أثارت التغييرات التي أجراها مدرب إتحاد العاصمة، نور الدين سعدي، على التشكيلة التي واجهت شباب بلوزداد الجمعة الماضي إستحسان البعض، حين أشرك العديد من اللاعبين الشبان الذين أظهروا مستوى لا بأس به مكنهم من تحقيق فوز ثمين عجز عنه العديد من العناصر التي كانت حاضرة في الجولات الماضية.. الأمر الذي يشجع سعدي على مواصلة منح الفرصة لهؤلاء الشبان ولبقية العناصر التي لم تحصل على فرص وتنتظر ذلك في الأيام المقبلة. بالمقابل يوجد اللاعبون ذوو التجربة تحت ضغط شديد جراء هذه الوضعية الصعبة للغاية عليهم، فهم لم يكونوا يتصورون أنه سيأتي اليوم الذي يصبح عدد من الشبان أساسيين وهم على مقعد البدلاء أو خارج قائمة المستدعين. تألق مكلوش، بن علجية “م” وطاتام يُشّجع سعدي على التشبيب وجاء تألق مكلوش، بن علجية مهدي وطاتام ليريح سعدي، حيث أظهروا مستوى يضاهي ذاك الذي كان ينتظره الطاقم الفني من اللاعبين أصحاب الخبرة والتجربة الكبيرتين. وكان من بين اللاعبين الشبان من لعب أساسيا أمام بلوزداد مثل بن علجية مهدي الذي يؤدي مستوى أقل ما يقال عنه أنه حسن والأكثر من كل هذا أنه لاعب دولي في منتخب الأواسط (أقل من 20 سنة)، وهو أساسي منذ عدة جولات أي أنه منتظم في مشاركاته وغيابه عن بعض اللقاءات كان بسبب تواجده مع أواسط “الخضر“، كما منح سعدي الفرصة لكل من مكلوش وطاتام اللذين غابا عن العديد من المباريات ولعبا مع الأواسط قصد الحفاظ على المستوى وهو ما جعلهما يعودان إلى المنافسة مع الأكابر بمستوى جيد. سعيدون يتألق من يوم لآخر ويثبت أنه يستحق مكانة لاعب آخر من الشبان العائدين لم يتمكن من خوض أي مباراة خلال مرحلة الذهاب لأنه كان يعاني من إصابة تعود إلى الموسم الماضي وبعد عام بالضبط ها هو يعود إلى مستواه وبشكل ربما أحسن من السابق، حيث بات أساسيا تارة وتارة أخرى يكون مع البدلاء ويشارك في المرحلة الثانية، كما أنه من يوم لآخر يثبت أنه يستحق الحصول على قدر أكبر من الفرص بدليل أنه أضحى يزاحم الكثير من اللاعبين ذوي الخبرة والتجربة، وبما أن اللاعب المحنك كريم غازي غائب عن اللقاء المقبل أمام المولودية بسبب العقوبة فإن احتمالات مشاركة سعيدون واردة جدا. الخزان في مقعد البدلاء والضحايا من الأكابر كثر وإذا كانت أربعة عناصر شابة قد حصلت على فرصتها لحد الآن فإن هناك من الشبان من لم يحصل بعد على فرصة ويتعلق الأمر بكل من بن محمد وزيتوني اللذين يتألقان مع الشبان ويلعبان في بعض المناسبات مع الأكابر، ما منحهما ثقة كبيرة، لذا فإن قائمة اللاعبين أصحاب الخبرة الذين سيتم الاستغناء عنهم في مباريات قادمة ستتسع واللاعبون الذين يمرّون بفترة فراغ قد يكونون ضحايا جدد للشبان. سعدي يُطبق السياسة التي أوصى بها عليق ويتذكر الجميع ما قاله الرئيس عليق في الآونة الأخيرة حين أكد أنه سيتبع سياسة التشبيب وأن التشكيلة التي يملكها الآن يمكنه أن يلعب بها عشرية كاملة، بالتالي فإن المدرب نور الدين سعدي يطبق السياسة التي اتفق عليها مع عليق