك خطأ زميله مجاني، لأن تلقي هدف بتلك الطريقة كان سيكلّف “الخضر“ كثيرا. عبدون يتحرك وكاد يفعلها بعد ذلك تمركز اللعب مرة أخرى في وسط الميدان مع غياب فرص حقيقية من الجانبين، لكننا سجلنا استفاقة نوعية من لاعبي المنتخب الوطني الذين خرجوا من منطقتهم بغية تهديد مرمى المنافس، وانتظرنا إلى غاية (د36) لنسجل أول فرصة حقيقية لرفاق غزال، فبعدما قام عبدون بعمل جميل على الجهة اليمنى وزّع كرة جميلة لزميله جبور لكن الحارس لومبارت خرج في الوقت المناسب وأنقذ الموقف، وحرم “الخضر“ من هدف محقق لأن جبور كان وحيدا إلى جانب حارس إفريقيا الوسطى. مبولحي ينقذ المستحيل بعد ذلك تواصل اللعب بتلك الطريقة لكن هذه المرة الخطورة كانت أشد من جانب لاعبي إفريقيا الوسطى، حيث سجّلنا أخطر فرصة في المرحلة الأولى على الإطلاق عندما توغل مومي بيلير داخل منطقة العلميات وسدد كرة قوية في (د40) لكنها وجدت الحارس مبولحي الذي أنقذ مرماه بأعجوبة واستحق العلامة الكاملة في تلك اللقطة، حيث حرم لاعبي إفريقيا الوسطى من فتح باب التسجيل قبل دقائق فقط من الإعلان عن نهاية الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي. جبور يضيّع أخطر لقطة ل “الخضر“ عاد أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة بكل قوة في بداية المرحلة الثانية وسيطروا على زمام الأمور وفرضوا منطقهم في ربع الساعة الأول من هذا الشوط، وفي (د59) قدّم المهاجم غزال كرة جميلة في العمق لزميله جبور الذي وجد نفسه وجه لوجه مع الحارس لومبارت لكنه لم يركل الكرة كما ينبغي لتخرج ضربة مرمى، وذلك وسط دهشة لاعبي “الخضر“ الذين لم يصدقوا أن زميلهم ضيع هذه الفرصة التي تعتبر أخطر لقطة للمنتخب الوطني في هذه المباراة ولو تمكّن جبور من تسجيلها لكان هناك حديث آخر في بقية اللقاء. مصباح يشكل خطورة على الجهة اليسرى لاعب آخر كان من بين أحسن العناصر ويتعلق الأمر ب جمال مصباح الذي تحرك كثيرا على الجهة اليسرى وشكل بعض الخطورة، ففي (د61) قام بعمل جميل ووزع كرة جميلة لكن الحارس أبعدها إلى الركنية التي نفذها اللاعب نفسه دون أي جديد، لأن لاعبي الفريق المنافس تفوقوا في الكرات العالية وفي الكرات الثابتة التي كانت في وقت سابق نقطة قوة “الخضر“. فوكسي يعبث بدفاع “الخضر“ بعدما شعر لاعبو إفريقيا الوسطى بالخطر في المرحلة الثانية خرجوا هم كذلك من منطقتهم وصارت المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات بحكم أن المساحات صارت موجودة، وفي (د64) عبث المهاجم فوكسي بدفاع “الخضر“ وكاد يسجل أول أهداف اللقاء لولا يقظة الدفاع الذي أنقذ الموقف في آخر لحظة، خاصة أن بلحاج لم يكن في أحسن أحواله على الجهة اليسرى وكان بمثابة نقطة ضعف المنتخب الوطني في هذه المباراة. هدف “دوبو كليا“ يؤكد السيطرة وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي بالنظر إلى مجريات اللعب، قام البديل في صفوف منتخب إفريقيا الوسطى دوبو كليا بلقطة فردية واستغل بطء دفاع المنتخب الوطني ليتوغل على الجهة اليسرى ويسدّد كرة قوية سكنت شباك الحارس الجزائري مبولحي في (د81)، لتصبح النتيجة هدف دون مقابل لصالح إفريقيا الوسطى عشر دقائق قبل انتهاء اللقاء. الهدف الثاني قتل اللقاء بعد تلقي هذا الهدف انهار لاعبو المنتخب الوطني الذين لم يتمكنوا حتى من صنع فرص حقيقية للتهديف من أجل العودة في النتيجة بل تلقوا الهدف