مرة أخرى، تعثر نصر حسين داي في مباراته أول أمس أمام اتحاد الحراش، وهي المباراة التي كان من المفترض أن يلعب فيها كل أوراقه بما أنها جرت دون جمهور، وكان يجب تحقيق الفوز فيها لأجل الخروج من منطقة الخطر التي يوجد فيها الفريق الذي أصبح معرضا أكثر إلى السقوط إلى القسم الثاني. التعادل كان سيكون إيجابيا لو أن النصر لم يكن في وضعية حرجة ويحتل مرتبة من بين الأواخر، لكن الواقع يؤكد أنه كان يجب إفتكاك النقاط الثلاث من أجل الخروج شيئا فشيئا من المنطقة الحمراء. ويُمكن القول بالنظر إلى معطيات اللقاء إن النصرية ضيّعت فرصة لا تُضيّع، خاصةً أن الحراش لم تكن في يومها وأدّت إحدى أسوأ مبارياتها في الديار منذ بداية الموسم. وهو الأمر الذي كان من الضروري استغلاله لتحقيق الفوز، وهو ما لم يقم به أبناء المدرب ميهوبي الذين مرّوا جانبا ولم يحققوا المطلوب منهم في هذه المواجهة المحلية الهامة. غياب الروح القتالية هذا وقد كان أداء رفقاء هواري ضعيفا أمام الحراش، حيث أنهم لم يظهروا بنفس المستوى الذي ظهروا به مثلاً في لقاء الجولة الفارطة أمام أهلي البرج رغم التعثر في ملعب زيوي. تراجع أداء أبناء حسين داي يبقى دون تفسير، خاصةً أنهم يدركون أن وضعيتهم ستتعقّد أكثر كلما يمر الوقت دون أن يحققوا نقاطا أخرى تضاف إلى رصيدهم الضعيف لحد الآن. وما كان ظاهرا للعيان أكثر هو غياب الروح القتالية للاعبين وكأنهم غير معنيين بالسقوط تماماً ويلعبون على مرتبة مشرفة في الترتيب العام. وكان أحد اللاعبين قد أكد لنا في وقت سابق أن الفريق لا يمكنه أن يخرج من المنطقة الحمراء إذا ما لم يلعب بكل قوة فوق أرضية الميدان، حيث يجب بذل مجهودات جبارة إذا ما أراد الجميع أن تخرج النصرية من النفق المظلم. ميهوبي لا زال يؤمن بالبقاء ورغم وجود الفريق في وضعية صعبة للغاية، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة المدرب ميهوبي الذي لا زال يأمل في الخروج من هذه الوضعية الصعبة، حيث كشف في تصريحه مع نهاية المواجهة أن الأمل لا زال باقيا وأنه يجب الاستمرار في اللعب بكل قوة إلى نهاية الموسم والتحضير من الآن للمواجهات المتبقية من البطولة التي يجب لعبها بكل استماتة. ويرى ميهوبي أنه لا ينبغي وضع السلاح، بل يجب اللعب بإرادة قوية لعل الأمور تتحسن في المواجهات المقبلة، رغم اعترافه بصعوبة المهمة بالنظر إلى فارق النقاط الموجود مع الفرق الأخرى التي تنافس النصرية من أجل تحقيق البقاء في القسم الأول. مجرى المباراة كان سيتغيّر لو تم منح ركلة الجزاء ويرى ميهوبي أن مجرى المباراة كان سيتغيّر لو منح الحكم أمالو ركلة جزاء يراها مستحقة بعد عرقلة المهاجم رضوان ربيح، مؤكداً أنه لو تم تسجيل الهدف لسهلت مهمة الفريق أفضل ولتمكن من تحقيق الفوز بالتالي في الأخير. ولذا يرى أيضا أن مثل هذه المواجهات تلعب على جزئيات ولا يمكن التنبؤ بنتائجها. ورغم ذلك يعتبر ميهوبي أن التحكيم كان مقبولاً على العموم وأن أشباله كانوا قادرين على الدفع أكثر نحو الهجوم للبحث عن هدف الفوز، معترفاً بوجود نقائص سيعمل على إصلاحها في الفترة المقبلة قبل المواجهة الهامة أمام رائد ترتيب البطولة مولودية