وصلنا إلى اليوم 12 والأخير من التربص التحضيري الذي أجراه إتحاد العاصمة هنا في المغرب، بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم بالرباط، قبل أن يتنقل في اليومين الأخيرين إلى الدارالبيضاء وتحديدا إلى مركب الرجاء البيضاوي، أين لعب مباراة ودية أمام النادي الأخضر عشية أول أمس الأربعاء، انتهت لصالح أشبال رونار بثلاثية مقابل هدفين. وستكون العودة إلى أرض الوطن بالنسبة لوفد إتحاد العاصمة صبيحة اليوم، في رحلة الخطوط الجوية الجزائرية المبرمجة على التاسعة ونصف بالتوقيت المغربي، على أن يكون الوصول إلى أرض الوطن في تمام منتصف النهار. ومباشرة بعد ذلك سيستفيد كل اللاعبين من راحة ليومين، منحهم إياها المدرب هرفي رونار بعد تحقيقهم الفوز على الرجاء. رونار سيعود مع الوفد إلى الجزائر وسيكون ضمن الوفد العائد إلى الجزائر المدرب الفرنسي رونار وكذا المحضر البدني بوميل باتريس، على عكس ما كان عليه الحال في رحلة الذهاب حين كان ثنائي الطاقم الفني في فرنسا وتنقل مباشرة من هناك إلى المغرب، والتحق بالتربص في يومه الأول الذي تزامن مع التحاق اللاعبين. ويستأنف الاتحاد تدريباته في الجزائر هذا الاثنين، قصد التحضير للمباراة القادمة أمام إتحاد عنابة التي ينتظرها وفد الإتحاد بفارغ الصبر. التربص جرى في أحسن الظروف ولا يختلف اثنان من أعضاء وفد الإتحاد على أن التربص كان ناجحا بكل المقاييس، خاصة أن الإدارة وفرت فيه كامل الإمكانيات للاعبين حتى يجرون تحضيرهم في ظروف جيدة، وهو ما كان لهم في نهاية المطاف. ناهيك عن ضمان أربع مباريات ودية على الرغم من صعوبة ذلك مع انطلاق المنافسة الرسمية في المغرب، ولو نعرج فقط على جمعية الشلف ومولودية وهران فإننا نجد أن هذين الفريقين لم يتمكنا من إجراء إلا مبارتين فقط خلال تربصيهما الأسبوع الفارط في المغرب. غياب الإصابات أراح الطاقم الفني ومن بين المؤشرات الإيجابية في هذا التربص، غياب الإصابات الخطيرة التي تعوّد لاعبو الإتحاد على تلقيها في مختلف التربصات، حيث لم يتعرض أشبال رونار هذه المرة لتلك الإصابات، التي تؤثر في تركيز بقية اللاعبين. وهو ما أراح في حقيقة الأمر المسؤول الأول على العارضة الفنية، الذي تمكن من التحضير مع كامل التعداد. لكننا سجلنا بعض الإصابات الخفيفة في الحصص التدريبية، مثلما حدث مرة مع بن مغيث وكذا مع إشعلالن وغيرهما من العناصر، لكن من دون أي خطورة تذكر. الانضباط السائد أدهش حتى المدرب حلب المدرب رونار معه قانونا داخليا، طالب لاعبيه بتطبيقه ومن يخلل به يكون جزاؤه دفع الغرامات المالية، كأن يحدث اللاعب المشاكل أو يخلل بالانضباط، وحتى اللاعب الذي يتحدث عبر الهاتف في الحافلة سيكون عرضة للعقوبة. وبدا لنا خلال تربص المغرب أن لاعبي الاتحاد استوعبوا جيدا كلام مدربهم، بدليل ذلك أنهم لم يخلوا بالقانون الداخلي ل رونار الذي أثنى عليهم كثيرا عند انتهاء هذا التربص، وشكرهم على كل ما قاموا به ووصل به