لا يختلف اثنان أن مولودية سعيدة قدمت إلى حد الآن مرحلة ذهاب جيدة، خاصة بعد أن تمكنت من تحقيق نتائج ايجابية، حيث تمكن رفقاء حديوش من الظفر ب21 نقطة بعد فوزهم في مباريات عديدة سواء داخل الديار أو خارجها الأمر الذي مكنهم من احتلال مراتب متقدمة في جدول الترتيب، والأكثر من ذلك فقد تمكنوا من مجابهة الفرق القوية رغم أنهم حديثو العهد بالقسم الوطني الأول، كما كان بإمكانهم خطف المزيد من النقاط إلا أن الأهم حققوه في مرحلة الذهاب في انتظار التأكيد في مرحلة الإياب. التحضيرات الجيدة أتت ثمارها ولا شك أن التحضيرات المكثفة التي أجراها الفريق بقيادة الطاقم الفني الصيف الماضي كانت وراء هذه النتائج الايجابية التي حققها في مباريات مرحلة الذهاب، حيث أجرت التشكيلة تربصين، الأول كان في تونس العاصمة والثاني في عين الدراهم وكلا التربصين عادا بفوائد كثيرة على التشكيلة رغم أن المدرب كثف التدريبات فيهما وأخضع لاعبيه إلى تدربات شاقة سواء على الجانب البدني أو النفسي وكل ذلك للدخول في المنافسة بقوة في البطولة، الأمر الذي مكنهم من تحقيق انطلاقة قوية. الفريق قوي داخل الديار، والعكس خارجها وفي قراءة تحليلية لكل المباريات التي لعبتها سعيدة إلى حد الآن في البطولة، يظهر أن التشكيلة قوية داخل الديار حيث حققت نتائج ايجابية بالجملة مكنتها من الظفر بالعديد من النقاط بعد أن تفوقت على مختلف الفرق خاصة القوية منها، إلا أن مستوى الفريق ينخفض في المباريات خارج الديار، فحصيلة النقاط التي عادت بها التشكيلة من ميادين الفرق الأخرى ضعيفة حيث تمكنت من الظفر بأربع نقاط فقط بعد عودتها بالتعادل من العاصمة بعد مواجهة الاتحاد المحلي، أو بثلاث نقاط مهمة بعد الفوز في تلمسان على الوداد المحلي. فترة الفراغ أثرت في مردود التشكيلة و لا يخفى عن أحد أن الفريق مرّ بمرحلة فراغ رهيبة دامت عدة أسابيع وكان لها أثرها السلبي في مردود التشكيلة حتى في المباريات التي أجرتها داخل قواعدها حيث ضيعت العديد من النقاط فيها، خاصة بعد أن حققت التعادل في الديار أمام اتحاد الحراش وجمعية الشلف، لكن لحسن حظ الفريق أن الطاقم الفني عرف كيف يسير مرحلة الفراغ، وبذل المدرب مجهودات جبارة ليعيد روح الانتصارات للتشكيلة من خلال تحفيز لاعبيه وحثهم على بذل مجهودات مضاعفة الأمر الذي مكن الفريق من استعادة توازنه من جديد وتمكن بعد ذلك من الفوز بالعديد من المباريات. الهجوم في المستوى، لكن تنقصه اللمسة الأخيرة ومن النقاط السلبية التي تحتسب على تشكيلة سعيدة هي نقص الفعالية في الخط الأمامي الذي ضيع العديد من الفرص السانحة للتهديف في مختلف المباريات التي خاضها الفريق سواء داخل أو خارج الديار، الأمر الذي كلفه تضييع العديد من النقاط. ورغم أن زملاء حديوش بذلوا قصارى جهدهم في مختلف المواجهات وخلقوا العديد من الفرص، إلا أن اللمسة الأخيرة كانت واضحة، وذلك بسبب غياب رأس حربة حقيقي في الهجوم يستطيع تحويل تلك الفرص إلى أهداف، لكن المدرب روابح يسعى لتحسين مستوى خط الهجوم من خلال إيجاد الخطة المناسبة للظهور بوجه مغاير وقوي في مرحلة الإياب ومن ثمّ تحقيق الهدف المنشود في نهاية الموسم وهو البقاء في القسم الوطني الأول. حديوش هداف الفريق رغم أن تشكيلة سعيدة لا تملك رأس حربة حقيقي في الهجوم، إلا أن ذلك لا يعني أنه ليس هناك لاعبين قادرين على رفع التحدي وتسجيل أهداف في صورة المهاجم حديوش الذي تمكن من تسجيل أربعة