أدى المنتخب الجزائري أمس مباراة في قمة الأداء والتحكم في الكرة وببطولية وشجاعة نال بها إعجاب الجميع وكان التعادل السلبي 0 ل 0 الذي انتهت به المقابلة مشرفا للجزائر إذ أنه لم يأت صدفة وإنما كان بعد عمل جبار وتنسيق متكامل في اللعب بين جميع الخطوط وهو التعادل الذي يبقي على حظوظ المنتخب قائمة للتأهل إلى الدور الثاني. احسن خلاص كان ملعب "غرين بوانت" لمدينة الكاب أمس ابتداء من الساعة السابعة و النصف على موعد مع المباراة الثانية من الجولة الثانية للمجموعة الثالثة لنهائيات كأس العالم 2010 في لقاء جمعه بالمنتخب الإنجليزي. المدرب رابح سعدان اختار إقحام مبولحي في حراسة المرمى بوغرة - حليش - يحيى - بلحاج في الدفاع وزياني - لحسن - يبدة - قادير - بودبوز في الوسط مع مطمور كرأس حربة. .لم تشهد اللحظات الأولى من المقابلة تهديدات جادة لمرمى الطرفين اللهم إلا محاولات للضغط وتضييق المساحات على مستوى وسط الميدان إلا أن المنتخب الوطني قام بمحاولات كادت تهدد المرمى الإنجليزي خاصة من مطمور وقادير وبودبوز وكان رد الفعل الإنجليزي حذرا مع اعتماد تغطية دفاعية مع محاولات للقيام بهجمات معاكسة مركزة كالتي أثمرت ركنية في الدقيقة 11 مرت بسلام على مرمى مبولحي وبقي الصراع طيلة الربع الساعة الأول منحصرا أكثر في وسط الميدان إلى أن جاءت فرصة ثمينة لزياني ومطمور ويبدة الذي ضيع فرصة برأسية كانت سهلة بين يدي الحارس. وواصل المنتخب الوطني ضغطه على المنتخب الإنجليزي تجسدت بهجومات سريعة وكرات قصيرة وذكية هددت عدة مرات مرمى الإنجليز وأثمرت إحداها ركنية في الدقيقة 23 كادت تتيح فتح باب التسجيل لصالح الفريق الوطني وشهدت الدقيقة 29 استفاقة من المنتخب الإنجليزي حيث تلقى الحارس مبولحي قذفة لم تكن خطيرة جدا على مبولحي كتلك التي حدثت في الدقيقة 32 وتصدى لهذا مبولحي ببطولة. محاولة خطيرة أخرى للمنتخب الوطني من طرف زياني في الدقيقة 35 وكرات أخرى تداولها وسط ضغط رهيب من الطرفين على حامل الكرة مما جعل المنتخب الإنجليزي يلجأ إلى القذفات من بعيد تصدى لها الحارس مبولحي بإتقان وأهم ما لوحظ عن المنتخب الوطني تركيزه في بناء الهجمات المعاكسة باطمئنان لتفادي ارتكاب أخطاء في الدفاع قد تكلف غاليا. وانتهى الشوط الأول بتعادل سلبي مع أداء متقن للفريق الوطني الذي عرف كيف يوقف تحركات المنتخب الإنجليزي وكيف ينتشر فوق أرضية الميدان ويخلق فرصا للتسجيل ولم تتح للفريق الوطني فرصه التقليدية للتهديف والمتمثلة في الكرات الثابتة فما عدا ركنية واحدة فإن المعركة الكبرى كانت في وسط الميدان حيث اضطر لاعبون إنجليز كبار إلى الاندفاع والخشونة لإيجاد بعض الحلول للمشاكل التي خلقها المنتخب الوطني. في الشوط الثاني حاول المنتخب الإنجليزي الضغط لكن المنتخب الوطني رد بقوة عن طريق هجمات معاكسة أثمرت مخالفتين مباشرتين لم تفلحا من أجل التسجيل. وكاد خطأ من زياني أن يؤدي إلى تهديد حقيقي لمبولحي. وفي كرة ملعوبة بينية بين يبدة وبودبوز استفاد الفريق الوطني من مخالفة على 18 متر قذفها زياني وراحت جانبية رد عليها المنتخب الإنجليزي بهجمة خطيرة رد عليها المنتخب الجزائري بأخرى انفرد من خلالها مطمور بالحارس الانجليزي لكن هذا الأخير تفوق عليه. وشهدت الدقيقة 73 و80 تغييرين وفي وسط الخضر حيث دخل عبدون مكان بودبوز وقديورة مكان زياني وفي الربع ساعة الأخير أراد المنتخب الإنجليزي الرمي بكل أوراقه في الهجوم واحدث تغييرات في هذا الشأن لكن الدفاع الجزائري بقي صامدا أمام كل محاولات رفاق روني واضطر الفريق المدرب الوطني إلى إجراء تغيير في الدقيقة 88 حيث خرج حسن يبده ودخل جمال مصباح. وحاول المنتخب الوطني القيام بهجمات في الدقائق الأخيرة مثل التي قام بها بوقرة رد عليها الإنجليز بهجمة اختتمت بقذفة فوق المرمى وتواصلت محاولات المنتخب الوطني لصنع الفارق لكن معركة كيب تاون أبت إلا أن تنتهي بالتعادل السلبي بين الفريقين وأداء فني وبطولي للمنتخب الجزائري الذي حول معركة الجزائر إلى معركة كيب تاون فبرافو يا أشبال الجزائر.