ناصر مقيدش اللاعب الدولي السابق ووسط ميدان النصرية والشباب لسنوات الثمانينيات، يتواجد منذ 12 سنة في قطر أين يشرف على المديرية الفنية للفئات الشابة هناك كما يشتغل كمتعاون في الجزيرة الرياضية، وفي هذا الحوار يتحدث عن تجربته هناك وتجربة العشرات من الجزائريين الذين مروا من هناك ليكشف أن رشيد عمران المهاجم السابق لمستغانم هو أكثر لاعب ترك بصمته هناك. في البداية نريد أن نعرف سر انسحابك من الساحة الكروية الجزائرية وتفضيلك الهجرة إلى قطر؟ أنا متواجد في قطر منذ 12 سنة، لم أنسحب كما تقول لكني فضلت خوض تجربة جديدة بعد أن كنت قد عملت لفترة كمدرب في بعض الأندية مثل نادي بودواو الذي أنهيت فيه مشواري كلاعب سنة 1996، ونادي فوكة. ومن كان وراء انتقالك إلى قطر؟ رابح ماجر هو الذي عمل دور الوسيط، الذي حدث هو أن الاتحاد القطري أراد منح الفرصة للمدربين من شمال إفريقيا من أجل وضع خطة عمل للتكوين في هذا البلد بعد أن فشلت التجارب السابقة التي كانت مع مدربين من أمريكا اللاتينية وأوربا ورئيس الوكرة النادي الذي حقق مع ماجر ثلاثة ألقاب هو الذي كان رئيس الاتحاد القطري، وهو الذي طلب من ماجر كصديق له أن يرشح له ثلاثة أسماء من الجزائر لتولي هذه المهمة ووقع الاختيار علي رفقة بومعراف وكناوي. وما كانت معايير ماجر في اختياركم من دون البقية؟ ماجر أراد أن يرفع عن نفسه الحرج وفوض صديقه عبد القادر جنيدي للقيام بالاختيار بعد أن أعلمه بأنه اختار بومعراف الذي كان قد ترك له سيرته الذاتية حتى يجد له منصبا للعمل في قطر، جنيدي رشحني وهو الذي يعرفني جيدا كمدربي سابقا في النصرية وعمل معي في بلوزداد، تم اختار كناوي بدلا عن فريد هرقمة حتى يكمل الثلاثي أنا، بومعراف وكناوي بما أننا كنا قد أنهينا للتو تربصا للمدربين في كولون الألمانية. ماذا حققتم خلال 12 سنة الماضية وما هي طبيعة العمل الذي تقومون به؟ أنا مع بومعراف وكناوي نشغل منصب مدير تقني لمدارس كرة القدم القطرية التي تشرف على اللاعبين ما بين 7 و12 سنة، من نواحي التخطيط، البرمجة والتكوين الخاصة بلاعبي ومدربي هذه الفئة، كما نعمل أيضا في المديرية الفنية القطرية من أجل اختيار أفضل لاعب عن كل مباراة من الدوري المحلي والفائز يتوج بألفي دولار، كما يتم الاستعانة بنا للقيام بالتقييم الفني لكل الدورات المحلية والعربية التي تجري في الخليج على غرار دورة الخليج الأخيرة التي جرت في عمان. الدوري القطري عرف مرور العشرات من اللاعبين الجزائرين، كيف تقيم تجربتهم؟ هناك من لاقى نجاحا لافتا وهناك من لم يخدمه الحظ والظروف. من هو أكثر لاعب جزائري ترك بصمته في الدوري المحلي؟ هو رشيد عمران، لعب في نادي الغرافة وكان هدافا مميزا خلال الموسم الذي قضاه هناك، هناك أيضا بن عربية الذي احترف في الريان وقطر وتاسفاوت، بلماضي لم يكن محظوظا بسب الإصابات، من دون أن أنسى دزيري الذي حقق في شهر ونصف لقبين مع نادي السد. بالمقابل دريوش وزافور لم يحققا الكثير هناك؟ دريوش احترف في العربي وكان واضحا أنه مدافع قوي لكن النادي لم يناسبه، نفس الشيء بالنسبة لزافور الذي احترف في نادي السيلية الذي كان دائما يصارع من أجل البقاء. حاليا دوري نجوم قطر يضم ثلاثة أسماء جزائرية كيف تقيم مستواها؟ بالنسبة لبلحاج فمستواه الفني ثابت ولازال يتمتع بنفس المهارة، المشكلة في طبيعة الدوري القطري الذي يفتقد للاندفاع البدني الذي تعود عليه في البطولة الإنجليزية وهذا مرتبط أساسا بالمناخ، من الصعب أن تلعب باندفاع في درجة رطوبة 80 بالمائة، لهذا مستواه قد يتراجع لا إراديا، منصوري مثل العديد من النجوم جاء إلى قطر لإنهاء مسيرته الكروية مع ترك بصمة هناك كما يفعل حاليا جونينيو الذي عندما يلعب تجد أنه لازال يتمتع بنفس المهارات التي قدمها في ليون، لكن من ناحية الاندفاع فالأمر يختلف تماما على غرار ما هو الحال مع بلحاج. وماذا عن خوخي؟ هو الاكتشاف لهذا الموسم، لقد فرض نفسه في نادي العربي، هو قوي ومميز في جميع النواحي بدليل أن مدربه قام بتقديمه من الدفاع لوسط الميدان حتى يستفيد من إمكاناته الكبيرة، هو يدافع، يهاجم ويسجل أيضا، وزادت شهرته أكثر بعد أن تمكن من فرض رقابة لصيقة على المهاجم الدولي القطري الأورغوياني الأصل سيباستيان سوريا في مباراة العربي وقطر. هناك حديث عن تجنيسه للعب مع المنتخب القطري؟ هذا صحيح، وأعتقد أنه يستحق أن يكون في المنتخب الجزائري الأولمبي بالنظر لما أعرفه عنه وبالنظر لما لاحظته في مباراة منتخبنا الأولمبي أمام نظيره القطري في ملعب القليعة مؤخرا. مدربون جزائريون عملوا أيضا هناك ومن بينهم المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة؟ صحيح بن شيخة درب نادي أم صلال وقام بعمل مميز وحقق معه الصعود للقسم الأول لكن المسؤولين رفضوا تجديد الثقة فيه لسبب بسيط هو أنه ليس أوروبيا، ولا يمكننا أن نخفي حقيقة أن المسؤولين هناك يميلون للمدرب الأوروبي أو القادم من أمريكا اللاتينية. تشتغل حاليا في الجزيرة الرياضية كمحلل، كيف تصف هذه التجربة؟ أنا أشتغل في الجزيرة الرياضية كمتعاون، وعندما تسمح لي الظروف بذلك، لا أحلل فقط المباريات الخاصة بالمنتخب الجزائري لكني أشتغل أيضا في تحليل مباريات الدوري الفرنسي والهولندي أيضا. كنت حاضرا في استديو التحليل الخاص بمباراة إفريقيا الوسطى، وعلى غرار قاسي السعيد انتقدت المنتخب على الأداء الذي ظهر به في تلك المباراة؟ أنا لم أندفع ولم أنتقد أحدا لا المدرب ولا المنتخب ولا الاتحادية، كل ما قلته هو أن بن شيخة لم يكن يملك الوقت الكافي للتأقلم مع اللاعبين، ويلزمه المزيد من الوقت، ومن جهتي ثقتي كبيرة في قدرته على هذه المهمة الثقيلة. هل لازلت تتابع أخبار الأندية والبطولة المحلية؟ دائما، لا أفوت أي فرصة، خاصة المباريات الكبيرة، وكل ما تتاح لي الفرصة. وهل تناصر الشباب أم النصرية؟ قلبي مع النصرية والشباب معا وأعتبر نفسي مناصرا لهما، النصرية هي الفريق الذي انطلقت منه وكان لي الشرف أن ألعب فيه بجانب أسماء كبيرة مثل ماجر، خديس رحمه الله وغيرهم، والشباب أيضا احتفظ فيه بذكريات جميلة.