لا زال أنصار “النمرة” يعيشون على نشوة الفوز الذي حققه فريقهم عشية السبت على وفاق سطيف رغم الطابع الودي لهذه المباراة التي كانت مفيدة جدا لنمور الكورنيش ومن ورائهم مدربهم زهر الدين بوريدان الذي ربما اكتشف عدة حقائق جديدة في هذه المباراة ربما كانت خفية عليه خلال المواجهات الودية التي لعبها أشباله خلال الفترة السابقة. ولعل أول حقيقة وقف عندها المدرب بوريدان خلال لقاء الوفاق هي أن أشباله باتوا يجدون راحة أكبر لدى مواجهتهم للفرق الكبيرة بدليل أن العرض الذي قدمه هؤلاء أمام نسور الهضاب لم يكن الأول، حيث سبق لرفقاء مزراق أن قدموا عروضا مماثلة وربما أحسن أمام فرق من نفس المستوى بدليل ما حدث أمام تلمسان، البرج وشباب قسنطينة، وهو ما يؤكد بأن الفوز على الوفاق لم يكن صدفة كما حاول بعض الحاقدين تصويره وأن نمور الكورنيش قد تخلصوا فعلا من عقدة النقص التي لطالما شعروا بها لدى مواجهتهم للفرق الكبيرة، وباتوا على استعداد لمواجهة أي فريق مهما كان مستواه، وهي الميزة التي ستخدم الفريق الجيجلي كثيرا في منافسة البطولة وتزيد من حظوظه في تحقيق النتائج المرجوة. بعض اللاعبين لم يظهروا كل ما لديهم ومن الحقائق المؤكدة التي وقف عليها مدرب “النمرة“ خلال لقاء السبت كذلك هي أن بعض اللاعبين الذين تم تصنيفهم في خانة لاعبي الدرجة الثانية قد لا يكونون كذلك، وأن الحكم على هؤلاء ربما كان متسرعا، كما أن بعض العناصر التي حكم عليها البعض بالاضمحلال لازالت قادرة على تقديم الإضافة وربما قيادة “النمرة” مرة أخرى الى منصة التتويج، ويبقى ما فعله المهاجم جمال الدين مزراق بالحارس شاوشي وهو الذي كان على وشك التسريح خير دليل على أن عناصر كثيرة ربما كانت مظلومة خلال المباريات الودية الفارطة، وأن هذه العناصر لم تقل كلمتها الأخيرة بعد وقد تخلط أوراق التشكيلة الخضراء خلال قادم الأيام. تحديد الحارس الأساسي أصعب مهمة ولا شك أن الحقيقة الثالثة التي اكتشفها مدرب “النمرة” في مواجهة الوفاق هي أن أصعب مهمة تنتظره خلال الأيام المقبلة هي اختيار الحارس الأساسي الذي سيدخل به أول لقاء برسم بطولة الموسم الجديد، وذلك من بين الثنائي بوقادوم وكحال، خصوصا بعد المردود الرائع لهذين الحارسين في لقاء السبت الماضي وتوفيق كل منهما في أداء مهمته على أكمل وجه أمام مهاجمين كبار لم يصمد أمامهم حتى حراس القسم الأول، وإذا كان البعض يرى في هذه الوضعية مصدر صداع لمدرب الفريق الجيجلي فإن أغلبية من شاهدوا لقاء سطيف أجمعوا على أن بوريدان محظوظ جدًا، لأنه يملك حارسين بهذا المستوى خاصة أنها المرة الأولى التي تتوفر فيها “النمرة“ على حارسين من مستوى واحد، وهو ما يجعل الجميع مطمئنا على عرين التشكيلة الخضراء خلال بطولة هذا الموسم. الجواجلة لن ينسوا “خير السطايفية” وبعيدا عن الأمور الفنية وبعلاقة مع لقاء السبت بين “النمرة” والوفاق بعثت إدارة الفريق الجيجلي برسالة شكر لنظيرتها السطايفية وذلك ردا على حفاوة الاستقبال الذي حظي به الفريق الجيجلي بمدينة الهضاب، وكذا الأجواء الذي جرى فيها لقاء السبت الفارط والتي ستظل من دون شك راسخة في أذهان محبي النمور الذين ساعفهم الحظ في التنقل الى مدينة سطيف، والأكيد أن “الجواجلة” لن ينسوا معروف “السطايفية” وسيسعون بكل ما أتيح لهم لرد الجميل في أقرب وقت، خاصة وأن الإدارة السطايفية ما كانت لتوافق على إجراء لقاء ودي مع أي فريق آخر في ذلك التاريخ لولا أن الأمر كان يتعلق بشباب جيجل الذي تأكد أنصاره بأن قيمته لا زالت في السماء السابعة رغم ما تعرضت له “النمرة” من ضربات متتالية وغيابها عن الأقسام العليا منذ أكثر من ثلاثة عقود. استضافة الوفاق بجيجل أحسن طريقة لرد الجميل وقد شرعت العديد من الأطراف داخل بيت “النمرة” في مساعي حثيثة من أجل إقناع الإدارة السطايفية ببرمجة لقاء العودة بين النمور ونسور الهضاب بجيجل وذلك متى سمحت الظروف بذلك، وهي المواجهة التي ستكون من دون شك بمثابة عرس حقيقي خاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الوفاق بعاصمة الكورنيش كما أن أنصار الفريق الجيجلي ومسؤوليه يجمعون على أن هذه المواجهة ستكون الفرصة الأنسب لرد جميل “السطايفية” وإحاطتهم بكرم “الجواجلة” الذين يحلمون برؤية نجوم الوفاق قريبا على أرضية ملعب بوالرمل. اللاعبون يتمنون انطلاق البطولة على صعيد آخر وفيما يتواصل الغموض بشأن موعد انطلاق بطولة الهواة بسبب تواصل سياسة القبضة الحديدية بين رؤساء فرق هذه البطولة ورئيس “الفاف” وعدم توصل الطرفين الى حل نهائي لأزمة المقاطعة خلال اجتماع السبت الأخير رغم تدخل الوزير جيار شخصيا، تواصل “النمرة” استعداداتها بشكل عادٍ تحسبا لبرمجة الجولة الأولى هذا الجمعة، وقد عرفت معنويات النمور ارتفاعا ملحوظا بعدما بلغت الحضيض خلال الأيام الفارطة، وذلك بعد الفوز المعنوي المحقق على حساب وفاق سطيف وهو ما يفسّر قلق أشبال بوريدان من تواصل مارد المقاطعة وتمنياتهم بأن تنطلق البطولة نهاية هذا الأسبوع حتى يتم استثمار نتيجة سطيف ومن ثم تحقيق انطلاقة جيدة ببطولة القسم الهاوي.