رغم أنّ المأمورية على الورق تبدو سهلة بالنسبة لمنتخبنا الوطني سهرة غد السبت أمام المنتخب الرواندي لحساب الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2014، إلاّ أنّ الناخب وحيد حليلوزيتش لا يؤمن بذلك ويرغب في دراسة كل ما يتعلق بطريقة لعب هذا المنتخب لتفادي أي مفاجأة غير سارة قد يدفع منتخبنا ثمنها غاليا، وتحضيرا للإطاحة بهذا المنافس، برمج “البوسني” العديد من حصص معاينة أشرطة “الفيديو” لتصحيح الأخطاء والوقوف على نقاط قوّة وضعف هذا الخصم. مباراة النيجرلتصحيح الأخطاء وقد استغلّ الناخب الوطني الفترة الصباحية لنهار أمس مبرمجا حصة “فيديو”، وفضّل أن تكون البداية بلقاء النيجر الذي خاضه أشباله يوم السبت الفارط على ملعب "مصطفى تشاكر" وهي المباراة التي انتهت بفوز زملاء القائد لحسن بثلاثية نظيفة، إذ وقف اللاّعبون من خلالها مع مدربهم على كل ما قاموا به طيلة التسعين دقيقة، وإن كان حليلوزيتش قد توقّف عند الإيجابيات، إلا أنه ركز مع لاعبيه على السلبيات والأخطاء التي ارتكبوها وطالبهم بتفاديها مستقبلا، لا سيما في المباريات الرسمية التي سيشرعون في لعبها بداية من يوم الغد أمام منتخب رواندا. حليلوزيتش للاعبيه: “إيجابياتنا...تحكّم في الكرة وفرص عديدة“ وحسب المعلومات التي استقيناها من مصادر لا يرقى إليها الشكّ فإنّ حليلوزيتش تطرّق مع لاعبيه إلى الإيجابيات التي دوّنها في لقاء النيجر الودي، ولم يتوان عن كشفها للاعبيه خلال حصة المعاينة هذه، قائلا لهم: “بغض النظر عن أهمية الفوز والنتيجة الثقيلة التي آلت إليها المباراة، أنا راض على ما قدمتموه يومها، لأنكم تحكمتم في الكرة أكثر من الخصم، وخلقتم العديد من الفرص السانحة للتهديف، كما كانت لديكم يومها الزيادة العددية في منطقة الخصم وهذا مهمّ للغاية“. “سلبياتنا...منحنا الكرة كثيرا للمنافس، وهذا ما لا أريده“ وركّز “البوسني” في الوقت ذاته على النقاط السلبية التي دوّنها وأبى إلا أن يكشفها للاعبيه من أجل تفادي ارتكابها مستقبلا في المباريات الرسمية، وحتى إن كان الناخب الوطني قد أثنى على أداء لاعبيه الهجومي ونجاحهم في تسجيل ما لا يقل عن ثلاثة أهداف لأول مرة في عهده مدربا، إلا أنه أعاب عليهم عدم التوجه كثيرا نحو الهجوم قائلا: “صحيح أن الزيادة العددية في الهجوم شيء جيد، وأن خلق الفرص السانحة للتهديف أمر جيد أيضا، لكنكم لم تتوجهوا مباشرة إلى الهجوم في لقاء النيجر، الأمر السلبي في طريقة لعبكم يومها أنكم كنتم تمنحون العديد من الكرات للخصم، فعوض الاحتفاظ بها لبناء هجمة منظمة والتوجه مباشرة نحو المرمى كنتم في بعض الأحيان تمنحونها للخصم ثم تسترجعونها وتمنحونها إياه مجددا”، وطالب البوسني لاعبيه بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء التي قد تكلفهم غاليا ضدّ منتخب أقوى من النيجر، يستغل الكرة لما تهدى له أحسن استغلال. التفرّغ للقاءات رواندا ولا حاجة للقاء التشاد وبعدما وقف اللاعبون على الأخطاء التي ارتكبوها في لقاء النيجر وعلى الأشياء الإيجابية التي قاموا بها أيضا سيتم التفرغ الآن للقاء رواندا منافس الجزائر هذا السبت، إذ سيجري اللاعبون صبيحة اليوم حصة “فيديو” لمعاينة لقاءي رواندا الوديين مؤخرا ضدّ كل من ليبيا وتونس، وهما اللقاءان اللذان لعبا في "تونس الخضراء” وعرفا خسارة الروانديين في اللقاء الأول بثنائية نظيفة وخسارة ثانية في اللقاء الثاني بخماسية مقابل هدف وحيد، وحسب ما علمناه فإن