الجزائر التي ستكون من دون شك صعبة. بوسفيان لم يحل عقدة الهجوم ورغم أن المدرب ميهوبي أقحمه أساسيا في هذه المباراة بغية إعطاء دفع إضافي للتشكيلة، إلا أن محمد بوسفيان لم يحل عقدة الهجوم التي تبقى هي هي رغم تجريب العديد من الصيغ من طرف كل المدربين الذين تعاقبوا على الفريق منذ بداية الموسم. ويبدو أن نقص المنافسة لدى هذا اللاعب هو الأمر الذي لم يساعده لتحقيق الإضافة التي كانت منتظرة منه، حيث أن المسيّرين عملوا كل ما في وسعهم من أجل إعادته إلى التشكيلة لعله يقدّم الدفع المنتظر منه في القاطرة الأمامية، وهو ما لم يحصل. ولم يكن بوسفيان اللاعب الوحيد في الهجوم الذي لم يكن في يومه، حيث أن الشاب عبد النور سيوان هو الآخر ضيّع هدفا محققا في اللحظات الأخيرة من المباراة كان بإمكانه أن يغيّر كل شيء، لكن عدم تركيزه حال دون إيجاده لتلك الثغرة ومخادعة الحارس الحراشي دوخة. -------------------------------------------------------- بن عمري: “البقاء صعب، لكن كل شيء ممكن” ما تعليقك على التعادل الذي سجلتموه أمام الحراش؟ هذا التعادل لا يساعدنا تماما، حيث كنا نرغب في الفوز في هذا “الداربي” الهام بالنسبة لنا. وقد بذلنا كل ما في وسعنا من أجل ذلك لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا وتعادلنا في الأخير. لكن غياب جمهور كان في صالحكم وكنتم قادرين على نتيجة أفضل؟ صحيح، ولكن الحراش لم تبق مكتوفة الأيدي واستماتت أيضا، وهو ما صعّب من مهمتنا أكثر. لا تتصوّروا أن المهمة كانت سهلة بالنسبة لنا، حيث أن حتى الفريق المحلي كان في حاجة إلى نقاط هذه المباراة للتقدم أكثر في جدول الترتيب بما أنه يوجد الآن من بين الفرق التي تحتل المراتب الأولى ومن الطبيعي أنه كان يبحث عن الفوز هو الآخر. كنا سنفرح بالتعادل لو أننا كنا في مرتبة أحسن وكنا مثلا في وسط الترتيب، ولكن وجودنا في المراتب الأخرى يجعلنا مطالبين بتحقيق أكبر عدد من النقاط، وبالتالي كان يجب علينا الفوز في هذه المباراة. ماذا كان ينقصكم لتحقيق الفوز؟ أعتقد أن التسرع وكذا الضغط الذي نعاني منه هو الذي جعلنا لا نحقق هدفنا للأسف. فقد أتيحت لنا العديد من المحاولات وخاصةً في المرحلة الأولى، لكننا لم نحسن استغلالها. ومن المؤكد أنك لن تتمكن من الوصول إلى المرمى عندما تتسرع وتلعب بنوع من النرفزة، وحتى المنافس لعب أيضا بنوع من الضغط، وهو ما جعل مستوى المباراة متوسطا إلى ما دونه. فبحث لاعبي النصرية كذلك عن الفوز جعلهم يلعبون بنوع من القلق وأهدروا فرصا عديدة للتسجيل. من حسن حظكم إذن أن الدفاع كان في المستوى؟ يمكن القول إننا أدينا مباراة جيدة من الناحية الدفاعية، حيث أننا لم نترك مساحات للحراش لاستغلالها، خاصةً بوجود مهاجمين خطرين مثل جابو وحنيتسار. خط دفاعنا متماسك وقد أثبتنا ذلك في هذه المباراة بما أننا لم نترك أي مجال للفريق المحلي الذي تكسرت كل محاولاته أمام جدار دفاعنا، ولكن تمنيت لو كانت الفعالية موجودة في خط الهجوم لنعود بالنقاط الثلاث، إلا أن هذه هي كرة القدم، فليس ما تريده تدركه في كل مرة. وماذا بعد هذا التعادل؟ لا زلنا في منطقة الخطر، المهمة صعبة دون شك ولكنها ليست مستحيلة، يكفي فقط أن نؤمن بإمكاناتنا وأن نلعب كل المباريات بكل قوة. المهم أنه يجب أن لا نخسر بدايةً من الآن وأن نحقق أكبر عدد ممكن من النقاط. ما يعني أنه يحب على الأقل أن نفوز بكل المباريات التي نلعبها داخل القواعد مع العمل على العودة بنقاط إضافية من الخارج وهذا ما سيكون صعبا. ستلعبون لقاء الكأس أمام الشلف نهاية هذا الأسبوع ، كيف ترى المواجهة؟ شخصياً لا أفكر في الكأس وأعتقد أنها منافسة يجب لعبها وفقط، حيث أن المهم بالنسبة لنا أن نلعب مباريات البطولة التي تنتظرنا بكل قوة كما سبق وأن قلت. يجب التفكير أكثر في لقاء الجولة المقبلة أمام مولودية الجزائر، أكيد أن هذه المواجهة ستكون صعبة بما أن المولودية تبحث عن لقب البطولة، لكن من جهتنا أيضا نود العودة بنقاط المباراة من أجل محاولة إنقاذ الفريق من النفق المظلم الذي نوجد فيه، وأبقى متفائلاً في الوصول إلى هذا الأمر. سمعنا أنك تلقيت إتصالاً من إ. عنابة يطلبونك للموسم القادم، هل تؤكد؟ نعم، لكن صدقني أن هذا الأمر لا يهمّني الآن وأنا مركز فقط على فريقي الذي سأبذل قصارى جهدي من أجل إنقاذه من الوضعية الصعبة التي يوجد فيها بمساعدة من زملائي، وقضية الإتصالات تبقى آخر أمر أفكّر فيه. ----------------------------------------------------------- مومن خارج الحسابات لم يعتمد المدرب محمد ميهوبي على اللاعب علي مومن في هذه المباراة أمام الحراش، حيث لم يقحمه حتى في دكة الإحتياط، ويبدو أن ميهوبي لم يقتنع بمردود اللاعب خلال المباراة الماضية أمام البرج بما أنه لم يقم بالشيء الكثير –حسبه-، وقد فضّل ميهوبي توظيف لاعبين آخرين في الوسط حيث أشرك كلا من ڤانا، أودني ودرارجة. إصابة ڤانا ليست خطيرة رغم أن القائد إسماعيل ڤانا خرج متأثرا ببعض الآلام، إلا أنه اتضّح في الأخير أنه لا يعاني من أي شيء خطير، حيث سيكون بإمكانه العودة بصفة عادية إلى أجواء التدريبات وسيكون مع التشكيلة خلال الحصة الاسترخائية اليوم. للإشارة فإن مهيوبي قام بتغيير اضطراري وأشرك اللاعب الشاب مونجي في (د50) بدلاً عن قائد النصرية الذي كان يتألم. الإستئناف اليوم في غابة بوشاوي ستستأنف تشكيلة النصرية اليوم على الساعة الثالثة زوالاً في غابة بوشاوي، بعدما ارتاح اللاعبون ليوم واحد عقب لقاء الحراش الذي كان متعباً بالنسبة لهم حيث انتزعوا نقطة ثمينة ولو أنها لم تكن كافية بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها الفريق. وستعمل التشكيلة على التحضير لمباراة الكأس التي تنتظرها يوم السبت المقبل أمام جمعية الشلف بملعب 20 أوت. خمس دقائق لم تكن كافية ل جزار لعب رابح جزار 5 دقائق أمام الحراش، حيث دخل بدلاً عن ربيح. ومن المؤكد أن هذه المدة الزمنية القصيرة لم تكن كافية للاعب الذي ربما كان يرغب في المشاركة لمدة أطول، ورغم ذلك فما هي إلا ّالبداية، في انتظار أن يلعب وقتاً أطول خلال المباريات المقبلة. للإشارة فإن جزار شارك فيما سبق خلال مباراة برسم كأس الجمهورية أمام الرويسات وهذه هي المباراة الثانية له، ما يسمح له بالتعوّد على أجواء البطولة والكأس في آن واحد، في انتظار أن يفرض نفسه مستقبلا.