تعرضت مولودية سعيدة لأول هزيمة لها في بطولة هذا الموسم، حيث كان ذلك بعد مرور خمس جولات في ملعب 8 ماي أين استطاع وفاق سطيف تسجيل ثلاثة أهداف مقابل هدف للسعيديين، وبذلك تنازلت تشكيلة المولودية عن صدارة الترتيب لصالح الوفاق، وأصبحت تحتل المركز الثاني رفقة جمعية الشلف التي حققت الأهم وفازت بهدف وحيد على مولودية الجزائر. الهزيمة بثلاثية قاسية لكنها محفزة كان سقوط المولودية في سطيف وبثلاثية كاملة مفاجأة للجميع خاصة للسعيديين الذين لم يستوعبوا حتى الآن ما حصل لفريقهم، فالهزيمة كانت قاسية للغاية خاصة وأن الأنصار تعودوا منذ انطلاق البطولة على تألق فريقهم، لكن ورغم ذلك إلا أن هذه الهزيمة سيكون لها من دون شك انعكاس إيجابي لأنها ستجعل اللاعبين يضعون النقاط على الحروف ويضعون أرجلهم على الأرض قبل المواجهة الهامة التي تنتظرهم أمام الشلف، وهي المواجهة التي يعول السعيديون على إبقاء نقاطها سعيدة. الإرهاق أثر في اللاعبين قبل الحديث عن تفاصيل لقاء سطيف، يجب التذكير بأن معطيات وظروف اللقاء لم تكن مساعدة للتشكيلة السعيدية قصد العودة بنتيجة إيجابية، فلعب ثلاث مباريات في ظرف أسبوع واحد أضف إلى ذلك الرحلة الشاقة التي قادت المولودية إلى شرق البلاد والتي دامت أكثر من 12 ساعة، كل ذلك أثر في الحالة البدنية للاعبين خاصة وأن أغلبية لم يعتادوا اللعب في مثل هذه الظروف، عكس لاعبي الوفاق الذين سبق لهم أن لعبوا في ظروف أكثر سوءا. هدف غزالي أخلط الحسابات لم يكن أحد في سعيدة أو حتى في سطيف يتوقع السيناريو الذي حصل في المواجهة، حيث تمكن مهاجم الوفاق غزالي من تسجيل هدف مباغت في أول ثلاث دقائق وبهدية من المدافع بختاوي الذي ارتكب خطأ في منطقة فريقه، هدف الوفاق أخلط حسابات اللاعبين الذين كانوا يهدفون لتسيير الدقائق الأولى بذكاء ومن ثم مباغتة الوفاق في الوقت المناسب، كما أن التشكيلة لم تحسن التعامل مع هذا الهدف وذلك لأنها لم تتعود أن تتلقى شباكها هدفا في بداية المباراة. رد السعيديين لم يكن قويا لم يكن رد فعل المولودية على هدف الوفاق قويا، حيث واصل المنافس ضغطه على منطقة الحارس كيال بدليل أن الوفاق حصل في شوط واحد على ست ركنيات، عكس المولودية التي حصلت على ركنية وحيدة في نهاية الشوط الأول. سيناريو المرحلة الأولى يتكرر في بداية الشوط الثاني في المرحلة الثانية، كان الجميع ينتظر أن يكون رد فعل المولودية قويا، لكن قوة الوفاق جعلته يكرر سيناريو الشوط الأول حيث بادر للهجوم منذ الدقائق الأولى ونجح في تكرار سيناريو الشوط الأول وتمكن من تسجيل هدفين حطما معنويات لاعبي المولودية الذين لم يقدروا على مجاراة النسق الذي فرضه رفقاء حيماني ولم ينجحوا في تهديد مرمى الوفاق سوى في الدقائق الأخيرة من المواجهة. استفاقة متأخرة وتجسيد الفرص غائب بعد أن تمكن الوفاق من تسجيل هدفين في المرحلة الثانية، حاول السعيديون تسجيل هدف الشرف، حيث بادروا للهجوم وتمكنوا من تحقيق فرص عديدة، لكن الفعالية خانت رفقاء شرايطية الذين ضيعوا كرات خطيرة أمام مرمى الحارس شاوشي بسبب نقص التركيز، فغياب اللمسة الأخيرة حرمت اللاعب حديوش من تسجيل هدفين في المرحلة الثانية كانا كافيين ليقلبا مجريات اللقاء. عكوش يحفظ ماء الوجه وقد تمكن المهاجم عكوش من تسجيل ثاني هدف له في