لم يكن أحد في قسنطينة ينتظر أن تنتقل فضائح “السي أس سي” أول أمس إلى الجزائر العاصمة أين كان الموعد في اجتماع وزارة الشبيبة والرياضة الذي يخص الفرق المحترفة التي تلعب في الرابطة الأولى والثانية وذلك للحديث حول الامتيازات المنتظرة قريبا.. فما لم يكن في الحسبان قد وقع حين التقى الرئيس السابق للفريق أونيس نور الدين ورئيس مجلس الإدارة الحالي بن الشيخ لفقون إسماعيل محمد في مقر الوزارة وقد أكد كل منهما أنه المعني بالإجتماع الذي تم فيه أيضا التطرق إلى الوعود التي تلقتها الأندية والتي كثر عليها الحديث في الآونة الأخيرة مثل تخفيضات تذاكر السفر ومستحقات مدربي الفئات الشبانية وغيرها. بن الشيخ لفڤون وأونيس إلتقيا والخلاف بدأ من هناك وقد أرسلت الدعوة إلى أونيس بما أنه عين رئيسا لمجلس إدارة شركة شباب قسنطينة 1898 حسب القانون الأساسي الذي سلم ل “الفاف“ في أوت الماضي، حيث لا يعلم لا مسيرو الرابطة ولا “الفاف“ بالتغييرات ولا بالمشاكل التي عانى منها الفريق لأنه لا شيء تغير على الورق. في نفس الوقت توجه رئيس مجلس الإدارة الحالي الشيخ لفڤون إلى العاصمة بما أنه منتخب من طرف الأعضاء فالتقى الرجلان وأراد كل واحد منهما الدخول فبدأ الخلاف من هنا. كلاهما معه وثائق ولا أحد فهم شيئا وقد حضر الرجلان الاجتماع ومع كل واحد منهما الكثير من الوثائق التي تدل على أنه رئيس مجلس الإدارة أو المسؤول الأول على الفريق والذي من حقه تمثيل شباب قسنطينة، وقد جاء أونيس بالقانون الأساسي الأول الذي يقر فعلا أنه رئيس مجلس الإدارة إضافة إلى بعض الأوراق التي تسند كلامه وأحضر معه أهم شيء وهو الإستدعاء، من جهته أحضر بن الشيخ عقد إيداع محضر اجتماعات الشركة الممضي من طرف الأعضاء الناشطين في الشركة ( أونيس ليس من بينهم) وبقي ممثل الوزارة حائرا، خاصة أن الأمور كادت تختلط. مسؤول في الوزارة طلب منهما الإنسحاب من الإجتماع وأمام الحالة غير المريحة التي كان عليها الرجلان أمام رؤساء 31 فريقا، طلب أحد مسؤولي الوزارة منهما الإبتعاد قليلا عن جو الخلافات وتحديد الشخص الذي سيحضر الإجتماع ومن ثم تعديل الأمور في قسنطينة، إلا أن الرجلين صمما على موقفيهما وهو ما جعل المعني يطلب منهما عدم حضور الإجتماع بصفة نهائية والانسحاب بدل افتعال المشاكل، وهو ما حدث حيث عاد كل منهما إلى قسنطينة بعد أن أصبح وجودهما غير ضروري. الإجتماع كان من أجل الحافلة و10 ملايير وخصص الإجتماع للحديث عن مبلغ 10 ملايير الذي تقدمه الدولة كدعم من أجل تمويل المشاريع الإستثمارية التي تبرمجها مجالس إدارات الأندية المحترفة 32، إضافة إلى حافلات الفرق التي من كان من المفترض أن تسلم قبل بداية البطولة، كما عقد الإجتماع أيضا من أجل دراسة بعض الأمور الجانبية وكذلك طمأنة رؤساء الأندية بأنه لا شيء يدعو للقلق بشأن الوعود المقدمة لهم. “تبهديلة“ كبيرة في العاصمة ما حصل في الجزائر العاصمة وأمام أعين رؤساء الفرق المحترفة يعتبر “تبهديلة” كبيرة للفريق الذي استطاع في شهرين فقط أن يكسب احترام الكثير من الأندية، سواء تلك التي تنافسه على الصعود أو تلك التي تنشط في الرابطة الأولى. ما حصل من شأنه التقليل من قيمة الفريق في أعين البعض وهو ما يعاب على المتسبب في