الأكيد أن ما حققه لاعبو جمعية الخروب أول أمس أمام بطل الموسم الماضي والرائد الحالي وفاق سطيف، يعتبر انجازا كبيرا يجب الوقوف عنده مطولا، خاصة أن أشبال المدرب تبيب كان بإمكانهم تحقيق الفوز بالنظر إلى سيناريو المقابلة، في الوقت الذي كانت كل التكهنات ترشح السطايفية للعودة بالزاد كاملا ودون عناء... حتى أن هناك من راهن على نتيجة ثقيلة لأبناء عين الفوارة لكن على الميدان كان كلام آخر، ورغم تعثر شبان جمعية الخروب بميدانهم إلا أنهم يستحقون كل التقدير والاعتراف الذي نالوه حتى من منافسهم وفاق سطيف. نجوم الوفاق “طفاو“ في الخروب وباستثناء العناصر التي صنعت الفارق في صورة الهداف جاليت الذي كان وراء هدفي الوفاق، فإن بقية لاعبي وفاق سطيف كانوا بعيدين جدا وكانت إرادة زملاء سي حاج أقوى من اللاعبين الدوليين للوفاق، حيث لم نشاهد بوعزة، جابو، لموشية والآخرين في حين لفت الكثير من لاعبو الجمعية الانتباه، وأكدوا أنهم قادرون على الذهاب بعيدا في البطولة الوطنية المحترفة، وأن وقوفهم بتلك الطريقة في وجه أرمادة الوفاق ما هو إلا البداية. لا أحد انتظر ذلك الأداء وبعض المشككين تمنوا هزيمة ثقيلة والحقيقية أن أداء تشكيلة جمعية الخروب منذ صافرة البداية فاجأ الجميع، ولم يكن أحد ينتظر ذلك الأداء الراقي أمام منافس يملك الكثير من اللاعبين الدوليين ذوي خبرة وحنكة، حيث ساد اللعب المنظم من زملاء القائد نايت يحيى، فلاعبو “لايسكا“ من خلال مباراة أول أمس أكدوا أنهم قادرون على الذهاب بعيدا وباعتراف السطايفية، رغم أن البعض من المشككين وهم قلة معروفون بالخروب توقعوا هزيمة ثقيلة، وكم كانت فرحتهم كبيرة حسب محبي النادي ومقربيه بعدما عادل الزوار النتيجة وانتهت بذلك المباراة والسبب المعروف على حد تعبيرهم. فرحة سطيف بالتعادل دليل “لايسكا حاجة كبيرة“ وما يؤكد أن جمعية الخروب أصبحت محل اهتمام الفرق الكبيرة وأنها تحسب لها ألف حساب، هي الفرحة الكبيرة التي عمت “السطايفية“ بلاعبيها مسيريها وأنصارها بعد نهاية المباراة بالتعادل، “كأنهم كسبوا كأس العالم“ على حد تعبير أحد المناصرين الأوفياء، واعتبر ذلك شرفا لفريقهم الذي واجه أرمادة الوفاق بشبان صغار كانت تنقصهم الخبرة وكادوا يقصفونه بنتيجة تاريخية، ويبقى التأكيد أن النتيجة المسجلة من زملاء معنصر بملعبهم تعد سلبية لكن ليس أمام قيمة المنافس ووزنه. سرار “قريب طلعلو السكر“ ودخن عدة سجائر أكد رئيس وفاق سطيف سرار للجميع بعد نهاية المواجهة، أن جمعية الخروب الفريق الوحيد الذي وجد أمامه صعوبة منذ بداية الموسم، وهو الذي بقي يتفرج مندهشا على حملات زملاء معنصر وكادوا “يطلعلو السكر“ على حد تعبير أحد الأنصار، ولم يتعرف سرار على لاعبيه كما اندهش لطريقة لعب الخروبية، وكانت فرحته الكبيرة وراء شباك الحارس بن خوجة تفسر الضغط الذي كان يعاني منه بعدما كانت النتيجة تتجه لصالح الجمعية. شوط أول “سنيما” ويجب الإشارة إلى أن مباراة أول أمس كانت مثيرة من حيث الأهداف، الأداء