بطولة هذا الموسم، حيث أمضى في الدقيقة الأخيرة من اللقاء هدف حفظ ماء الوجه ليرفع نوعا ما معنويات اللاعبين. التدارك أمام الشلف ضروري ورغم الهزيمة، إلا أن التشكيلة السعيدية تبقى مطالبة بنسيان كل ما فات لأن الفريق مقبل على مواجهة هامة بملعب سعيدة أمام جمعية الشلف، ثم إن الهزيمة أمام الوفاق وفي تلك الظروف لا تنقص أبدا من هيبة وقوة السعيديين، أضف إلى ذلك أن كل الفرق معرضة للخسارة، ليبقى المهم والضروري أن يعرف السعيديون كيف لا يفرطون في نقاط المواجهة القادمة لأن أي تعثر آخر من شأنه أن يجعل أمور الفريق أكثر صعوبة. "في وقت الشدة يبانو الأنصار" تنقل الكثير من أنصار المولودية إلى سطيف قصد مساندة فريقهم، لكن ما حصل لم يثن من عزيمتهم على مواصلة دعمهم للفريق نظرا لأنهم يدركون جيدا أن ظروف المواجهة لم تكن في صالح المولودية، كما أن الأنصار الذين بقوا في سعيدة اعتبروا أن الهزيمة عادية وقد يتعرض لها أي فريق، كما أبدوا استعدادهم لغزو ملعب 13 أفريل نهاية هذا الأسبوع قصد إبلاغ رفقاء شرايطية بأنهم سيقفون إلى جانبهم في كل الظروف. أخطاء كثيرة يجب أن تصحح قبل مواجهة الشلف رغم أن الهزيمة ستكون من دون شك محفزة للاعبين، إلا أن المدرب روابح مطالب بتصحيح الكثير من الأخطاء التي ظهرت في لقاء الوفاق، فالدفاع السعيدي فشل في إيقاف زحف مهاجمي "الكحلة" وتلقى 3 أهداف، وهي الحصيلة التي لم يتلقها في أي مواجهة من المواجهات السابقة، كما ظهرت في اللقاء الأخير أخطاء على مستوي الخط الهجومي الذي بدا على غير العادة خارج الإطار وضيع الكثير من الفرص خاصة في الشوط الثاني. مشكلة خطيرة تعاني منها المولودية في بداية أي لقاء أخطاء كثيرة أصبحت تتكرر في بداية أي مواجهة وظهرت في بدايتي شوطي لقاء الوفاق، إذ أصبحت المولودية تعاني من مرحلة فراغ في بداية أي مواجهة، ففي لقاء سطيف مثلا سجل الوفاق هدفه الأول في أول 3 دقائق، وتكرر الأمر في الشوط الثاني حيث استطاع الهجوم السطايفي تسجيل هدفين في أول 4 دقائق، والغريب أن هذا الأمر تكرر في المواجهات السابقة ولو أن الفرص لم تجسد، ففي مواجهة تلمسان مثلا أنقذ الحارس كيال مرماه من هدف محقق في الدقائق الثلاث الأولى، وفي مواجهة عنابة التي لعبت بسعيدة كاد الفريق الضيف أن يسجل في أول دقيقة لولا تألق الحارس كيال، وحتى في لقاء اتحاد العاصمة كاد رفقاء حميدي أن يباغتوا المولودية في أول خمس دقائق لولا تألق الحارس كيال، لذلك يجب أن تؤخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار وأن يجد المدرب روابح حلا لها. بوزيان خارج الإطار ككل مرة كان غياب عاتق عن مواجهة الوفاق للإصابة مؤثرا للغاية بدليل أن المدرب روابح أقحم لاعبا لم يكن أحد في سعيدة يتوقع دخوله، ويتعلق الأمر ببوزيان الذي كان ولا يزال خارج الإطار حتى الآن وأثبت مرة أخرى أنه الصفقة الفاشلة للمولودية هذا الموسم، فاللاعب لم يقدم شيئا في الوسط وهو الأمر الذي أجبر روابح على إجراء تغيير مبكر مع نهاية الشوط الأول، حيث أقحم المهاجم عكوش ما جعل المولودية تعاني مرة أخرى في الوسط. يذكر أن عاتق سيكون حاضرا في المقابلة القادمة. كيال أنقذ المولودية من أهداف محققة تمكن حارس المولودية من إنقاذ مرماه في العديد من المناسبات خاصة في الشوط الأول الذي ضغط فيه