أهداف مختلف المباريات التي أجراها الفريق وبقية الأهداف المسجلة تداول عليها كل من مادوني وعكوش اللذين تمكنا من تسجيل أربعة أهداف، وفنير وبوسماحة وبختاوي الذين تمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف. ومن أجل تعزيز الخط الأمامي يسعى الطاقم الفني للتعاقد مع مهاجم حقيقي يستطيع تسجيل أهداف تمكن فريقه من الفوز في مواجهات مرحلة الإياب. وسط الميدان يعاني كثيرا أكد المدرب روابح في تصريحاته لنا سابقا أنه يسعى إلى تعزيز خط وسط الميدان إلى جانب الهجوم عن طريق استقدام لاعبين جدد وذلك بعد أن لاحظ العديد من الثغرات فيه. كما أن بعض اللاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب منهم ودورهم الضعيف في وسط الميدان أحسن دليل، حيث لم يتمكنوا من ربح معركة وسط الميدان في العديد من المباريات التي لعبها الفريق، كما أن هناك نقائص من حيث بناء اللعب واسترجاع الكرات وتحويلها إلى هجمات معاكسة، لذلك يسعى المدرب روابح إلى إيجاد الحلول في أقرب وقت لتحسين هذا الخط وعدم ارتكاب الأخطاء نفسها في المواجهات القادمة. الدفاع تلقى العديد من الأهداف رغم أنه تمكن من تحقيق انطلاقة قوية في بداية الموسم، إلا أن الخط الخلفي للفريق ظهر دون المستوى مع مرور الوقت حيث تلقى سبعة أهداف في مباراتين سواء أمام شبيبة بجاية التي تلقت فيها التشكيلة أربعة أهداف كاملة أو أمام وفاق سطيف أين تلقت ثلاثة أهداف، وفي مجموع 12 مباراة تلقى الفريق 14 هدفا، 11 منها خارج الديار أي بمعدل 1.16 هدف في كل مواجهة. التشكيلة ينقصها حارس مرمى ثان كما أن التشكيلة ينقصها حارس مرمى ثان، بعد تسريح عزيون الذي غاب عن الفريق دون سبب لمدة طويلة، كما أن الحارس كيال في حاجة إلى مساعدة لذلك فالمسيرون مطالبون بإيجاد حارس آخر يمكنه تعويض كيال في حال تعرضه لإصابة أو عقوبة، كما أن الحارس الثالث الشاب بن شريف الذي كشف عن إمكانات عالية سابقا سواء في التدريبات أو في نختلف المواجهات الودية ناقص خبرة نوعا ما ولا بد من حارس قوي تحسبا لمباريات مرحلة الإياب التي لا شك أنها ستكون صعبة للغاية ولا سبيل للتعثر فيها. 22 لاعبا شاركوا في 12 مباراة والبعض لم يُقنع أقحم المدرب روابح حوالي 22 لاعبا في كل المواجهات التي خاضها الفريق لحساب مرحلة الذهاب وذلك من أجل إعطاء الفرصة لكل لاعب ليفجر إمكاناته ويثبت أنه يستحق التواجد مع الفريق ومن جهة أخرى حاول المدرب وراء ذلك إيجاد التشكيلة والخطة المثالية للفوز بأكبر قدر ممكن من المباريات، وإذا تمكن بعض اللاعبين من فرض مكانتهم في التشكيلة الأساسية إلا أن البعض الآخر لم يقدم المستوى المطلوب منه في صورة الحارس عزيون، عميري، فنير ولوزاعي، الأمر الذي يدفع بالطاقم الفني إلى الاستغناء عن خدماتهم للتعاقد مع لاعبين آخرين قادرين على تقديم الإضافة للتشكيلة الفريق في الواجهة رغم النقائص الكثيرة الكل يعلم أن الفريق يعاني من العديد من النقائص وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، إلا أنه بقيادة الطاقم الفني عرف كيف يسير مرحلة الذهاب وتمكن من تحقيق العديد من النتائج الايجابية حصد بفضلها 21 نقطة واحتل مرتبة متقدمة في جدول الترتيب، رغم أنه حديث العهد في القسم الأول في انتظار مواصلة المسار ابتداء بمباريات مرحلة الإياب التي ستكون حتما قوية ولا بد من تحقيق فيها نتائج ايجابية أخرى للبقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأول.