لم يعد يفصلنا عن السنة الجديدة سوى 3 أيام فقط لذلك فضّلنا اليوم أن نتحدث عن أهم المحطات التي مرت بها مولودية سعيدة خلال سنة 2010، وهي السنة التي كانت مميزة بكل المقاييس ومختلفة كليا عن سنة 2009 التي عاش فيها السعيديون مرارة السقوط إلى القسم الثاني. أحداث كثيرة عاشها الفريق هذه السنة بحلوها ومرها، حيث احتل الأنصار خلالها بعودة الفريق إلى اقسم الأول بعد موسم شاق لم تُعرف خلاله هوية الصاعد الجديد سوى في الجولة الأخيرة، وبعد ذلك دخل الفريق أول بطولة احترافية ونجح حتى الآن في تقديم عرض ممتاز أبهر كل المتتبعين خاصة أن النتائج الممتازة التي حققتها المولودية رافقتها مشاكل مالية لا حصر لها، وهي المشاكل التي جعلت الأنصار يتخفون من أن تكون بداية السنة الجديدة نقمة عليهم خاصة أن الرئيس الخالدي سيقدم استقالته يوم 18 جانفي المقبل. بداية السنة كانت بأفراح صنعها الأصاغر وقبل أن نتحدث عن المشوار الطيب الذي قطعه أكابر المولودية هذه السنة واستطاعوا بفضله إعادة الفريق لحظيرة القسم الأول، لابد أن نتوقف عند حدث بارز حصل في شهر أفريل الماضي وهو تتويج أصاغر المولودية بكأس الجمهورية لأول مرة في تاريخ الفئات الشبانية للنادي ولثاني مرة في تاريخ المولودية التي سبق أن توّجت بكأس الجمهورية للأكابر عام 1965، حيث أدى أبناء المدرب فرحي مشوارا مشرفا وصولوا فيه إلى المحطة النهائية أين واجهوا وداد تلمسان وتغلّبوا عليه، ليكون تتويج الأصاغر بداية الأفراح التي عاشتها خلال هذه السنة. الأفراح تتواصل والمولودية تعود لحظيرة الكبار بعد ذلك جاء الدور على الأكابر الذين نجحوا بامتياز في كسب التأشيرة الوحيد للعودة إلى القسم الأول، حيث نجح رفقاء بختاوي في العودة لحظيرة الكبار بعد موسم متعب نظرا لأن الصعود لم يتحقق إلا في الجولة الأخيرة التي استقبلت فيها المولودية جارتها جميعة وهران وفازت عليها بهدف سجله المهاجم شرايطية، لينجح رئيس الفريق في تنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه أمام الجميع. ولعل أهم ما ميّز مشوار المولودية هو تعاقب مدربين اثنين على التشكيلة الأول هو المدرب لطرش الذي أشرف عليها مرحلة الذهاب والثاني هو المدرب حموش الذي تولى قيادتها في مرحلة الإياب. المولودية تدخل أول بطولة احترافية في أجواء مكهربة وبعد أن عادت “الأمسياس“ لحظيرة الكبار باشرت الإدارة تحضيراتها لدخول عالم الاحتراف وكانت المولودية من بين الفرق الأولى التي أودعت ملفاتها لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لتعمل بعد ذلك على تكوين فريق جديدة مختلف بنسبة فاقت 80 % عن الفريق الذي حقق الصعود، حيث جلبت الإدارة لاعبين غير معروفين على الساحة الوطنية وهو الأمر أثار ضجة شديدة قبل انطلاق الموسم خاصة بعد الأداء الهزيل الذي قدمه الفريق في المباريات الودية التي لعبها خلال التربص التحضيري، لتبقى الأجواء مكهربة لدرجة أن كثيرين شكّكوا في قدرة الفريق على ضمان البقاء وتكهنوا بسقوط المولودية للقسم الثاني قبل أن تنتهي مرحلة الذهاب. انطلاقة ممتازة خالفت كل التوقعات وزادت شكوك السعديين في قدرة اللاعبين على تحقيق انطلاقة مشرفة في البطولة بعد الهزيمة القاسية التي تعرضت لها التشكيلة في مستغانم أمام الترجي المحلي بثلاثية نظيفة، لكن عندما استقبلت المولودية شباب بلوزداد في أول جولة نجح اللاعبون بإرادتهم في تبديد كل الشكوك وحققوا الفوز الذي سمح لهم بالتنقل إلى بولوغين بمعنويات مرتفعة حيث نجحوا