هذه القضية الشائكة التي لن تكون في صالح الشباب الذي قد يعاني قبل أن ينتهي الخلاف. يجب إبعاد الفريق عن المشاكل ويبقى على المسؤولين عن النادي التدخل من أجل وقف هذا النوع من المهازل التي خرجت هذه المرة من قسنطينة إلى الجزائر العاصمة وفي اجتماع دعت إليه أعلى هيئة رياضية في البلد، فالتدخل ضروري لحماية سمعة الفريق التي لا تقاس فقط بمجموعة من الإنتصارات حيث أن المركز الأول الذي يحتله لا يعني شيئا إن تواصلت المشاكل، ولحسن حظ الشباب أن البطولة توقفت لثلاثة أسابيع وإلا لكانت الكارثة قبل لقاء مستغانم لماذا تواجد أونيس في العاصمة الشيء الذي لم يفهمه أحد والذي لا يستطيع إلا أونيس الإجابة عنه هو عن السبب الذي جعله يتواجد في العاصمة على الرغم من إعلانه قبل أيام قليلة وعلى صفحات “الهدّاف” أنه لا يريد شيئا من الفريق ويُفضّل الإبتعاد عنه قدر المستطاع، كما أن أونيس لم يكن حاضرا مع الفريق منذ انطلاق البطولة (7 جولات) ولم يحضر الإجتماع الذي عقده الوالي مع مسيري شباب قسنطينة وهو ما جعل محبي الفريق يتساءلون عن الهدف من إصراره على حضور اجتماع الوزارة. ------- أونيس: “القانون معي وسأتوجه إلى القضاء للتأكد من أن ورقة بن الشيخ لفڤون ليست مزوّرة“ أكد أونيس نور الدين ل “الهداف“ في حديث خاص أنه لم يكن يعلم أن هناك شخصا آخر سيمثل الفريق مكانه في الاجتماع الذي دعت إليه الوزارة الوصية، معتبرا أنه الرجل الوحيد الذي يحق له تمثيل النادي بما أنه الرئيس حسب القانون الأساسي، وتطرق محدثنا بالتفصيل لما حدث في الجزائر العاصمة. “أنا الرئيس ولهذا لم أرد التفريط في صلاحياتي“ واستهل أونيس كلامه قائلا: “استغرب ما الذي كان يفعله بن الشيخ لفقون في الجزائر العاصمة، كان عليه أن يستشيرني قبل تمثيل الفريق لأني الوحيد الذي يحق لي ذلك، ثم أنه حتى لو لم أرد الذهاب لوكلته أو وكّلت شخصا آخر مكاني، أما أن يذهب من ورائي فهذا أمر مرفوض نهائيا وأبدي استغرابي مرة أخرى من الأمر الذي فعله وهو ما جعلني لا أفرط في حقي وفي صلاحياتي”. “بن الشيخ كان يحمل ورقة اعتبرها القانون الأساسي” وواصل أونيس قائلا: “كنت أحمل معي كل الأوراق التي تثبت أني المسؤول الأول عن الفريق ومنها القانون الأساسي الذي يؤكد ما أقوله وأنا مستعد لأن أقدمه لكم لتتأكدوا، كما أني كنت أحمل معي دعوة أرسلت لي من وزارة الشبيبة والرياضة إلا أن بن الشيخ لفقون كان يحمل معه ورقة اعتبرها القانون الأساسي، مكتوب عليها محضر إيداع اجتماعات الشركة والتي لم أمض عليها لا أنا ولا محمد بولحبيب ولا صويلح الياس وهو ما لم أقبله“. “لا أدري لماذا تحدث هذه الفوضى!“ كما أكد أونيس على أن كل الخطوات التي يقوم بها قانونية ولا بد من احترام رأيه وقراراته التي يعتبرها صحيحة كلها وأضاف: “لا أدري إلى غاية الآن لماذا تحدث هذه الفوضى!