عرت هزيمة المنتخب الوطني على يد نظيره الصربي بثلاثية نظيفة عيوب المنتخب الوطني قبل 3 أشهر من السفر للمشاركة في كأس العالم، كما أثارت الكثير من المخاوف من أن يكون السفر الى بلاد ''مانديلا'' مجرد فسحة تنتهي بالعودة ب 3 هزائم فيضحك القاصي والداني ويسلط علينا المرضى من الذين لازالوا يشككون في أحقية تأهلنا ألسنتهم السليطة. وبين 90 دقيقة وأخرى خسر المدرب الوطني رابح سعدان الكثير من الثقة التي كان يحظى بها وسط الشارع الجزائري وتحول بين عشية وضحاها الى مدرب غير حكيم، كما أن الهالة القدسية التي لف به في وقت مضى لاسيما عقب التأهل الى المونديال، سرعان ما تلاشت كفص ثوم يذوب في الماء بسبب مباراة ودية تحضيرية كان من المفروض أن نلعبها من أجل كشف بعض العيوب فظهر كل شيء منها ما خفي وما بطن، كما أظهرت أن مستوى استعدادات ''الخضر'' للمونديال العالمي جد متواضع، وأن الكثير من الأمور ينبغي مراجعتها في أقرب وقته حتى نتفادى ''بهدلة'' حقيقبة، فالأرقام الأخيرة غير مشجعة تماما والمعطيات لا تفرح كثيرا بالنسبة لمنتخب انهزم في 3 لقاءات خلال العام الجديد جمعت فيها شباكه 10 أهداف دون أن يسجل فيها أي هدف، كما لم يسجل في أي لقاء من المباريات الثلاثة الأخيرة التي جرت معها 3 هزائم وعشرات الأسئلة حول حقيقة العمل الذي يقوم به الناخب الوطني رابح سعدان كما أعادت فتح موضوع تدعيم العارضة الفنية من جديد لأن الجميع بات غير مقتنع بالقدرات التكتيكية للمدرب الوطني على الأقل في المدة الأخيرة حتى لا نظلم الرجل الذي قام بمسيرة مظفرة في تصفيات كأس العالم. كأس إفريقيا تحضير لكأس العالم، وصربيا تحضير لماذا؟؟ قبل الحديث عن المقابلة المخيبة أمام صربيا يتذكر جيدا عشاق المنتخب الوطني أن الناخب الوطني رابح سعدان طلب من الجمهور قبل كأس إفريقيا ألا ينتظر الشيء الكثير من المنتخب وحجته أن مشاركته في أنغولا ما هي إلا محطة تحضيرية لكأس العالم وكأننا سنتوج بهذا اللقب العالمي ونخلف ايطاليا على حد تعبير أحد المناصرين، سعدان كان يتعمد أن يحط من قيمة المنتخب الوطني ويعدم حظوظه ويوفر المناخ اللازم للمناصر حتى يتقبل أي نكسة فهو منذ مونديال 1986 يخشى كثيرا رد فعل الأنصار وبما أن كاس إفريقيا حملت معها التوفيق ل''الخضر'' الى حد ما مع بعض الملاحظات والمؤاخذات حول مباريات معينة يعرفها الجميع أين كان المنتخب فقيرا جدا فيها من الناحية التكتيكية، فإن من حق أي مناصر أن يسأل سعدان عن مبرراته لخسارة صربيا التي تعتبر أول مباراة في التحضير لكأس العالم وعما إذا كانت لم تكفه 7 مقابلات كاملة باحتساب مباريات انغولا الست للتحضير، ولو أن سعدان يتناقض ربما أو ينسى تصريحاته لأنه أطل علينا أول أمس من قناة ''كنال الجيري'' وهو يقول أن المنتخب الصربي كان أقوى باعتباره لم يشارك في منافسة مرهقة مثل كأس افريقيا التي يذكر الجمهور الجزائري سعدان أنه قال أنه لن يذهب من أجل التتويج بها بل من أجل تحضير كأس العالم. اللياقة الأرضية والإصابات.. دائما مبررات لا يختلف اثنان أننا نملك ناخبا وطنيا يجيد إلى