الوفاق وكان يريد إنهاء المواجهة مبكرا بتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف، لولا تألق كيال الذي كان أحسن عنصر من جانب المولودية. عمل نفسي كبير في انتظار روابح سيكون أمام المدرب روابح عمل كبير خلال هذا الأسبوع، حيث سيحاول التركيز على الجانب التكتيكي الذي لم تتمرن عليه التشكيلة منذ مدة بسبب ضيق الوقت، إذ كان الفريق وبعد كل لقاء يركز على الاسترجاع قصد التخلص من التعب، إضافة إلى ذلك سيكون روابح مطالبا بتحضير لاعبيه من الناحية النفسية لأن الجميع يعرف بأن المولودية لديها تشكيلة شابة والهزيمة الأخيرة قد تؤثر في معنوياتها. الأواسط يُهزمون بصعوبة من جهتهم، فشل أواسط المولودية في مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، حيث انهزموا بصعوبة بالغة مساء يوم الجمعة عندما واجهوا الوفاق السطايفي، وكان الأواسط الأقرب لتحقيق الفوز بدليل أنهم كانوا متفوقين في النتيجة بهدف لصفر، قبل أن يعادل الوفاق النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، لتنقلب الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني حين استطاع الوفاق الخروج فائزا، ومع ذلك يجب الإشادة بما قدمه الأواسط الذين استطاعوا ورغم تواجدهم مع فرق قوية البروز بقوة. تسديدات بن دحمان لم تأت بالجديد حصلت المولودية في الشوط الأول على مخالفتين كانتا على مقربة من منطقة عمليات الوفاق، حيث حاول بن دحمان أن يستعمل قذفاته القوية على أمل معادلة النتيجة، لكنه لم يتمكن من ذلك ومرت كرتيه فوق العارضة. ميال يحرم المولودية من ركلة جزاء شرعية حرم الحكم ميال المولودية من ركلة جزاء لا غبار عليها، حيث عرقل أحد مدافعي الوفاق المهاجم حديوش داخل منطقة ال 18 لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب وهو الأمر الذي تأسف له السعيديون الذين لم يفهموا سر عدم إعلان ركلة الجزاء رغم أنها كانت واضحة وضوح الشمس وبشهادة حتى السطايفية الذين تابعوا اللقاء ====================== أنصار المولودية يضرب بهم المثل في الوفاء ويعدون بالمساندة مستقبلا ما فعله المئات من أنصار المولودية في ملعب سطيف جعلنا اليوم نتوقف للحديث عن قمة الوفاء الذي أبداه السعيديون لفريقهم، فرغم بعد المسافة بين سعيدةوسطيف ورغم قوة المنافس الذي واجهته المولودية إلا أن أنصار المولودية صنعوا الحدث يوم الجمعة وأثبتوا للجميع مدى تعلقهم الشديد بفريقهم، حيث تنقل أكثر من 500 مناصر لسطيف وساندوا فريقهم حتى رغم الثلاثية التي تلقاها الحارس كيال، إذ بقوا في الملعب إلى غاية إعلان الحكم ميال نهاية المواجهة، وهو الأمر الذي أكد بأن الأنصار كانوا ولا يزالون في خدمة فريقهم ووجهوا رسالة واضحة للاعبين مفادها أنهم سيواصلون تقديم الدعم لهم رغم الهزيمة. مساندتهم مضمونة أمام الشلف ورغم الهزيمة إلا أن السعيديين يثقون كل الثقة في إمكانات لاعبيهم ويعرفون بأن نقص تجربة شبان المولودية وكذا الظروف التي سبقت اللقاء ساهمت في النتيجة، لذلك ينتظر الجميع لقاء الشلف القادم حتى يؤكدوا وفاءهم للفريق حيث يعولون على التنقل بقوة لملعب 13 أفريل للمساهمة في فوز المولودية أمام منافس قوي يحسب له ألف حساب. السعيديون ينوّهون بحسن الاستقبال وسيردون بالمثل في العودة نوه كل السعيديين الذين