الأمر ليؤكد لهم أنه اندهش للانضباط السائد، وهو الذي كان قد سمع العكس عن هذا الفريق وعن بعض لاعبيه. اللاعبون يؤكدون على التحسن ومن جهتهم أكد لنا معظم لاعبي الإتحاد الذين اقتربنا منهم بعد انتهاء لقائهم أمام الرجاء البيضاوي، أن هذا التربص كان ناجحا بكل المقاييس، وأن معظمهم لم يسبق له إجراء تربص من هذا المستوى ومن بينهم الذين يوجدون في الإتحاد منذ عدة سنوات، وهو ما اعتبروه مؤشرا إيجابيا سينعكس عليهم في بقية المشوار. وحتى المدرب رونار أكد أن اللاعبين قاموا بتضحيات عديدة من أجل إنجاح هذا التربص، حيث طبقوا البرنامج التحضيري بحذافيره على الرغم من مشقته خاصة فيما يتعلق بالتحضيرات البدنية مع المحضر باتريس بوميل، الذي أنهك اللاعبين بالعمل لكنهم أكدوا لنا أنهم يشعرون بالتحسن من كل الجوانب. وسيكونون أحسن عند الاستئناف كثيرون انتقدوا إتحاد العاصمة في بداية الموسم، بالنظر إلى النتائج المتواضعة التي سجلها واحتلاله مرتبة ضمن فرق الطرف الثاني في جدول الترتيب، لكن اللاعبين أكدوا لنا أن الأمور تغيرت كثيرا وتركيزهم الآن منصب كله على الميدان خاصة أن كل المشاكل التي كانت موجودة قد حلت، وأجروا تربصا رفيع المستوى ولا حجة أمامهم مع المدرب رونار الذي يقوم بعمل كبير، من أجل إعادة هيبة هذا الفريق في البطولة، واللاعبون وعدوه برد فعل إيجابي منذ أول مباراة يلعبونها. الجميع يفكر في مباراة عنابة لم يجر إتحاد العاصمة أي مباراة رسمية منذ قرابة الشهرين، بسبب تعليق المنافسات من جهة وتأجيل لقاء جمعية الشلف للفاتح من شهر مارس القادم من جهة أخرى، لذلك وجدنا عند اقترابنا من لاعبي الإتحاد أنهم يفكرون جديا في المباراة القادمة أمام إتحاد عنابة، وعلى الرغم من درايتهم بمدى صعوبة المهمة إلا أنهم أجمعوا على قدرتهم على رفع التحدي وإهداء أنصارهم أول فوز في المرحلة الجديدة، التي يعيشها الفريق مع المدرب رونار. وسيغيب غازي وأوزناجي عن هذه المواجهة ونفس الشيء فيما يتعلق باللاعبين الجدد، ويتعلق الأمر بكل من بولبدة، إشعلالن، بن مغيث والثنائي المالي مايڤا ودياموتيني. ============================= بعد الفوز على الرجاء البيضاوي... الإتحاد دون خطأ في أربع مباريات بالمغرب والدور الآن على البطولة أنهى إتحاد العاصمة تربصه في المغرب بمباراة ودية أمام نادي الرجاء البيضاوي، عشية أول أمس الأربعاء هنا في مدينة الدارالبيضاء عادت فيها الكلمة الأخيرة لرفاق عشيو بثلاثية مقابل هدفين، حيث كان أصحاب الزي الأحمر والأسود سباقين للتهديف عن طريق شيخ حميدي، الذي استقبل توزيعة آيت واعمر ووضعها في الشباك برأسية محكمة. بعد ذلك عاد لاعبو الرجاء بكل قوة وتمكن حفيظي عبد الإله من توقيع هدفين بمفرده، لينتهي الشوط الأول بتفوق أصحاب الأرض. وقد سيطر أشبال رونار على مجريات الشوط الثاني وتمكنوا من قلب تخلفهم إلى فوز عن طريق عوامري، الذي سجل هدفين ومنح رفاقه الفوز الرابع على التوالي هنا في