عقّد المدرب الفرنسي ألان جيراس بعد رحيله عن المنتخب المالي الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفوضى في الآونة الأخيرة في ظل تجدّد المعارك بين الانقلابيين وأنصار الرئيس المخلوع. وكشفت العديد من الصحف المالية أمس أنّ الأوضاع بالرغم من الانفلات الأمني كانت مستقرة نسبيا، إلا أنّ رحيل المدرب الفرنسي عن منتخب النسور زاد الأمور تعقيدا حسب العديد من المواقع على غرار موقع "فوت مالي" الذي اعتبر أنّ رحيل التقني الفرنسي سيكون له أثر سلبي على الكرة المالية وعلى القاعدة الشعبية التي نصّبته ملكا بعد أن قاد النسور إلى المركز الثالث في كأس إفريقيا الأخيرة. الأنصار ثاروا على حمدون ويحمّلونه المسؤولية وحسب الأخبار الواردة من العاصمة باماكو فإنّ الشارع المالي يستشيط غضبا من رئيس اتحادية كرة القدم المحلية حمدون سيسي المسؤول الأول والأخير عن التفاوض مع المدرب الفرنسي ألان جيراس، والأكثر من هذا أنّ الأنصار يحمّلونه مسؤولية رحيل المدرب الذي صنع أفراح الماليين وقاد النسور إلى المركز الثالث في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي أقيمت مناصفة بين غينيا الاستوائية والغابون، وفي السياق ذاته يرى الماليون أنّ الأمور التي وقف عندها حمدون قبل التفاوض والمتعلقة بالطاقم الطبي الذي اشترط جيراس أن يكون فرنسيا لا يهم باعتبار أنّ المنتخب يسير في الطريق الصريح، كما أنّ كلام رئيس الاتحادية المتكرّر عن وجود مدربين كثر قادرين على خلافة التقني الفرنسي عجّل برحيل الأخير حسب الشارع المالي. جيراس الوحيد الذي أسعد الماليين واستقالته أحزنتهم كثيرا ولا يختلف اثنان على العمل الكبير الذي قام به المدرب الفرنسي مع النسور بالرغم من الوقت القصير الذي قضاه مع المنتخب الذي استطاع من خلاله أن يعيد البسمة إلى الماليين الذين يملكون نجوما كبارا يصنعون أفراح أقوى الأندية الأوروبية في الوقت الذي لا يلعبون سوى الأدوار الأولى في المنافسات الإقليمية والقارية على غرار إقصائهم في كأس إفريقيا 2010 بأنغولا على يد المنتخب الوطني الجزائري، ولأن لاعب المنتخب الفرنسي السابق أعاد الاستقرار لبيت الماليين فإنّ حتى نجوم المنتخب متذمّرون وقد يفكّرون كثيرا قبل أن يلبّوا الدعوة. والأكيد أنّ المدرب ألان جيراس صاحب 50 عاما قام بعمل كبير فيما يخص لم شمل نجوم المنتخب المالي الذين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية حيث استطاع في وقت وجيز أن يكسب ودهم وأن يجعل منهم كتلة واحدة تسير حسبما يخطّط لها قبل مواعيد مواجهاته، ولأنّ نجوم مالي يدركون أنّ نتائج المنتخب جاءت بجهد جيراس فقد لا يتحمّسون لتلبية الدعوة بعد رحيله من جهة وبالنظر للانفلات الأمني الحاصل هناك، ليبقى الأكيد أنّ هذا في مصلحة أشبال حليلوزيش الذين تنتظرهم مواجهة هامة مع منتخب مالي في شهر جوان المقبل.