تغلبت تشكيلة أولمبي المدية على نصر حسين داي في ملعب إمام إلياس الذي شهد أجواء غير عادية بعد الإقبال الكبير لأنصار المدية الذين أوجدوا أجواء جميلة في مباراة كبيرة وقوية بين الطرفين، واستطاع رفقاء صحراوي أن يحققوا الأهم في المباراة بتحقيق النقاط الثلاث بفضل هدف بلطرش الوحيد، وهو الفوز الذي أكد قوة الغواصة المدانية التي لا تزال تسير شيئا فشيئا نحو الأمام وأعاد الروح للاعبين خاصة بعد دخول الشك في نفوسهم عقب تسجيل تعادلين في ميدانهم وأمام جماهيرهم. الأولمبي أدى أسوأ شوط أول له هذا الموسم وفي المقابل، لا شك في أن المردود الذي ظهرت به التشكيلة المدانية أمام نصر حسين داي خلال المرحلة الأولى يجب أن يوضع في خانة النسيان، بالنظر إلى الأخطاء العديدة التي ارتكبها أشبال خالد لونيسي، الذين لم يدخلوا في المواجهة جيدا وأدوا أسوأ شوط أول لهم منذ بداية الموسم، اكتفى فيه اللاعبون بالركض وراء الكرة، كما أنهم بدوا تائهين كالأشباح على الميدان، ولعبوا بطريقة غريبة لم يتمكن أي مداني من تفسيرها، مخيبين كل الآمال التي كانت معلقة عليهم، وهو ما كاد يكلفهم تلقي أهداف قاتلة لولا نقص تركيز مهاجمي النصرية. سيطر على المرحلة الثانية وفي المقابل، فقد عادت التشكيلة المدانية بقوة في المرحلة الثانية التي ظهر فيها الأولمبي بوجه أفضل بكثير، حيث كان الأفضل على المستطيل الأخضر وسيطر على مجريات اللعب بالطول والعرض لكن دون جدوى، وقد فرض أشبال المدرب لونيسي ضغطا رهيبا على دفاع الزوار وحققوا عدة فرص سانحة أمام مرمى ناتاش الذي عاش لحظات حرجة، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام التسرع ونقص التركيز، حتى الدقيقة 81 ومن كرة ثابتة استطاع المتألق بلطرش أن يحرر الجميع. خليدي عاد بقوة وعلى صعيد آخر، ورغم الفوز دون الأداء الراقي الذي سجله الأولمبي في هذه المباراة المحلية، فإن المواجهة لم تكن لتمنع بعض العناصر من التألق، على غرار لاعب الاسترجاع خليدي الذي أدى مواجهة في المستوى وخاصة في المرحلة الثانية، حيث لم يكتف بالاسترجاع وتكسير هجمات الفريق المنافس، وإنما كان يصعد للهجوم وقدم عدة توزيعات جميلة للمهاجمين، كما أنه كاد يفتتح باب التسجيل بعد قذفة قوية لولا تدخل ناتاش الممتاز. بلطرش رجل اللقاء وتشيكو لم يخيب وفي المقابل، فقد كانت مواجهة النصرية فرصة لصانع الألعاب بلطرش من أجل تأكيد مستواه الراقي واللياقة الجيدة التي يتمتع بها، حيث كان ابن المدية الأفضل دون منازع على المستطيل الأخضر ولعب بطريقة جيدة أعجب بها كل من تابع المواجهة، إذ برز اللاعب بفضل مراوغاته القاتلة وتمريراته السحرية، كما أنه أظهر براعة كبيرة في التحكم في الكرة وصناعة اللعب، وهو ما جعله يلقى ثناء الجميع وخاصة أبناء التيطري الذي صفقوا له مطولا رفقة تشيكو الذي لم يخيب هو الآخر ولعب بطريقة جيدة رغم عدم دخوله في المواجهة من البداية، قبل أن يعود بقوة ويشكل خطرا كبيرا على دفاع النصرية. لونيسي لعب الهجوم وتغييراته كانت في محلها من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى الطريقة التي تعامل بها المسؤول الأول عن العارضة الفنية المدانية مع هذه المباراة، حيث عمد ابن الحراش لونيسي إلى لعب ورقة الهجوم ورمى بكل ثقله خلال المرحلة الثانية بعدما أقحم بلقرفي مكان شيخي الذي لم يكن في يومه وظهر بعيدا عن مستواه بالنظر إلى الكرات العديدة التي أضاعها، وهو ما تفطن له لونيسي الذي سارع إلى تدعيم خطه الأمامي، ولعب بمهاجمين رأس حربة مع فرحات وليد، وهو ما أعطى التفوق العددي لفريقه الذي كان الأفضل في المرحلة الثانية، ما يؤكد أن تغييرات الطاقم الفني كانت في محلها وجاءت بالهدف الوحيد للأولمبي في المباراة. بلطرش يسجل هدف الفوز ويطرد كما سبق لنا ذكره فإن صانع الألعاب بلطرش مولود كان أحسن عنصر في الميدان بتسجيله الهدف الوحيد في الدقيقة 81 بعد استلامه الكرة من زميله صحراوي، وهو الهدف الثاني لمولود بألوان الأولمبي هذا الموسم، لكن فرحة القائد المثالي لم تكتمل بعد تعرضه للطرد في الدقيقة 85 وهو الإقصاء الذي لم يفهمه اللاعب في حد ذاته كونه لم يقم بأي شيء والاعتداء كان عليه من طرف لاعب النصرية دوار. -------------------- لونيسي: "النصرية أوجدت لنا متاعب كبيرة وفوزنا كان مستحقا" كلمة حول المباراة التي فزتم بها على النصرية. المباراة كانت صعبة لأن المنافس لعب بخطة دفاعية بحتة واستعمل الهجمات المضادة، ما لم يسمح لنا بإيجاد مساحات كبيرة للعب، لكن في الشوط الثاني بعد التغييرات التي قمنا بها استطعنا تسجيل هدف الفوز الذي كان مستحقا، كما أن أرضية الميدان أعاقتنا كثيرا لأن لعبنا الجماعي يعتمد على الكرات القصيرة في العمق، لكن هذا كان نقطة سلبية للجانبين. سجلتم هدف الفوز عن طريق كرة ثابتة، ما تعليقك؟ نعم بطبيعة الحال، فبعدما لم يجد الفريق الحلول اللازمة للدخول بالكرة إلى منطقة ال 18 مترا ولسوء أرضية الميدان، قمت بتغيير الخطة بالاعتماد على ثنائي هجومي مع ترك المساحات على الرواقين والاستفادة من الكرات الثابتة، لأني كنت على يقين بأن الهدف سيأتي من كرة ثابتة، وهو ما تحقق فعلا بتسجيل القائد بلطرش هدف الفوز. كلمة أخيرة... أود أن أشكر اللاعبين الذين أدوا مباراة بطولية أمام النصرية، كما أشكر كثيرا أنصار الأولمبي الذين حضروا بقوة في المباراة وكانوا السند منقطع النظير طيلة التسعين دقيقة، هذا الفوز سيعطينا نفسا آخر للمقابلات المقبلة، حيث سنلعب ما تبقى من المرحلة الأولى من البطولة مباراة بمباراة.