والحضور الجماهيري، ما يعني أن مستوى المباراة كان عاليا خاصة من جانب الخروبية الذين بدأوا المرحلة الأولى بقوة وسيطروا عليها وفرضوا ضغطا شديدا حيث كانت عناصر “لايسكا“ تصول وتجول على الميدان، بينما اكتفى لاعبو الوفاق بالتفرج على حملات زملاء خلافي دون أي رد فعل منهم حتى أن الخروبية سجلوا أهدافا “سنيما“ في هذا الشوط، كما أن حكم المباراة حواسنية حرمهم من ركلة جزاء بعد اعتداء شاوشي على زقرور في منطقة العمليات بطريقة غير رياضية، حيث وجه له لكمة أمام الحكم المساعد الذي لم يحرك ساكنا كما تغاضى عن ركلة جزاء أخرى بعد لمس واضح باليد داخل منطقة العمليات. نقص الخبرة حرم “لايسكا“ من قتل المباراة ويجب التأكيد أن جمعية الخروب كان بإمكانها قتل المباراة في عدة مناسبات، رغم التراجع الذي سجلته عناصر “لايسكا“ مع بداية المرحلة الثانية، لكن تقليص الفارق من الوفاق جعلهم يعودون لطريقة لعبهم من جديد التي مكنتهم من تعميق الفارق قبل أن تلعب الخبرة مرة أخرى دورها، في حين كان الخروبية متجهين لتحقيق انتصار مهم، وقد عاتب البعض مدرب الفريق بعد المباراة على التغييرات التي أحدثها، وعدم غلق اللعب بإقحام المدافع بوتناف أو ضرباني لسد المنافذ على حملات السطايفية خاصة أنه لم يبق سوى 5 دقائق عن نهاية المواجهة. اللاعبون لم يعانوا من الناحية البدنية ومن أهم النقاط الإيجابية التي خرج بها الجميع في مواجهة أول أمس، هي الحالة البدنية الجيدة للاعبي جمعية الخروب الذين لم يشتكوا من الإرهاق والنقص البدني، وهو ما ترجمه نجاحهم في تضيق الخناق على الوفاق على غرار الشوط الأول، وكان لاعبو “لايسكا“ بشهادة الجميع أبطلا على الميدان وردوا على كل منتقديهم إضافة إلى التنسيق الجيد بينهم، وما يزيد قيمة نقطة التعادل رغم أنها داخل الديار هو قيمة المنافس وفاق سطيف الذي يعد رائدا للترتيب ويضم لاعبين دوليين ومتعود على المنافسات الإقليمية والقارية. خروج خلافي ومعنصر كان مؤثرا وأجمع كل من شاهد مباراة أول أمس أن خروج وسط الميدان الدفاعي خلافي متأثرا بإصابة في الشوط الثاني، كان وراء معاناة التشكيلة في الدفاع خاصة أن ابن عين البيضاء كان يغلق المساحات على لاعبي الوفاق في صورة جابو الذي تحرر منذ خروجه، كما استغل المنافس مساحات كبيرة التي تركها خلافي، شأنه في ذلك شأن المهاجم معنصر الذي خرج متأثرا بإصابة وكان بإمكانه صنع الفارق والحفاظ على تفوق فريقه. هاجس تلقي أهداف في الدقائق الأخيرة يعود ويبقى الإجماع أن جمعية الخرب ضيعت فوزا كان في متناولها، بسبب الاستهزاء ونقص التركيز إضافة إلى عوامل أخرى، كما أن هاجس تلقي أهداف في اللحظات الأخيرة عاد من جديد ويجب التخلص منه، خاصة أنه لو كان لهم بعض التركيز لحققت الجمعية فوزا مستحقا من كل النواحي. بوناب، نايت يحيى وزقرور في المستوى وأكد بعض لاعبي الخروب أنهم رئة الفريق والبداية بالدفاع الذي رغم تلقيه ثلاثة أهداف، إلا أن زياد، زواق، حلوي وسي حاج كانوا في المستوى، وكان