بريكسي أعدّ للناخب الوطني واللاعبين قرصا مضغوطا بعد حصوله على شريطي اللقاءين، على أن يقف الناخب الوطني وأشباله على نقاط قوة وضعف هذا المنافس من خلال حصة المعاينة هذه، أما بخصوص اللقاء الثالث الذي خاضه منتخب رواندا أوّل أمس ضدّ منتخب التشاد ب تونس أيضا وانتهى بنتيجة التعادل هدف في كل شبكة فلن تكون هناك أي حاجة إليه ما دام لقاءي ليبيا وتونس يكفيان لدراسة كل ما يتعلق ب رواندا. تقارير تاسفاوت ستفيد “الخضر” كثيرا وإن كانت أشرطة “الفيديو” الخاصة ب رواندا كافية من أجل دراسة طريقة لعب المنافس والوقوف على نقاط قوته وضعفه، إلا أنّ التقارير التي عاد بها المناجير العام للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت من تونس لدى تنقله لمعاينة رواندا ستفيد “الخضر” كثيرا، لأنّها تميط اللثام أيضا عن الخطة الحقيقية التي يعتمدها المنافس في طريقة لعبه، وعن نقاط الضعف التي لا بد من التركيز عليها للإطاحة به ونقاط قوته التي لا بد من الاحتياط منها، لا سيما أن التقارير صادرة من شخص له باع طويل في كرة القدم. “البوسني” يبحث عن لقاء مالي – كوت ديفوار! والظّاهر أن حليلوزيتش لا يفكّر فقط في لقاء رواندا، بل شرع من الآن في التفكير حول لقاء مالي الذي ينتظر منتخبنا في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2014، إذ علمنا أنه طلب من المسؤولين أن يبحثوا عن وسيلة تمكنهم من الحصول على شريط اللقاء الودي الذي جمع المنتخب المالي بنظيره الإيفواري مؤخرا ب باريس، غير أن طلبه هذا من المستحيل أن يتم تلبيته بما أن هذا اللقاء الودي الذي انتهى لصالح الإيفواريين أحيط بسرّية كبيرة، ولم تحضره وسائل الإعلام المرئية. سيكتفي بالمعلومات حول تلك المباراة التي جرت في سرّية وتضيف مصادرنا أن حليلوزيتش طلب من المسؤولين إن استحال عليهم الحصول على شريط تلك المباراة (الأمر مستحيل لأن “الهداف” حضرت اللقاء وتأكدت من عدم وجود أي وسيلة إعلامية مرئية نقلت أو صوّرت اللقاء)، أن يجلبوا له أكبر قدر من المعلومات عن مالي ولاعبيه الذين شاركوا في تلك المباراة، وعن طريقة لعب هذا المنافس، وما إذا كان محافظا على المستوى الذي ظهر به مؤخرا في نهائيات كأس إفريقيا 2012 أم أنه تراجع. لقاء لا أهمية له... مالي “حمّام” والجزائر لا عذر لها لو تفشل في الفوز ومن حقّ حليلوزيتش أن يولي أهمية كبيرة للقاء مالي لأنّ الرجل يرغب في حسم الأمور ضدّه في لقاء الذهاب حتى تخطوا الجزائر خطوة عملاقة نحو الوصول إلى “المونديال” للمرة الثانية على التوالي، بما أن المؤشرات توحي بأن منتخب مالي سيكون خصمنا المباشر على ورقة التأهل إلى البرازيل، إلاّ أن حضورنا لقاء مالي - كوت ديفوار مؤخرا وتواجدنا على مقربة من معسكر زملاء سايدو كايتا جعلنا نقف على حقيقة نتمنى ألا تخدعنا، لأننا صراحة وقفنا على حالة لا مبالاة من طرف المسؤولين والطاقم الفني المالي واللاعبين لما ينتظرهم من تحديات بداية من الغد (مالي يواجه منتخب البنين)، فمدربهم مثلا لم يكن يتصرف مع لاعبيه بنفس الصرامة التي يتصرف بها حليلوزيتش، بدليل أنه كان يمنحهم حرية العودة إلى الفندق في أي وقت يريدونه، عكس “البوسني” الذي لم يسمح للاعبيه بمغادرة المعسكر منذ التحاقهم، هذا دون أن نتحدث عن اللياقة البدنية المنهكة للاعبين الماليين، وخلاصة القول أننا وقفنا في فرنسا على منتخب “حمّام” لن يكون لمنتخبنا أي عذر إن لم يهزمه في أرض محايدة في التاسع من شهر جوان.