في العودة بالتعادل، وبعد ذلك حققت المولودية فوزا مهما على اتحاد عنابة مكّن “الأمسياس“ من اعتلاء صدارة الترتيب التي تعززت بعد فوز المولودية في تلمسان أمام الوداد المحلي وبعد فوزها بسعيدة أمام أهلي البرج، ليؤكد اللاعبون أن المولودية ستقول كلمتها هذا الموسم وأنها لن تجد أية صعوبة في تحقيق الهدف المسطر وهو ضمان البقاء. مرحلة فراغ رهيبة مرّت بها كتيبة روابح وشهد هذا الموسم مرحلة فراغ رهيبة مرت بها المولودية، حيث خسر الفريق خارج القواعد أمام سطيف وبجاية وتعادل في لقاءين داخل الديار أمام الشلف والحراش، لكن رفقاء كيال أنهوا مرحلة الفراغ حيث حققوا فوزا كبيرا على شبيبة القبائل لتعود المياه إلى مجاريها وينجح الفريق في العودة للطريق الصحيح. روابح يفي بوعده ويقترب من تحقيق هدف مرحلة الذهاب وتمكنت المولودية من جمع 21 نقطة لحد الآن وهي حصيلة أرضت الأنصار الذين يأملون أن يتجاوز أبناء المدرب روابح 25 نقطة في مرحلة الذهاب حتى تسهل المهمة في مرحلة الإياب وينجحوا في ضمان بقائهم مبكرا، وكان المدرب روابح سطّر رفقة إدارة المولودية بداية هذا الموسم هدف بلوغ 25 نقطة في مرحلة الذهاب وهو الهدف الذي تشير كل الظروف إلى أنه سيحققه في الفترة القادمة، خاصة أن المولودية لديها ثلاث مباريات أخرى أمام الخروب والمولودتين الوهرانية والعاصمية. قرار الخالدي بالانسحاب الحدث الأبرز في سنة 2010 ومن بين الأحداث المؤسفة التي عانى منها الفريق هذا الموسم هو قلة الموارد المالية مما أوقع الإدارة في أزمة مالية خانقة جعلت رئيس الفريق يقرر الانسحاب رفقة أعضاء مكتبه المسير، وقد حدد الخالدي تاريخ 18 جانفي القادم موعدا لتنفيذ قراره، وهو الأمر الذي أثار ضجة شديدة في سعيدة نظرا لأن الجميع يعرفون خطورة الوضعية التي ستؤول إليها المولودية إذا نفذ الخالدي قراره، كما أن السعيديين يعرفون أن هذا الأمر قد يتسبّب في عودة الفريق من حيث أتى، لذلك كان قرار الخالدي بالانسحاب هو أبرز حدث عرفته المولودية هذه السنة وستكون نتائجه الحدث الأبرز أيضا خلال السنة القادمة إذا نفذه. سنة جديدة غامضة والحل في يد أبناء الفريق لا يختلف أحد في سعيدة على أن ذهاب الخالدي يعني عودة المولودية لجحيم القسم الثاني وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة حتى الآن، كما لا يختلف اثنان في سعيدة على أن السنة الجديدة تخفي الكثير من المفاجآت التي لن تكون سارة لأن الأزمة المالية الحالية ستعصف بالفريق نظرا لأن الإدارة أوقفت كل الاتصالات مع اللاعبين الذين كانت تنوي استقدامهم خلال فترة “الميركاتو“، لكن ومع ذلك يبقى الحل بيد أبناء المدينة من رجال أعمال ومقاولين واقترحه الخالدي منذ مدة عندما قال: “يجب وضع اليد في اليد لإنقاذ الفريق، فعشرة رجال أعمال فقط سيحلون مشكلة النادي في جلسة شاي واحدة“. الفوز على “سوسطارة” سيكون أحلى هدية للأنصار وستكون مولودية سعيدة في آخر يوم من سنة 2010 على موعد مع دخول منافسة كأس الجمهورية وشاءت الصدف أن تواجه فريقا اختصاصيا في هذه المنافسة ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة، ومن حسن حظ المولودية أنّ اللقاء سيلعب بملعب سعيدة وينتظر أن يستقطب عشرات الآلاف من عشاق المولودية الذين سيضمنون المساندة لرفقاء كيال. ومن جهتهم يعوّل لاعبو المولودية على أن يكون ختام السنة الحالية مسكا وأن يحققوا التأهل الذي سيكون أحلى هدية للأنصار الذين كان لهم فضل كبير في النتائج المحققة حتى الآن.