الأبرز في هذه المواجهة لاعبي الوسط بقيادة بوناب الذي كان رائعا رغم إصابته، شأنه في ذلك شأن قائد الفريق نايت يحيى الذي شبهه أحد الزملاء ب بلومي كما كان خلافي محاربا قبل خروجه، فيما أوفى زقرور بوعده الذي قطعه على الأنصار عبر صفحات “الهداف“ وسجل أول أهدافه في البطولة. هدف سي حاج الأحسن في المباراة ويبقى هدف المدافع سمير سي حاج الأحسن في المباراة، حيث سجل بقذفة من بعد 30 مترا وأسكن الكرة في الزاوية التسعين للحارس شاوشي الذي لم يحرك ساكنا، كما يعد الأول للاعب سي حاج في البطولة ومع فريقه جمعية الخروب وينتظر الأنصار أن يصنف هدفه من أحسن أهداف البطولة الوطنية المحترفة. مصفار يفك العقدة ويعد بالانتفاظنة كما عرفت مباراة أول أمس تألق مهاجم الجمعية مصفار الذي دخل بديلا وسجل هدفا على طريقة الكبار، ورغم تأكيده لنا أن هدفه ليس له طعم خاص بعد نهاية المباراة بالتعادل، إلا أنه أوضح أن ذلك سيفك عقدته ويجعله يطمح لتسجيل أهداف أخرى في المباريات القادمة. وقوف الأنصار أجمل لقطة في اللقاء وما سيزيد ثقل المسؤولية على تبيب وأشباله في المباريات القادمة، هي اللقطة الرائعة التي صنعها أنصار جمعية الخروب عندما وقفوا وقفة دفعة واحدة في نهاية المواجهة، من أجل تحية زملاء خلافي وحلوي على المجهودات الكبيرة التي بذلوها أمام منافس كبير وقوي، وهو الأمر الذي يزيد قوة وعزيمة شبان “لايسكا“ ليكونوا عند حسن ظن محبيهم بداية من لقاء الجولة المقبلة، رغم تأثرهم بالتعادل وتقاسم نقاط المواجهة معهم في الدقائق الأخيرة. دعموا الفريق طيلة اللقاء ويجب التأكيد أن النداءات التي وجهها اللاعبون بالتنقل بقوة إلى الملعب أول أمس وجدت صدى لدى أنصار الحمراء، الذين توافدوا بقوة وكان حضورهم بأعداد غفيرة على غير العادة، حيث لم يسبق للملعب أن امتلأ بتلك الطريقة وصنعوا الفرجة في المدرجات، وكان هدفهم تشجيع زملاء معنصر إلى آخر لحظة، وبمجرد أن أعلن الحكم حواسنية بداية المباراة أعلن عشاق “لايسكا“ بداية العرس لمساندة رفقاء بن خوجة بالهتافات والأهازيج، لكنهم استاءوا تصرف شاوشي غير الرياضي تجاههم بعد نهاية المباراة، وأكدوا أنه لا يليق بلاعب حمل الألوان الوطنية. تبيب يعجب برد فعل الأنصار رغم أن البعض انتقده على التغييرات التي أحدثها ولامه على التعادل المسجل، إلا أن مدرب جمعية الخروب تبيب ثمن سلوك الأنصار في نهاية المواجهة ووقوفهم والتحية التي تلقاها منهم رفقة لاعبيه طالبا منهم مواصلة هذا الدعم، وأعطى الخروبية أول أمس درسا في اللعب والروح الرياضية. -------------- “أنت ميسي يا معنصر أنت ميسي...