المغرب. ليس من السهل الإطاحة بالرجاء في عقر دياره وكانت مباراة أول أمس أمام الرجاء البيضاوي الأصعب بالنسبة لإتحاد العاصمة في هذا التربص، بالنظر إلى قيمة المنافس الذي شارك بعض لاعبيه الأساسين فقط فيما كان البقية من الفريق الثاني آمال. ووقفنا على مستويات مقبولة إلى أبعد الحدود من الطرفين، ووجد دفاع الإتحاد بعض الصعوبات مقارنة بالمباريات السابقة، إذ ليس من السهل التفوق على الرجاء في عقر دياره وفي مباراة حضرها ما لا يقل عن 200 مناصر لأجل تشجيع فريقهم. وعليه فإن هذا الفوز سيكون له أثره الإيجابي من الناحية المعنوية على لاعبي الإتحاد، الذين يعودون اليوم إلى أرض الوطن ومعنوياتهم في السحاب. الملعب المغربي، التمارة وسلا للتحضير لا غير تلقى مسيرو إتحاد العاصمة عدة انتقادات بعد برمجة بعض المباريات، في بداية هذا التربص أمام فرق مغمورة من القسم الثاني المغربي، لكن رونار أكد لنا من خلال حديث هامشي أن المباريات الأولى التي أجراها الفريق أمام كل من الملعب المغربي، وداد التمارة وأتلتيك سلا كانت للتحضير لا غير. وأضاف أنه لم يكن في صالح الإتحاد لو واجه فرقا من العيار الثقيل في بداية التربص، لأن اللاعبين كانوا بصدد تطبيق برنامج تحضيري بدني مكثف. واستطرد رونار قائلا إن الإدارة أحسنت صنعا بمواجهة هذه الأندية في البداية، معتبرا لقاء الرجاء البيضاوي الاختبار الحقيقي لأن الإتحاد واجهه بتشكيلة مكتملة. تسجيل 11 هدفا في أربع مباريات ليس بالهيّن سجل لاعبو إتحاد العاصمة 11 هدفا في المباريات الأربع التي أجروها طيلة التربص هنا في المغرب، وكانت البداية بثلاثية في شباك الملعب المغربي، حملت توقيع الوجه الجديد بن مغيث إلى جانب عشيو. وأما اللقاء الثاني أمام التمارة فعرف تسجيل حميدي، بن علجية وآيت واعمر لأهداف اللقاء الثلاثة فيما وقع سايح وفريوي هدفي مباراة أتليتيك سلا التي انتهت بفوز الإتحاد بهدفين مقابل هدف. أما في اللقاء الرابع والأخير، فإن حميدي جدد الهدف مع الشباك شأنه في ذلك شأن عوامري الذي وقع ثنائية رائعة في مرمى الرجاء. الدفاع تلقى رباعية كاملة وتبقى النقطة السوداء في هذا التربص أن الفريق لا زال يتلقى الأهداف بطرق سهلة، وهو ما كان عليه الحال في اللقاء الأول أمام الملعب المغربي الذي تلقى فيه الاتحاد هدفا من لقطة ميتة، ونفس الشيء أمام أتليتيك سلا بعد خطأ من حارس المرمى. فيما ازدادت الأمور تعقدا أمام الرجاء البيضاوي، حيث اهتزت مرمى عبدوني مرتين بسبب خطأ في الرقابة من جهة، وتواطؤ الحكم من جهة أخرى في لقطة الهدف الأول الذي كان مشبوها فيه لأن اللاعب كان متسللا. رونار أصبح يملك تشكيلتين مختلفتين أشرك المدرب رونار في لقاء أول أمس 14 لاعبا فقط طيلة التسعين دقيقة، على الرغم من أنه كان باستطاعته إجراء التغييرات بالعدد الذي يريده، لكن رونار أراد أن يمنح لاعبيه الذين شاركوا أكبر وقت ممكن، قصد كسب الثقة في الأنفس وهو الذي أصبح يملك تشكيلتين مختلفتين