، أريد فقط أن أعرف السبب الوحيد الذي يجعل هؤلاء الأشخاص يريدون إخفاء الحقيقة. كل ما أريده هو أن يكون ملف الفريق كاملا، خاصة أنه لا يحتوي على الوثائق كلها“. “سأراسل الوزير للفصل في القضية“ وأكد أونيس بأنه سيراسل أعلى سلطة رياضية في البلاد من أجل فك النزاع وقال: “قررت الآن فقط أن أراسل وزير الشبيبة والرياضة من أجل الفصل في هذه القضية التي أخذت أبعادا خطيرة، طالما أنني منعت من تمثيل الفريق في العاصمة مع بقية الرؤساء وسأكتب تقريرا مفصلا عن الذي حدث لأن شباب قسنطينة مسؤوليتي”. “على الإدارة الحالية إكمال الملف“ كما تحدث أونيس عن ملف شباب قسنطينة قائلا: “على الإدارة الحالية إكمال الملف وإرسال باقي الأوراق اللازمة. أكد لي بعض المسؤولين في “الفاف” أنهم سيقومون باستدعاء بقية أعضاء الفريق الواحد تلو الآخر من أجل الاستفسار عن حالة النادي وإكمال ملف الإحتراف الذي سيمكن الشباب من الإستمرار في بطولة هذا الموسم وإلا فإنه سيتعرض إلى بعض العقوبات”. “سأتوجه إلى القضاء للفصل“ وعن الخلاف القائم مع الإدارة الحالية قال أونيس: “تحصلت على نسخة من الورقة التي كان يحملها بن الشيخ لفقون والتي ادعى من خلالها أنه رئيس مجلس الإدارة، سأتأكد من أنها ليست مزورة من خلال تقديمها إلى القضاء لكي يجري تحقيقاته في هذه القضية. ورقة بن الشيخ لفقون تم توثيقها عنده شخص اسمه توام وهي كلها أمور سيفصل القاضي فيها”. “أنا، بولحبيب وصويلح غير موجودين في الورقة” وقد أكد أونيس أن هناك بعض الأمور الغريبة حدثت وشرحها قائلا: “لم أجد في تلك الورقة اسمي واسم بولحبيب واسم صويلح، حيث أن مجلس الإدارة أسقط أسماءنا وجاء أني منسحب رفقة صويلح وأن بولحبيب استقال وهي أمور لا علم لي بها ولا أدري لماذا القيام بكل هذا”. “لا يهمني غيابي لأن القانون يقرّ أنني الرئيس“ وفي سؤال وجهناه إلى أونيس لمعرفة حقيقة ذهابه إلى الإجتماع على أساس أنه كان غائبا عن الفريق طيلة الفترة التي سبقت البطولة كما أنه لم يستقدم اللاعبين ولم يشارك في تسيير الفريق، أجاب: “لا يهمني كل هذا فالقانون معي وأنا الرئيس الشرعي لشباب قسنطينة على الورق وهو ما يخول لي البقاء على رأس النادي إلى غاية الآن، كما أن “الفاف“ وكل السلطات لا تعترف إلا بي رئيسا لمجلس الإدارة كما هو موجود في القانون الأساسي للشركة”. أونيس قد يعقد ندوة صحفية اليوم من المنتظر أن يعقد أونيس نور الدين ندوة صحفية بمكتبه في حي سيدي مبروك الأسفل وذلك من أجل توضيح الأمور أكثر في هذه القضية حسبما أكده لنا. ----- اجتماع الوزارة لم يأت بالجديد و”السنافر“ لن يتضرروا كثيرا لم يأت الإجتماع الذي دعت إليه وزارة الشبيبة والرياضية الأندية المحترفة بالجديد وبالتالي فإن غياب بن الشيخ لفقون عنه لا يدعو إلى القلق، خاصة أن الفريق الآن يسير ذاتيا ومن دون الاعتماد على إعانات أو أي أمر آخر. وعود فقط لكن الحضور كان أفضل وخرج رؤساء الأندية غير مقتنعين تماما بما قيل لهم في الإجتماع من تكرار الوعود وهو ما أكده لنا بعضهم، حيث لم تكن هناك أي أمور ملموسة إلا أن حضور بن الشيخ لفقون كان أفضل، لاسيما أن مسؤولي الوزارة وكل رؤساء الأندية المحترفة 31 كانوا في الموعد للحديث عن مبلغ 10 ملايير سنتيم الذي وعدت به الوزارة والذي سيقدم على ثلاث مراحل، إضافة إلى الحديث عن الحافلة التي تقدم إلى كل ناد تستوفه الشروط. 