“ مرة أخرى يبهر مهاجم جمعية الخروب معنصر هشام، حيث كان أحسن عنصر في مباراة فريقه أول أمس أمام السطايفية وكان رجلها دون منازع، بفضل الأداء الذي قدمه على طريقة الكبار وهو الذي لا يزال ينتمي للأواسط، حيث أصبح ابن الهنشير في وقت قصير مدلل الأنصار حيث غنوا باسمه مطولا وأكدوا أن فريقهم كسب لاعبا من الطراز العالي، وقد هتف عشاق “لايسكا“ كثيرا بحياة معنصر على أنغام الله أكبر معنصر هشام، أنت ميسي يا هشام أنت ميسي“. كان وراء الهدف الأول كان هشام سما في دفاع الوفاق بفضل مراوغاته وتوغلاته السريعة، خاصة تلك التي يأتي بها من بعيد واستعمل لاعبو الوفاق الخشونة لإيقافه، حيث عبث بأعمدة دفاعه في صورة حشود، ديس، بلقايد وبن شادي حتى أن لاعبي الوسط لم يلحقوا به، بدليل طريقة تسجيل الهدف الأول للخروب حيث انطلق كالسهم من وسط الميدان وبعد سلسلة من المراوغات توغل في منطقة العمليات ومرر كرته على طريقة ميسي إلى زقرور الذي أمضى الهدف الأول براحة، وحتى الهدف الثاني لفريقه كان بتمريرة منه ناحية سي حاج. وخرج على طريقة الكبار وما يؤكد أن الجمهور الخروبي يحب من يبلل القميص، هو أن الأنصار وقفوا لتحية ابن الهنشير معنصر بعد خروجه متأثرا بالإصابة، حيث صفق كل من حضر إلى الملعب وهو اعتراف منهم على الدور الذي يقدمه اللاعب، وأجمعوا أنه سيبرز أكثر كما أنساهم في اللاعب دوادي الذي أمضى هذا الموسم في مولودية العاصمة، يذكر أن أبناء الهنشير أصبحوا يحضرون بقوة إلى الملعب من أجل متابعة لاعب بلدتهم شأنه في ذلك شأن خلافي مع سكان عين البيضاء. ------------------ معنصر: “أنا مرتاح في لايسكا ووقفة الأنصار ستزيدني قوة“ كنت رجل اللقاء أول أمس أمام الوفاق هل من تعليق؟ أنا عنصر من مجموعة متكاملة همها الدفاع عن ألوان جمعية الخروب التي نعتبرها عائلة واحدة، وإذا رأى الجميع أنني رجل المباراة فهذا يشرفني وشهادة أعتز بها، بالإضافة إلى أنني لم أقم سوى بواجبي وتمنيت لو أنهينا المباراة بفوز، لأننا كنا نستحق ذلك إلا أن “المكتوب“ شاء أن نتعثر ويجب تقبل ذلك. على ذكر التعثر كيف تقيم لنا المواجهة؟ قمنا بكل شيء وأدينا مباراة في المستوى وكان الفريقان في المستوى، وكانت لدينا فرصة لقتل المباراة وتحقيق الانتصار وأنا لم أتقبل التعادل لأن سطيف سرقته منا بطريقة لم نفهمها، “هذا مكتوب ربي“ وعلينا نسيان هذه المواجهة خاصة أنها جمعتنا بمنافس يملك لاعبين دوليين وقد فرح بالتعادل أكثر منا. هذا يعني بأن النتيجة لن تؤثر فيكم مستقبلا لأ أظن ذلك وأؤكد للجميع أننا نملك مجموعة قوية ومتكاملة، وسنقول كلمتنا في بقية المشوار وعلى الأنصار الوقوف إلى جانبنا في بقية المشوار ويبقى تعثر الوفاق من الماضي. ما تعليقك على وقفة الأنصار لكم والتحية التي تلقيتها منهم؟ يعجز اللسان عن وصف وقفة الأنصار لنا مع نهاية اللقاء، الأمر الذي نعتبره مسؤولية ثقيلة وسنعمل المستحيل من أجل أن نرد لهم هذا الجميل في أقرب فرصة ممكنة لأنهم أكدوا وفاءهم لنا، أما عن وقفتهم لي فأنا أشكرهم كثيرا على ذلك وستزيدني قوة وعزيمة ولن أخيبهم. ألا ترى أنك تستحق دعوة للمنتخب الأولمبي؟ (يضحك) سيكون ذلك ويبقى القرار بيد المدرب الوطني، وأفتخر إن وجهت لي هذه الدعوة وهي التي أنتظرها منذ مدة. كلمة أخيرة نشكر أنصارنا على وقفتهم معنا ونتأسف لهم على التعادل والتعثر المسجل، وأطلب منهم الوقوف إلى جانبنا.