تنقلوا إلى ملعب 8 ماي بالاستقبال الذي حظوا به أمام الوفاق، حيث شهد اللقاء روحا رياضية عالية سواء بين اللاعبين أو حتى في المدرجات التي جلس فيها أنصار الفريقين على مقربة من بعضهم وتابعوا المواجهة دون حدوث أي مناوشات، وهو الأمر الذي إن دل على شيء فهو يدل على أن العلاقة بين السعيديين والسطايفية كانت ولا تزال مميزة، لذلك يعد السعيديون نظراءهم من الوفاق بأن يردوا استقبالهم الجيد بالمثل عندما تلعب مواجهة العودة في سعيدة. ================ شريطية: "لقاء سطيف في طي النسيان ونعد أنصارنا بالتدارك" تحدث مهاجم المولودية شرايطية عن المواجهة السابقة فقال: "بعد الهزيمة، اللقاء سيكون في طي النسيان، علينا تركيز اهتماماتنا كلها على لقاء الشلف القادم، فأي فريق معرض للهزيمة لكن يجب ألا تؤثر فينا، أود أن أستغل الفرصة لأشكر أنصار المولودية الذين وقفوا معنا طيلة اللقاء وساندونا، كنا نريد إسعادهم لكن هذه هي كرة القدم. كيال: "ضيعنا الكثير في الشوط الثاني لكننا سنتدارك أمام الشلف" من جهة أخرى، بدا الحارس الذي تألق في اللقاء متأسفا للفرصة التي ضيعها زملاؤه في الشوط الثاني، فقال: "الأهداف التي سجلت في بداية الشوطين أثرت كثيرا، حاولنا أن نعود في النتيجة لكننا ضيعنا الكثير من الفرص بسبب نقص الخبرة الذي كان عاملا في صالح الوفاق، على العموم حاولنا أن نعود بنتيجة حتى نفرح الأنصار الذين تنقلوا معنا لكن للأسف، علينا اليوم أن ننسى كل المواجهات السابقة، إذ لدينا مواجهة صعبة على أرضية ميداننا علينا أن نحسن التعامل معها وأن نتدارك فيها ما فات. الاستئناف غدا بغابة سعيدة منح مدرب المولودية توفيق روابح يومي راحة للاعبيه بعد التعب الذي نال منهم قبل وبعد لقاء سطيف، حيث ينتظر أن يعود الجميع لسعيدة ابتداء من اليوم، على أن يكون الجميع حاضرا بغابة سعيدة لإجراء حصة الاستئناف غدا. فنير وعزيون قد يحالان على المجلس التأديبي بعد نهاية مواجهة عنابة، طلبت إدارة المولودية من جميع اللاعبين تحضير أنفسهم للتنقل في صبيحة اليوم الموالي إلى سطيف لمواجهة الوفاق، لكن الحارس عزيون والمهاجم فنير لم يحضرا ولم يتنقلا رفقة التشكيلة رغم أنهما كانا على علم بذلك، وهو الأمر الذي قد يجعل إدارة المولودية تحيلهما على المجلس التأديبي. فنير أبلغ روابح بأنه سيلتحق على متن سيارته الخاصة وعندما انطلقت تشكيلة المولودية ووصلت إلى دائرة سيدي بوبكر، اتصل فنير بمدربه روابح وأكد له بأنه سيلتحق بالتشكيلة بواسطة سيارته الخاصة، لكن روابح طلب من لاعبه البقاء وأكد له أنه تخلف عن الموعد الذي حددته الإدارة للتنقل إلى سطيف، ليعود اللاعب إلى سعيدة ويفوت فرصة المشاركة في اللقاء خاصة وأنه كان بحالة جيدة وشفي تماما من الإصابة التي تعرض لها. عزيون لم يتصل ولم يرد على مكالمات الإدارة وعكس فنير، لم يظهر أي أثر للحارس عزيون، وقد حاول سكرتير الفريق ماحي الاتصال به لكن دون جدوى، حيث لم يرد الحارس على مكالمات الإدارة. تجدر الإشارة إلى أن إدارة المولودية وحرصا منها على عدم التشويش على الفريق في هذه الفترة لن تتوانى في الضرب بيد من حديد، حيث ينتظر أن تحيل اللاعبين على المجلس التأديبي لتعرف أسباب تخلفهما قبل أن تتخذ الإجراءات الردعية في حال ما إذا تأكدت أنهما تخلفا دون سبب مقنع.