وهي ضرورة منح أكبر قدر من الفرص للشبان الذين يريد عليق أن يكونوا خير خلف لخير سلف ولم لا اللعب على الألقاب والتتويجات في المواسم المقبلة مثلما فعل لاعبون حين كانوا صغارا في السن مثل عشيو، غازي، زغدود وحتى دزيري وعمور. ... وقد يعتمد عليهم في الكأس ويتساءل الكثير من المتتبعين حول ما إذا كان سعدي سيعتمد على هؤلاء الشبان في مباراة الكأس أمام المولودية فمباراة مثل هذه تتطلب الخبرة والتجربة مع لياقة بدنية جيدة، خصوصا أنها أمام منافس شرس يمر بفترة هي الأحسن له في المواسم الأخيرة، كما يتنافس على لقب البطولة. لهذا السبب قد يأخذ سعدي حذره ولا يغامر بالشبان، لكن البعض الآخر يرى أن مشاركة الشبان ربما هي التي ستصنع الفارق مثلما فعلوا في الداربي أمام بلوزداد، وهنا يكمن الإشكال والسؤال يبقى مطروحا إلى حين وصول الموعد. البعض لديهم مكانة حتى في اللقاءات الكبيرة وأكد لاعبون أمثال بن علجية مهدي ومكلوش على أنهم يملكون حق المشاركة في اللقاءات الكبيرة، فالمولودية –حسبهم- ليست بالفريق الكبير الذي لا يقهر ويجب أن لا يهابه الإتحاد... فالشبان الذين تمكنوا من الإطاحة بالجار شباب بلوزداد وهو يمر بمرحلة جيدة يمكنهم الإطاحة أيضا ب “العميد”، خاصة أنهم تعوّدوا على الضغط بعدما حصلوا على العديد من الفرص في وقت سابق. كما أن هناك لاعبا تألق الموسم الماضي في لقاءات “الداربي” وهو سعيدون الذي أضحى مع الأكابر ويمكنه هو الآخر الوقوف في وجه لاعبي المولودية الذين هم أيضا شبان وسبق له مواجهتهم في صنف الأواسط. حميدي وشكلام يُريدان العودة في لقاء الكأس ويريد اللاعبان حميدي وشكلام العودة إلى المنافسة بعدما تم الاستغناء عنهما في المباراة الأخيرة أمام الشباب، حيث يعملان على عدم تضييع مباراة كبيرة كهذه وربما يبحثان عن اللعب أساسيين، لكن الفوز المحقق في الداربي أمام الشباب قد يجعل سعدي يقرر الحفاظ على نفس التشكيلة خصوصا أن اللاعبين الذين شاركوا في هذا اللقاء لم يرتكبوا أخطاء كثيرة وتمكنوا من إحراز النقاط الثلاث. تراجع مستوى أوزناجي هناك لاعب تراجع مستواه بشكل رهيب وقد يكون ضحية ذلك، نعني به أوزناجي الذي خرج في الشوط الثاني من لقاء بلوزداد وخلفه المتألق مكلوش، لهذا فإن مشاركة أوزناجي أساسيا أمام المولودية تبقى غير واردة، في حين أن وجوده في قائمة البدلاء يبقى محل شك بما أنه سيسعى خلال الحصص التدريبية لاستعادة مستواه. شكلام عاد بشكل عادي عاد اللاعب فريد شكلام إلى جو التدريبات صبيحة أمس حيث تدرب بشكل عادي مع زملائه ونسي ما حدث نهاية الأسبوع المنصرم حين لم توجه له الدعوة للقاء بلوزداد، وبما أن الفريق فاز فإن اللاعب لم يكن بإمكانه التحدث مع المدرب في موضوع عدم استدعائه وهو يعمل على استرجاع مكانته في المباراة المقبلة. ريال وخوالد منذ الأمس مع “الخضر” التحق علي ريال ونصر الدين خوالد بتربص المنتخب الوطني للمحليين الذي دخل في معسكر تحضيري للقاء المقبل أمام المنتخب الليبي الذي سيحتضنه ملعب القليعة السبت