حد كبير إيجاد المبررات للهزائم والتعثرات، فلا يحدث أبدا أن يكون ذلك بسبب علة في خطته أو قصور في التطبيق من اللاعبين، كما لا يحدث ربما أن تكون التشكيلة الوطنية خارج الإطار وتمر جانبا، فعند الهزيمة لابد من مبررات جاهزة وكأن ''الخضر'' لا ينهزمون إلا فوق إرادة الطبيعة وعندما تتحالف عليهم كل الظروف لتحبطهم. هذه المرة أمام صربيا كانت اللياقة البدنية في رأيه عاملا حاسما لأن لاعبيه لا يشاركون مع فرقهم عكس لاعبي المنتخب الصربي، كما أن الأرضية السيئة عامل آخر وكأن منافسنا هو من واجه انجلترا في ملعب ويمبلي ذي الأرضية الرائعة وليس مصر، كما اعترف سعدان أن الإصابات أثرت كثيرا رغم أن الأمر يتعلق بمنتخب وطني لا يتشكل من لاعب أو اثنين عندما يغيبون نخسر بثلاثة أهداف، كما أن الخطأ هنا يبقى خطأه بشهادة كل الأخصائيين، لأن المعني استعان ب 19 لاعبا عوض 23 أو 24، ف''الفيفا'' في المباريات الودية لا تشترط حدا معينا من اللاعبين لا يمكن تجاوزه، وفي أسوأ الاحتمالات كان سعدان قادرا أن يعد قائمة احتياطية من لاعبين مثل بوعزة، صايفي، وزياية وغيرهم لاعبون كان يمكن لبعضهم أن يلتحقوا عندما اتضح أن شادلي لن يلعب بسبب الحمى التي يشكو منها، ومعروف على سعدان أنه ماهر جدا في إيجاد المبررات، ففي دورة كأس إفريقيا كانت الخسارة أمام مالاوي بسبب الحرارة وأمام مصر سببها التحكيم، وأمام نيجيريا التغييرات التي قام بها وإراحته لبعض الأساسين وكأن ''الخضر'' فوق الخسارة ومنتخب لا يقهر رغم أن منتخب صربيا كشف كل عيوبنا. 3-0 تعزز الروح الإنباطحية التي مل منها الجزائريون سعدان قال صراحة وبصريح العبارة أن النتيجة لا تهمه والحقيقة أنه أخطأ في تصريحاته فالنتيجة وإن لم تكن تهمه فلم لعب هذا اللقاء أصلا، كما أنها إن كانت لا تهمه فهي تعني الأنصار وعشاق المنتخب، وحوالي 90 ألف جاؤوا للاحتفال، حضروا من ولايات عديدة من كل ربوع الوطن أكيد أنهم جاؤوا ليشاهدوا مباراة احتفالية، مباراة في المستوى على كافة النواحي بالنسبة لمنتخب يستعد للمشاركة في كأس العالم لكن لا الخطة، ولا التغييرات، ولا الرسم التكتيكي، ولا الأداء، ولا المستوى، ولا رد الفعل ولا الشوط الثاني أقنع أحدا أو جعل مناصرا واحدا راضيا بما شاهده، حتى أداء الشوط الأول سرعان ما جعل الكل ينساه بسبب النتيجة الثقيلة، والأدهى من ذلك تصريحات سعدان التي تدخل حسب البعض في إطار الروح الانهزامية الانبطاحية التي يفضلها سعدان، روح مليئة بالهزيمة والإخفاق والخيبات، روح ترفض أن تتجدد او تتقبل حقيقة اليوم وهي تواجدنا في المونديال، روح جعلت مناصري ''الخضر'' لا يحبذون سماع بعض الأسطوانات المشروخة التي تقلل من قيمة منتخبهم مثلما هي روح مدربهم الذي قال أن 3-0 لا تقلقه، فالنتيجة آخر اهتماماته، ويتفاعلون مع تصريحات رئيس الاتحادية روراوة الذي أكد أن المنتخب الوطني سيسافر من أجل العودة بكأس إفريقيا كما صرح يقول على هامش الجمعية العامة للإتحادية أن رفقاء زياني سيتنقلون الى جنوب افريقيا من أجل تحقيق انتصارات وليس فقط المشاركة من أجل المشاركة. ألغاز تكتيكية فجرت غضب الجمهور على سعدان كان من الصعب على أي مناصر جزائري وهو يلج بواب ملعب 5 جويلية أن يتصور انه سيجد نفسه في وقت من مراحل اللقاء يشتم المدرب سعدان المحاط بهالة من القدسية التي تجعله أرفع بكثير من النقد كان من الصعب أيضا أن يرفع الأنصار صوتهم بالصراخ وصيحات الاستهجان والتصفيرات التي يستهدفون بها مدربهم ولو أن الأمور فعلا وصلت الى درجة لا يمكن معها الصبر، بداية بالخطة التي دخل بها المنتخب والتي كانت حريصة جدا على الصعيد الدفاعي من خلال اللعب بمهاجم واحد، وهي عادة لازال الأنصار لم يتعودوا عليها من منتخب كانت روحه حتى في سنوات الأزمة الكروية هجومية، كما أن مشاركة رحو واستدعاءه أصلا طرح علامات التساؤل بالنسبة للاعب لم يعد له ما يقدمه، والأدهى اللعب ب 3 مسترجعين لإرضاء الجميع، وما عدا هذا كانت التغييرات بأتم معنى الكلمة ألغازا حقيقية فالمنتخب كان منهزما وفي وقت كنا نحتاج أن يعود الى جو المقابلة باخراج أحد المسترجعين الثلاثة تم تغيير المهاجم الوحيد بمهاجم فلم يتغير شيء، ولم يفك جبور العزلة المضروبة عليه وكان مصيره نفس مصير غزال، أما أغرب تغيير والذي اقنع الكل أن سعدان سير المرحلة الثانية من أجل تفادي هزيمة ''مبهدلة'' هو دخول زاوي مكان لحسن، فكان من سخرية الأقدار أن منتخبنا الذي سيلعب المونديال، منهزم على ميدانه بثلاثية نظيفة ويلعب ب 5 مدافعين، أشياء مثل هذه أخرجت الجاهير من رشدها وجعلتها في قمة الغضب عاتبة سعدان الذي ومثلما غنت له في وقت سابق وتغنت باسمه من حقها أن تغضب عندما تشاهد منه ما لا يسرها وما يثير مخاوفها قبل المونديال. سعدان لم يعد أسمى من الإنتقاد، وحتى التلفزيون خاض في الحرام لم يكن من السهل أن نتخيل التلفزيون الجزائري أو القناة الرسمية المنغلقة تنفتح وتمنح الفرصة لبعض من ينتقد المدرب ويتكلم عن خياراته سعدان، صحيح أنهم لم يقولوا كل ما يريدون لأن محمد بولطيور الصحفي لعب دور الدركي ولكن مجرد الحديث عن سعدان وانتقاده من طرف مدربين آخرين مثل دريد وقاسي السعيد معناه أن المساندة المطلقة التي كان يحظى بها سعدان قد بدأت بالتلاشي الى درجة صار يخوض فيها التلفزيون الرسمي فيما كنا نعتبره الى وقت قريب حراما. ويبدو أن هزيمة صربيا قد جاءت في وقتها لتعيد الكثير من الحسابات على مستوى نقائص النخبة وحتى نقائص الطاقم الفني بعد أن كان الحديث كله عن نقائص الفرقة الوطنية والأسماء التي ستدعمها، وفي هذا الوقت يتساءل البعض عن عمل أطراف في الطاقم الفني لا يعرف أحد دورها، فمثلا زهير جلول لا أحد يعرف ما يقوم به، ونحن لا نراه حتى يقوم من مكانه من أجل تصحيح تمركز اللاعبين وتوجيههم مثلما يفعل كل مدربي العالم، كما أن الحديث عن مدرب كبير الى جانب سعدان صار مطلبا شعبيا لأن الجماهير الجزائرية التي تعرف جيدا كرة القدم لم يسرها ما شاهدته سهرة الأربعاء وهي تعرف تمام المعرفة أننا إن انهزمنا أمام مالاوي وصربيا بثلاثية ومصر برباعية فالأمور إن لم نحسن أخطاءنا على عدة مستويات ستكون أسوأ بكثير في كأس العالم.