الثاني في (د85) وبالطريقة نفسها، حيث توغل كيتيفواما على الجهة اليسرى من دفاع “الخضر“ وسدّد كرة محكمة سكنت الشباك لتصبح النتيجة هدفين دون مقابل لصالح منتخب إفريقيا الوسطى الذي قتل لاعبوه النتيجة بهذا الهدف. وعلى الرغم من محاولات بوڤرة وعبدون للعودة في النتيجة إلا أن ذلك كان بدون جدوى لينتهي اللقاء بفوز إفريقيا الوسطى بهدفين نظيفين. --------- رجل اللقاء مبولحي رغم الهدفين لم يكن لاعبو المنتخب الوطني في يومهم في لقائهم أمام إفريقيا الوسطى أين كانت الغلبة في أغلب الأحيان للاعبي الفريق المنافس، لكن الحارس رايس وهاب مبولحي كان من بين أحسن العناصر الوطنية فوق الميدان وهذا بعد تصديه لكرات حاسمة وهو الذي لا يتحمل إطلاقا مسؤولية الهدفين اللذين تلقاهما “الخضر“ في هذا اللقاء. --------- حدث المباراة هزيمة تاريخية ل “الخضر“ في إفريقيا الوسطى كان الحدث في هذا اللقاء هزيمة المنتخب الوطني الجزائري في لقاء تاريخي هو الأول من نوعه في إفريقيا الوسطى مع المنتخب المحلي، في مباراة كان يأمل فيها المدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة تحقيق نتيجة إيجابية للإبقاء على الحظوظ قائمة للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، لكنها تضاءلت أكثر بعد هذا الخسارة وعلى رفاق عنتر يحيى التدارك في المباريات المقبلة وحصد أكبر عدد من النقاط. --------- أحسن لقطة في اللقاء تصدي مبولحي الرائع يبقى الحارس رايس وهاب مبولحي من بين النقاط المفرحة في هذا اللقاء حيث تمكّن من إنقاذ الموقف في عديد المناسبات، وأبرز تصد كان في (د39) عندما ارتكب مجاني خطأ فادحا ووجد مبولحي نفسه وجها لوجه مع مهاجم إفريقيا الوسطى، لكن حارس “الخضر“ تغلّب عليه وكانت تلك أحسن لقطة بالنسبة للمنتخب الوطني في ذلك اللقاء الذي يبقى للنسيان. --------- بطاقة حمراء تنظيم كارثي في ملعب “بونڤودا“ من دون العودة إلى الظروف الصعبة التي واجهت لاعبي المنتخب الوطني في إفريقيا الوسطى قبل اللقاء من درجة الحرارة العالية وانقطاع التيار الكهربائي باستمرار، فإن التنظيم كان كارثيا في ملعب “بونڤودا“ أمس أين سجلنا دخول عدة غرباء إلى الميدان وهو ما أثر نوعا ما في تركيز اللاعبين، لكن هذه ليست حجة لرفاق جبور حتى يخسروا في هذه المباراة التي كانوا مضطرين لتحقيق الفوز فيها لكنها لم يتمكنوا من ذلك. --------- أسوأ لاعب نذير بلحاج خارج الإطار كان الظهير الأيسر نذير بلحاج من بين أسوأ لاعبي المنتخب الوطني في هذه المباراة، حيث لم يجد ضالته إطلاقا وهو الذي كان من قبل نقطة قوة المنتخب الوطني في الجهة اليسرى بفضل التغطية الدفاعية المحكمة بالإضافة إلى مساهمته الكبيرة في الشق الهجومي، لكنه لم يكن كذلك في لقاء أمس واستحق لقب أسوأ لاعبي “الخضر“. ------------- مصباح: “فاجأونا، وعلينا ألا نفكر في الإقصاء لأن 12 نقطة في اللعب” رفض معظم لاعبي المنتخب الوطني عقب نهاية المباراة الإدلاء بأي تصريح حول الخسارة التي تلقوها على يد منتخب إفريقيا الوسطى المغمور، لكن الظهير الأيسر لنادي “ليتشي” جمال مصباح كان الوحيد الذي اكتفى بتصريح مقتضب قال فيه: “لم نكن نتوقع هذه الخسارة بتاتا، لقد فاجأونا، ومن الخطأ الآن التفكير في هذه الخسارة ومن الخطأ أيضا أن نفكر في الإقصاء مبكرا، مازالت هناك 12 نقطة في اللعب وعلينا أن نركز على المباريات التي تبقت لنا حتى نعود في السباق”.
