عاش نادي باري سيناريو غير متوقع مساء أمس عند استضافته لنادي أودينيزي على ملعبه “سان نيكولا ”، ففي المباراة الداخلة ضمن فعاليات الجولة التاسعة من البطولة الإيطالية خسر “الديوك” على أرضهم وأمام جماهيرهم بثنائية نظيفة أمضاها الدوليان الشيليان أليكسيس سانشيز ومورسيو إيسلا في (د16) و(د60) على التوالي، وشارك الدولي الجزائري المبعد عن مباراة لوكسمبورغ الودية عبد القادر غزال أساسيا بعد غيابه عن مباراة الكأس قبل أيام، لكن عودته كانت سلبية جدا سواء من خلال المردود الشخصي أو الجماعي لفريقه الذي انفرد لأول مرة بذيل ترتيب “الكالتشيو” بعد انهزامه للمرة الرابعة على التوالي. غزال دخل لأول مرة مهاجما صريحا لكن ل14 دقيقة فقط فاجأ جيانبيرو فانتورا مدرب نادي باري الجميع مع انطلاقة موقعة “سان نيكولا” مساء أمس عندما أدرج مهاجمين صريحين يلعبان إلى جانب بعضهما لأول مرة، فقد مُنح غزال الثقة لمرافقة البرازيلي فانتورا على مستوى خط المقدمة وهذا خلافا للمعتاد منذ بداية الموسم لأن غزال مُنح سابقا مهمة تنشيط الرواق الأيسر، لكن مهاجم “الخضر” المبعد استلم مهامه الجديدة لمدة 14 دقيقة فقط قبل إصابة لاعب الرواق سالفاتوري مارسيلو مما استدعى تغييره بالمهاجم الأرجنتيني كابيتو الذي استلم المهمة من غزال في حين عاد الأخير إلى الجهة اليسرى. افتقد حيويته المعتادة رغم جلبه بعض الخطورة نال غزال وبالإجماع هذا الموسم كمّا كبيرا من الانتقادات بالدرجة الأولى بسبب صيامه المتواصل عن التهديف، وهذا رغم ظهوره بوجه جيد في خط وسط ميدان باري، لكن أداءه أمس يُمكن وصفه بالأسوأ مقارنة باللقاءات الثمانية الماضية التي خاضها في “الكالتشيو”، إذ ظهر وعلى غير العادة مفتقدا لحيويته وطاقاته التي تصنع الفارق عادة. ورغم لمساته النادرة للكرات الخطيرة كانت ل غزال تمريرتان كاد من خلالهما منح التعادل لفريقه (هدف أودينيزي الثاني أتى مباشرة بعد استبداله)، أخطرها لما منح باريتو تمريرة أتت بركلة الجزاء مطلع الشوط الثاني، غير أن البرازيلي ضيعها. لم يكمل ساعة من اللعب لأول مرة والجماهير لاحقته بصيحات الاستهجان شارك غزال مع ناديه منذ انطلاقة الموسم ولم يضيع أية مباراة في “الكالتشيو”، لكنه أمس لم يكمل 60 دقيقة من اللعب لأول مرة بما أن تغييره الوحيد في الجولة الرابعة أمام إنتير ميلان تم في (د64)، وهو أمر يدل هو الآخر على أن غزال أمس كان بخلاف كل المرات السابقة وحتى أسوأ. من جهة أخرى ذكرت تقارير صحفية إيطالية أن لحظة تغيير اللاعب الجزائري شهدت تعالي صافرات الجماهير التي بدت غاضبة من الجميع، خاصة غزال الذي لوحق من طرفهم بعبارات السخرية والاستهجان وهذا يحدث حسبها لأول مرة منذ التحاقه بباري مطلع الموسم. نبرته في حديثه معنا أول أمس تلخّص مستواه أمام أودينيزي سبق وخاض غزال مواعيد من أعلى مستوى هذا الموسم أمام جوفنتوس، الإنتير ونابولي مثلا، لكنه أمس أمام أودينيزي صاحب النتائج المتوسطة غاب تماما عن الوجود وظهر كشبح، مما يؤكد أنّ أمرا دخيلا كان السبب وراء مردوده، ولن نتعب كثيرا لمعرفة ذلك بالإطلاع على التصريح المنشور على لسانه أمس عبر صفحاتنا، فإسقاطه عن قائمة المنتخب الوطني المقبل على مواجهة لوكسمبورغ وديا قلب كيانه وجعله غاضبا، مما يلمح مباشرة إلى أنه تأثر معنويا من قرار المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة الذي لم يُمهّد لصاحب 21 مشاركة دولية أمر إبعاده ولو مؤقتا.