مني شباب جيجل عشية أول أمس الجمعة بهزيمة قاسية (4/0) أمام شبيبة بجاية خلال اللقاء الودي الذي جمع الفريقين على أرضية ملعب بوالرمل بجيجل، وهي ثاني مرة ينهزم فيها “نمور الكورنيش“ بنتيجة عريضة أمام بجاية بعد هزيمة أوت الماضي (5/0) برسم دورة “المرحوم لحمر“. ورغم أن الكل كان يتوقع رد فعل قوي من “نمور الكورنيش“ في لقاء الجمعة خاصة في ظل الحضور الكبير لأنصار “النمرة” الذين غصت بهم مدرجات ملعب الشهيد حسين رويبح رغم الطابع الودي للمباراة، إلا أن أشبال بوريدان كانوا ظلا لأنفسهم في هذه المواجهة أمام فريق كبير أكد للمرّة الألف أن النتائج التي يحققها في البطولة المحترفة الأولى لم تكن صدفة، وأن مراهنته على اللقب الوطني هذا الموسم يعد طموحا مشروعا بعد إطاحته بالعديد من الفرق القوية وفي مقدّمتها وفاق سطيف. “النمور مالقاوش رواحهم“ وبالعودة إلى تفاصيل مباراة الجمعة التي دخلتها “النمرة“ بكلّ من بوقادوم، هاين، بن شويب، بوثرية، مسعودان، عزوق، دروة، عجو (س)، بورادة، زيدان، وسعودي يمكن القول إن الفريق الجيجلي لم يجد معالمه في هذه المباراة القوية وبدا من الوهلة الأولى غير قادر على مجابهة الفريق البجاوي الذي بدا من جهته فريقا قويا ومنظما رغم افتقاده للعديد من عناصره القوية لاسيما تلك التي انظمّت مؤخرا إلى المنتخب الوطني على غرار زرداب، وهي الغيابات التي لم تؤثر على الإطلاق في قوة وفعالية التشكيلة البجاوية التي دكّت شباك الحارسين كحال وبوقادوم برباعية كاملة على مدار التسعين دقيقة. المردود كان أحسن في الشوط الأول ورغم الهدف المبكر لأشبال مناد الذين فتحوا مجال التهديف بعد انقضاء الربع ساعة الأول من المقابلة، إلا أن “نمور الكورنيش“ لم يستسلموا للأمر الواقع وكان في وسعهم الوصول إلى شباك الحارس البجاوي في أكثر من مرّة ومعادلة الكفة، خصوصا عن طريق الكرات الثابتة التي كانت كالعادة سلاحا خطيرا في يد العناصر الجيجلية التي لم تتوقف محاولاتها حتى بعد تسجيل الزوار الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، خاصة في ظل المساندة المطلقة لأنصار “النمرة” الذين ظلوا وراء فريقهم إلى غاية نهاية المباراة. الأداء تراجع كثيرا في الشوط الثاني رغم التغييرات وعلى عكس الشوط الأول، شهد أداء “النمور“ تراجعا ملحوظا خلال المرحلة الثانية وهو ما كلف الفريق الجيجلي هدفين آخرين خلال هذا الشوط، على الرغم من التغييرات التي أدخلها المدرب بوريدان على التشكيلة الخضراء من خلال إقحامه سبعة لاعبين وهم: كحال، عجو (ا)، رضا، بوصهال، قريشي، لورسي(ب)، موسوس مكان بوقادوم، بن شويب، هاين، عزوق، عجو (س)، سعودي، ودروة. وهي التغييرات التي لم تغير الكثير في معادلة اللقاء التي بدت محسومة من قبل الفريق البجاوي منذ البداية، بدليل عجز “النمور“ عن استغلال حتى ركلة الجزاء التي حصلوا عليها في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بغرض تقليص النتيجة، التي وإن كانت أمام فريق كبير بكل المقاييس إلا أن البعض عجزوا عن هضمها خاصة أنها جاءت عشية اللقاء الذي ينتظر رفقاء بن شويب أمام وفاق المسيلة برسم الجولة السادسة. المدافعون ارتكبوا أخطاء بدائية وحتى إن جاء مردود أغلب العناصر الجيجلية مخيّبا إلى أبعد الحدود في مواجهة بجاية، ومن ثم فإن هؤلاء جميعا يتحملون مسؤولية الخسارة الثقيلة أمام أشبال مناد، إلا أن عناصر الخط الخلفي تتحمّل بشهادة الجميع القسط الأكبر من المسؤولية في الخسارة بفعل الأخطاء البدائية التي ارتكبتها على مدار المباراة والتي لم تألف على ارتكابها خلال المواجهات السابقة، وهو ما جعل البعض يطرحون أكثر من علامة استفهام حول سرّ السقوط الرهيب للخط الخلفي “للنمرة” في لقاء بجاية وهو الذي كان يشكل إلى وقت قريب نقطة قوة التشكيلة الخضراء. بوريدان رفض المغامرة ولعب بمهاجم واحد ويظهر أن مدرب “النمرة” زهر الدين بوريدان كان يدرك صعوبة وخطورة الفريق البجاوي الذي دكّ شباك فرق قوية في البطولة المحترفة الأولى بعدد معتبر من الأهداف، وهو ما يفسّر اعتماد المدرب الجيجلي على خطة حذرة في لقاء الجمعة والاكتفاء بتوظيف لاعب واحد في الهجوم وهو سعودي، ولو أن كل هذا لم يمنع وقوع ما كان يخشاه مدرب “النمرة” وهو خسارة فريقه بنتيجة عريضة أمام متصدّر البطولة الأولى المحترفة، ومن ثم التأثير بشكل أو بآخر على معنويات “النمور“ الذين تنتظرهم مواجهة في غاية الأهمية هذا الثلاثاء أمام وفاق المسيلة برسم البطولة، وأخرى يوم الجمعة أمام مولودية بلدية قسنطينة برسم الدور الجهوي الأخير من الكأس. زيدان وبورادة تألقا رغم الخسارة ورغم حجم الخسارة أمام بجاية وكذا النقائص الكثيرة التي أظهرها “النمور“ في هذه المباراة، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز بعض اللاعبين من جانب الفريق الجيجلي ممن أبانوا إمكانات كبيرة أذهلت حتى مدرب الفريق البجاوي جمال مناد، وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين الثنائي زيدان - بورادة الذي قدّم أحسن مباراة له في الموسم الجديد، وهو ما يفسّر احتفاظ المدرب بوريدان به إلى غاية نهاية التسعين دقيقة. الوالي تابع المباراة ويؤكد مساندته ل“النمرة” كان لقاء “النمرة” فرصة للوالي الجديد لمدينة جيجل علي بدريسي لتأكيد مساندته المطلقة للفريق الجيجلي واستعداده التام للوقوف إلى جانبه في حالة تسجيلهم نتائج جيدة في بطولة هذا الموسم، بدليل حضوره إلى ملعب بوالرمل ومتابعته لجزء هام من مباراة يوم الجمعة بعدما قام بتنظيم حفل استقبال على شرف الفريق البجاوي بفندق “كتامة“، وهو الحفل الذي أفرح أبناء “يما ڤورايا“ كثيرا، وهم الذين يعرفون بدريسي جيدا، على اعتبار أنه كان واليا على بجاية قبل انتقاله إلى جيجل في إطار الحركة الأخيرة التي عرفها سلك الولاة.