المقبل في إطار التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للمحليين التي ستقام في السودان. اللاعبان يحضران بجيدة من أجل اللعب أساسيين، خاصة ريال الذي بات من العناصر التي يعوّل عليها المدرب بن شيخة في الخط الخلفي. آيت واعمر دخل مع المجموعة عاد اللاعب حمزة آيت واعمر إلى التدريبات بشكل عادي مع المجموعة بعدما غاب عنها لمدة فاقت الأسبوع، حيث كان يعاني من إصابة حرمته من خوض لقاءي العلمة وشباب بلوزداد وهو الآن يحضر للمباراة المقبلة أمام المولودية لعله يستعيد عافيته بشكل نهائي قبل هذا الموعد. عبدوني: "لا نكذب على أنفسنا، المستوى إنخفض ولدي مكانة مع المنتخب" فوز مهم ذاك الذي حققتموه على حساب الشباب. كنا بحاجة ماسة إلى هذا الفوز الذي مكننا من التنفس قليلا بعد فترة الفراغ الطويلة التي مررنا بها منذ بداية مرحلة الإياب، كنا أمام منعرج خطير ولم يكن لنا مجال للخطأ، لذا عقدنا العزم على تحقيق الفوز من أجل إعادة البسمة لأنصارنا الذين كانوا غاضبين جراء النتائج الهزيلة المسجلة في الآونة الأخيرة. لكن الفوز كان بهدف وحيد. لو كانت النقاط الثلاث تتحقق بأقل من هدف واحد لكنا سنبحث عن ذلك، فنحن كنا نبحث عن الفوز بغض النظر عن عدد الأهداف التي نسجلها، المباراة كانت ذات طابع محلي وكنا نحن المستقبلين وهو الأمر الذي زاد من الضغط علينا حيث بات الفوز مطلبا أكثر من ضروري. كنت قد أنقذت فريقك من عدة أهداف، هل هي عودة عبدوني إلى الواجهة؟ ما هذا إلا واجبي، فمثلما يعمل المدافع على الذود عن مرماه، والمهاجم يسجل أعمل أنا على الحفاظ على نظافة الشباك وقد تمكنت من ذلك في هذا “الداربي“، وهو الأمر الذي يشجعني للعمل أكثر مستقبلا، حيث أريد أن أؤدي مستوى يسمح لي وللفريق ككل بتحقيق نتائج جدية تمكننا من العودة في ترتيب البطولة وحتى في منافسة الكأس التي نريد الذهاب بعيدا فيها إذ باتت مطلب الأنصار. الاتحاد فاز بسداسية في أول جولة وبعدها سجل سلسلة من التعثرات، لماذا هذا التراجع في رأيك؟ أرى أن المدرب هو أولى بالإجابة عن هذا السؤال، فأنا لاعب أريد الفوز في كل المباريات التي أخوضها، لكن عندما ننهزم المدرب هو من عليه أن يستخلص الدروس ويعمل على تصحيح الأخطاء، أما أنا بصفتي لاعبا فمنصبي لا يسمح بالحديث عن أمور فوق صلاحياتي. فزتم في لقاء الكأس لكن مرحلة الفراغ تواصلت في البطولة، لماذا؟ فزنا على اتحاد الشاوية بصعوبة، ربما ينظر البعض إلى أن النتيجة كانت عريضة لكن المنافس كان قويا وسبب لنا متاعب، كنا نريد العودة بنتيجة مرضية من العلمة لكننا وقعنا في الفخ من جديد، ومن حسن حظنا أننا تمكنا من الفوز بهذا “الداربي” الذي سيسمح لنا برفع المعنويات مستقبلا سواء في الكأس أو البطولة. الفوز جاء عشرة أيام قبل لقاء الكأس، هل تراه محفزا للتحضير جيدا لهذا الموعد الهام؟ أظن أن الفوز كان منعشا لمعنويات اللاعبين ككل، فالجميع كان متأثرا بالتعثرات المسجلة في الآونة الأخيرة، لذا فنحن الآن في حال أحسن بكثير من السابق ونريد التحضير لمباراة الكأس خاصة وأنها مباراة غير عادية في منافسة نريد الذهاب فيها بعيدا. بصفتك لاعبا سابقا للمولودية، كيف ترى هذا اللقاء الذي يستقطب الكثير من الاهتمام؟ لقاء الكأس عادة ما يستقطب الاهتمام أكثر من لقاء البطولة وهذا أمر طبيعي، وعندما يتعلق بلقاء “داربي“ بين أكبر فريقين في العاصمة فإن ذلك يكون جديرا بالاهتمام، لأن المباريات بين المولودية والاتحاد كانت إلى وقت قريب تصنع الحدث وهذا ما سيعيد اهتمام الأنصار إليها من جديد، حتى نحن اللاعبين سنحضر لهذه المباراة بشكل عادي من الناحيتين الفنية والبدنية لكن من الناحية المعنوية سيكون هناك تركيز شديد من أجل دخول اللقاء بنفسية مرتاحة تمكننا من تأدية لقاء في المستوى. المدرب قال عنك إنك أنقصت وزنك كثيرا. أنا لا أؤمن بفكرة الحمية لأنها لا تفيد إطلاقا، العمل وفق برنامج مكثف وعدم التخاذل في أي فترة كانت سواء للتحضير لمباراة أو خلال فترة تربص هو الحل، لذا أنا أتدرب صباحا مع الفريق وفي المساء وحدي، وهذا منذ عودتي إلى المنافسة الرسمية عقب العقوبة التي كنت قد تعرضت لها لمدة عامين كاملين، مضى الآن عام على عودتي إلى المنافسة ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل على إنقاص وزني، كنت قد بلغت 94 كلغ وحتى أكثر، ووزني الآن يتراوح بين 81 و82 وهو الوزن المثالي بالنسبة لي، لذا أحاول الآن رفع مستواي الفني حيث أجد أنني في تحسن من مباراة لأخرى. البعض يرى أنك تستحق الحصول على فرصة مع المنتخب الوطني، فما قولك؟ كما تعلمون، لعبت مع المنتخب الوطني وأنا في سن ال 18 وكنت الحارس الثاني بعد مزاير وهذا شرف كبير لي أن ألعب مع الأكابر في هذا السن، بالتالي أقول إن العودة إلى المنتخب ليست بيدي وما عليّ سوى العمل على إظهار مستوى يمكنني من الحصول على التفاتة من المدرب الوطني. لكن بالنظر إلى التغييرات التي ستحدث على مستوى التشكيلة الوطنية، ألا ترى أنك تملك مستوى ينافس هؤلاء؟ المستوى في الجزائر كله منخفض وعلينا ألا نكذب على أنفسنا، المستوى الذي نحن عليه الآن يجعلني أتحسر على عدم الحصول على فرصة، لن أفقد الأمل لأنني أعرف أنني أملك المستوى الذي يؤهلني للحصول على مكانة في المنتخب وفي هذا الظرف بالذات. الاتحاد في وضعية لا تسمح له بالمزيد من التعثرات في البطولة، فكيف ترى بقية المشوار؟ المشوار المتبقي صعب للغاية وما علينا سوى العمل على ضمان النقاط على ملعبنا ومحاولة جلب أخرى من خارج الديار قصد إنهاء الموسم في المراتب الأولى التي تليق بمقام الاتحاد، ليس من حقنا أن نخيب أنصارنا الذين يريدون منا أن نحافظ على قيمة هذا النادي الذي تعوّد على التتويجات. لكن لم تبق لكم سوى الكأس، هل ترى أن الفريق بإمكانه إنقاذ الموسم بالكأس؟ فزت بالبطولة وفزت بالكأس مع المولودية والإتحاد ومن غير الممكن أن يكون هناك تشابه بينهما... صحيح أن لقب البطولة غال، لكن فرحة التتويج بالكأس لها طعم خاص، ولهذا السبب نريد أن نهدي أنصارنا كأس هذا الموسم.