الأولى تلك التي واجهت أتليتيك سلا يوم الثلاثاء، فيما كانت التشكيلة الثانية تلك التي واجهت الرجاء البيضاوي. ما يعني أن رونار لديه حرية اختيار اللاعبين بالنظر إلى كثرتهم، حيث وصل عددهم إلى 31 في انتظار التحاق اللاعب الدولي نصر الدين خوالد، الموجود مع المنتخب الوطني للمحليين في السودان، ليرتفع العدد إلى 32 لاعبا من بينهم أربعة من للأواسط. الجدد بين مقنع ومخيّب أما فيما يتعلق بالعناصر الجديدة التي انتدبتها الإدارة في فترة "الميركاتو"، فقد وقفنا على عدة أمور من بينها أن المدافع مايڤا صفقة مربحة حيث تألق في هذا التربص ولفت الانتباه حتى تلقى عرضا من ناد صيني، عن طريق المدرب فيليب توسييه. وبذلك يكون مايڤا قد أقنع رونار ونفس الشيء بالنسبة لبن مغيث وبولبدة اللذان يوجدان في الطريق الصحيح. فيما عانى إشعلالن من بعض الإصابات حرمته من العمل مع رفاقه بطريقة عادية، أما دياموتيني فقد خيّب كل الآمال الملعقة عليه، وهو الذي لم يتأقلم بعد مع بقية الرفقاء على أمل أن يحدث ذلك قريبا. ============================== أنصار الرجاء هتفوا مطولا ل عشيو من خلال تغطيتنا لمباراة إتحاد العاصمة أمام الرجاء البيضاوي، وقفنا على أن قائد الإتحاد حسين عشيو معروف لدى أنصار الرجاء البيضاوي، الذين هتفوا باسمه طيلة فترات اللقاء وكانوا يتفاعلون كثيرا معه حين تكون الكرة بحوزته. وعند انتهاء اللقاء كان لعشيو حديث هامشي مع بعض الأنصار الذين استفسروه عن سبب غيابه عن المنتخب الوطني، وهم الذين يتذكرون جيدا الهدف التاريخي الذي سجله في مرمى المنتخب المصري في كأس إفريقيا 2004، وأنه كان من خيرة العناصر في المباراة التي جرت في الدور ربع النهائي بين منتخبنا الوطني ونظيره المغربي. وعبدوني "قدرو عالي" في المغرب من جهته فإن عبدوني يحظى بشعبية لا تقل كثيرا عن تلك التي يحظى بها عشيو، حيث هتف له الأنصار مطولا ورحبوا به وكأن الأمر يتعلق بحارس مغربي، وقد بادلهم عبدوني التحية في إشارة إلى العلاقات الوطيدة الموجودة بين الجزائريين والمغربيين، والتي لا يمكن لأحد أن يزعزعها. ولقي حميدي وعوامري عند تسجيل الأهداف تحية الأنصار الذين يعتبرون رياضيين إلى أبعد الحدود، وترك لاعبو إتحاد العاصمة انطباعا حسنا لدى أنصار الرجاء، الذي يعتبر الفريق الأكبر شعبية هنا في المغرب. مركب الرجاء أعجب لاعبي الإتحاد أعجب لاعبو إتحاد العاصمة كثيرا بمركب الرجاء البيضاوي، الذي يتوفر على ثلاثة ملاعب اثنين منها معشوشبتين طبيعيا والثالث اصطناعيا جرى فيه اللقاء الذي جمع الإتحاد بالرجاء. وقام بعض مسيري الإتحاد الذين كانوا موجودين في الملعب بزيارة لهذا المركب الذي أنشأته إدارة النادي بالإمكانيات الخاصة للرجاء، ويتوفر على مدرسة لكرة القدم وهي نفسها التي ستبنيها شركة إتحاد العاصمة في حال منحت السلطات المعنية قطعة أرض إضافية للفريق، من أجل تشييد مركز التكوين الذي سيعود بالفائدة على الإتحاد من كل النواحي.