10 ملايير لهيكلة الأندية وليس للاعبين وقد أكد المسؤولون على أن مبلغ 10 ملايير سنتيم سيكون من أجل تمويل المشاريع الكثيرة للأندية ومنها مراكز تكوين اللاعبين الشبان، إضافة إلى مراكز التحضير الذي ستستفيد منها الفرق بدلا من السفر في كل صيف وشتاء إلى الخارج من أجل التحضير، كما أن هذا المبلغ لن يستعمل في تسديد مستحقات اللاعبين ولا الطاقم الفني ولا أي أمور مشابهة وهو ما سمعه جيدا رؤساء الفرق. أما الحافلة فستكون ملكا للفرق لاستعمالها من أجل التنقل لا غير. وإن كان هذا الأمر بديهيا ولا يستحق الحديث عنه، إلا أنه في شباب قسنطينة بالذات يجب التأكيد على مثل هذه الأمور لأن النادي استفاد من حافلتين واحدة من الوزير شريف ولد عباس وهي حافلة التضامن والأخرى كانت ملكا للفريق وكلاهما ضاعتا من مسؤولي النادي على الرغم من أن الأمر مرت عليه 4 سنوات فقط. مستحقات مدربي الشبان محفوظة أيضا كما تم التأكيد على مستحقات مدربي الفئات الشبانية الذين لم يتلقوا أي سنتيم إلى غاية الآن رغم استيفاء كل الشروط التي تسمح لهم بالعمل في إطار منظم ومحترف، كما أن ممثلي الوزارة أكدوا لرؤساء الفرق أن الدولة لا تخلف وعودها وأنه لا داعي للقلق على هذه الأمور لأنها مسألة وقت لا غير. “السنافر“ لهم مداخيلهم الخاصة ولا خوف الآن ويعد شباب قسنطينة من الأندية الأكثر دخلا في الجزائر هذا الموسم رغم أنه لم يستلم ولا سنتيما واحدا من إعانات السلطات أو عقود التمويل، حيث يمتلك ملعبا ضخما وجمهورا كبيرا يستطيع من خلالهما الاستفادة من مئات الملايين في كل شهر وهو ما يجعل الخوف على مستقبل النادي ماليا أمرا لا داعي له ما دام يسر ذاتيا. -------- توقف البطولة أفرح الإدارة أفرح خبر توقف البطولة إدارة الشباب والطاقم الفني لما يعاني منه الفريق هذه الأيام من الإصابات التي لحقت باللاعبين، إضافة إلى أن أغلبهم يعاني من الإرهاق نتيجة المشوار الصعب الذي أدوه في اللقاءات السبعة السابقة والتنقل إلى غرب البلاد ثلاث مرات متتالية برا. التوقف سيدوم 18 يوما سيدوم التوقف 18 يوما وهي مدة طويلة ستسمح للفريق بالعودة إلى مستواه، كما أن الفرصة ستكون جيدة من أجل تحقيق الكثير من الأهداف التي تريد الإدارة الوصول إليها قبل استئناف البطولة. فرصة لاستعادة المصابين وسيكون أول أهداف الفريق في هذه المرحلة هو استعادة المصابين أولا من أجل العمل في أحسن الظروف، حيث يعاني حمزة ياسف من بعض الآلام في القدم اليمنى أكد لنا المساعد الطبي شلابي أنها فيزيولوجية لا غير وهي عادية جدا، كما أن نحيلي الذي يعاني على مستوى الأربطة سيتمكن من العودة قريبا، إضافة إلى حمادو الذي يعاني من إصابته القديمة التي تتطلب الراحة هذه الأيام. والتخلص من عبارة “نقص التحضير” وستكون الفرصة من أجل التخلص من عبارة “نقص التحضير” التي لطالما سمعناها من الجميع، خاصة من الطاقم الفني. وإن كانت هذه العبارة صحيحة إلا أنه من الواجب الآن العمل على التخلص من معاناة الفريق الذي لازالا لم يصل بعد إلى مستواه الفني الحقيقي. لقاءات ودية في البرنامج ومن المقرر أن يطلب الطاقم الفني إجراء بعض اللقاءات الودية من أجل الحفاظ على المستوى الحالي للاعبين وتحسين المردود الجماعي الذي لازال لم يصل إلى القمة، كما أن اللاعبين أنفسهم يحتاجون إلى المزيد من الوقت من أجل الانسجام بشكل جيد، وإن كانت الأمور على مستوى الدفاع ووسط الميدان في المستوى فإن الهجوم ينقصه الكثير من العمل للوصول إلى الرقم الذي يمتلكه فريق “البوبية“ أو “الموك“.