بدأت إدارة مولودية بجاية تبحث عن الذرائع لتجسيد مخطط إبعاد المدرب حسين زكري الذي سطرته بعض الأطراف منذ الصائفة الماضية، والذي تطرقنا إليه في أحد أعدادنا السابقة رغم أن بطولة القسم الثاني هواة لم تلعب منها سوى جولتان و"الموب" تحتل فيها المرتبة الرابعة بثلاث نقاط بعد تحقيقها فوزا وانهزاما، وحسب المعلومات التي استقيناها من مصادرنا الخاصة فإن الإدارة لم تعجبها الخسارة المسجلة في الدقائق الأخيرة من مباراة عين مليلة وقررت استدعاء المدرب زكري لمطالبته بتقديم توضيحات بشأن هذا الإخفاق الذي يحملونه مسؤوليته الكاملة، بحجة أن الخيارات المعتمدة لم تكن صائبة، وفي هذا السياق تساءلوا عن كيفية عدم اعتماده على اللاعب بلهادف المعروف بخبرته وحنكته. وكانت ذات الأطراف تريد إبعاد زكري في اللقاءات الودية بسبب النتائج السلبية المسجلة فيها، وهو الأمر الذي رفضته فئة أخرى على خلفية أنه لا يمكن الحكم على الفريق في المبارايات الودية خاصة في ظل التحسن الذي عرفته التشكيلة في اللقاءات التي لعبتها قبل انطلاق المنافسة الرسمية، والتي حققت فيها فوزين أمام عين الخضراء ووفاق القل وتعادل في سور الغزلان. تريد التخلص منه بسبب تكلفته الباهظة وحسب المعلومات التي استقيناها من مصادر على دراية تامة بهذه القضية، فإن رغبة الإدارة البجاوية في إبعاد زكري لا علاقة لها بالخسارة المسجلة في عين مليلة، خاصة أنها جاءت في الجولة الثانية من البطولة وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء، بل تعود إلى المصاريف الكبيرة التي تكلف خزينة الفريق والمقدرة ب 50 مليونا شهريا (35 مليونا يتقاضاها كأجرة شهرية و15 مليونا تمثل بقية المصاريف). تجدر الإشارة إلى أن مدرب "الموب" تحصل قبل بداية الموسم على رواتب أوت، سبتمبر وأكتوبر التي تقدر قيمتها الإجمالية 105 ملايين سنتيم، ما يعني أن مسيري الفريق البجاوي مطالبون بمنحه ثلاثة أجور شهرية أخرى (نوفمبر، ديسمبر وجانفي)، وهو الأمر الذي يريدون تفاديه بأن يدفعوا زكري إلى الانسحاب لوحده. البجاويون يتهمون طويل ويتذكرون سيناريو القبة حمل العديد من مسيري ولاعبي مولودية بجاية الحكم طويل مسؤولية الهزيمة المسجلة في عين مليلة، بحجة أنه ارتكب عدة أخطاء ساهمت في تحديد النتيجة النهائية، وذكر الحكم البجاويين على حد تعبيرهم بما فعله في مباراة الجولة 24 من بطولة الموسم الماضي التي جمعتهم في ملعب بلحداد برائد القبة، والتي كان فيها خارج الإطار وحرمهم من العودة بنقاط الفوز بعدما منح الفريق المحلي ركلة جزاء عادل على إثرها النتيجة، قبل أن يضيف هدفا ثانيا مشكوك في صحته في الدقائق الأخيرة. وقال أحد المسيرين إن إدارة فريقه سترفع تقريرا ضد الحكم طويل لدى المديرية الفنية للتحكيم تطلب فيه بعدم تعيينه مستقبلا لإدارة لقاءات فريقها. زكري يعاقب سواكير والعرفي، والإدارة ستطلب منهما توضيحات قرر حسين زكري مدرب مولودية بجاية في آخر لحظة معاقبة اللاعبين سواكير والعرفي بعدم استدعائهما للمباراة التي خاضها فريقه ظهيرة الجمعة الماضي أمام عين مليلة، وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن مدرب "الموب" عاقب المهاجم سواكير على خلفية التصرف الذي صدر منه في الحصة التدريبية التي أجرتها التشكيلة عشية تنقلها إلى عين مليلة، في حين لم يستدع اللاعب العرفي نتيجة لما قام به في مباراة الجولة الفارطة أمام وفاق المسيلة، حيث كاد يتشابك مع أحد لاعبي المنافس. وتكون إدارة "الموب" قد استدعت سهرة أمس اللاعبين وطلبت منهما تقديم توضيحات بشأن ما صدر منهما، قبل اتخاذ الإجراءات العقابية ضدهما والتي ستكون من دون شك مالية مثلما ينص عليه القانون الداخلي. غياب عمروس يؤكد فرضية المقاطعة زيادة على الثنائي سواكير - العرفي المعاقب، عرفت مباراة المسيلة غياب اللاعب عمروس الذي اختفى عن الأنظار منذ اللقاء الأول أمام وفاق المسيلة، ما يؤكد فرضية لجوئه إلى خيار المقاطعة احتجاجا على عدم حصوله على مستحقاته المالية المتمثلة في أجرتي سبتمبر وأكتوبر التي تطرقنا إليها في عدد الخميس الماضي، وقال الرئيس أعراب بناي في سياق حديثنا معه حول هذا الموضوع إنه يجهل سبب عدم عودة اللاعب الذي سيكون على حد تعبيره مطالبا بتبرير غيابه وإلا فإنه سيتعرض للعقوبة وفق بنود القانون الداخلي الذي وقع عليه كل اللاعبين قبل بداية الموسم. وفي ظل ما حدث هذا الأسبوع سيكون مسيرو الفريق البجاوي مطالبين باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لمثل هذه التصرفات قصد فرض الانضباط في التشكيلة وتفادي تكرار سيناريو الموسم الفارط الذي عانى فيه الفريق كثيرا، ما جعله ينهي البطولة في المركز الأخير ويسقط إلى القسم الثاني هواة الذي لا يعكس طموحاته، سمعته وشعبيته الكبيرة. تسوية المستحقات قبل العيد تحدث لاعبو المولودية مجددا مع إدارة الفريق بشأن مستحقاتهم المالية المتمثلة في أجرتي سبتمبر وأكتوبر وكذا منحة الفوز المحقق أمام وفاق المسيلة المقدرة ب 1,5 مليون سنتيم، وعلمنا أن مسيري الفريق وعدوا رفاق بوعلي بتسوية وضعيتهم المالية قبل عيد الأضحى المبارك، ويعود التأخر المسجل في تسوية وضعية اللاعبين إلى عدم دخول إعانة الصندوق الولائي المقدرة ب 350 مليون سنتيم بسبب تجميد رصيد الفريق على خلفية شكوى الدائنين المطالبين بالحصول على أموالهم (580 مليون سنتيم) التي يدينون بها منذ موسم 2005/2006 الذي ترأس فيه مصطفى رزقي "الموب".