كانت الرسالة التي وجّهها لاعبو المنتخب المحلي سهرة أول أمس مباشرة عند نهاية لقاءهم أمام جنوب أفريقيا لمدربهم بن شيخة قوية حين ردّدوا طويلا أغنية: “الشعب يريد اللاعب المحلي”، على طريقة ما حدث في الثورة المصرية لما أسمع الشعب هناك صوته إلى العالم بترديد عبارة: “الشعب يريد إسقاط النظام”. وقد أراد سوداني ورفاقه التوضيح لمدربهم أنهم جديرون بدورهم بالتواجد في المنتخب الأول، وهم ليسوا أفضل حال من المحترفين الذين يشكلون نواة المنتخب منذ أن أشرف عليه سعدان قبل أزيد من 3 سنوات. بلغوا المربع الذهبي مثلما فعل المحترفون في “الكان” وإذا كان أفضل إنجاز قام به المنتخب الوطني الأول طيلة السنة الفارطة هو وصوله إلى نصف كأس إفريقيا للأمم في دورة أنغولا، فإن المنتخب المحلي الآن بعد فوزه أول أمس أمام جنوب إفريقيا وتأهّله إلى المربع الذهبي من “الشان”، يكون بلغ المستوى نفسه الذي وصله عنتر يحيى وزملاؤه سنة تقريبا قبل الآن في “الكان”، مع التوضيح أن “الخضر” لعبوا في أنغولا تقريبا بتشكيلة أساسية مكوّنة من اللاعبين المحترفين، حيث إذا ما استثنينا شاوشي الذي كان ركيزة والعيفاوي الذي لعب 3 لقاءات، فإن بقية المحليين لم يشاركوا إلا بعض الدقائق المعدودة. مشوارهم مقبول جدّا ودون خطأ حتى الآن في “الشان” ونحن نقارن في نتائج المنتخب الأول في كأس أمم إفريقيا التي جرت بأنغولا ونتائج منتخب المحليين حاليا، وجب التوضيح أن نتائج كتيبة بن شيخة الآن أفضل بكثير مما حققه المنتخب الأول مع سعدان في “الكان”، مادام أن رفقاء جابو تأهلوا إلى ربع النهائي دون خسارة، في وقت أن منتخب الأكابر خسر بثلاثية نظيفة أمام مالاوي في لقائه الأول في أنغولا ولم يسجّل طيلة الدور الأول إلا هدفا واحدا مقابل 4 لزملاء سوداني في “الشان”، مع التوضيح أيضا أن المنتخب المحلي بصدد تأدية مشوار دون خطأ إلى حدّ الآن بدليل بلوغه نصف النهائي دون خسارة. 6 أهداف في 4 لقاءات والمنتخب الأول 7 أهداف في سنة كاملة ومن النقاط الإيجابية التي تحسب لفائدة لاعبي المنتخب الوطني المحلي إلى حدّ الآن، هي فعالية خط هجومه الذي سجّل 6 أهداف كاملة في 4 مباريات منذ بداية المنافسة، وهو ما جعلهم الأفضل إلى غاية يوم أمس مع جنوب إفريقيا وتونس قبل خوض المنتخب الأخير لقاء الدور ربع النهائي أمس أمام الكونغو، ولا يمكن بالتالي مقارنة خط هجوم المنتخب المحلي بهجوم منتخب الأكابر الذي يبقى الحلقة الأضعف فيه بعد أن تمكن من تسجيل 7 أهداف فقط طيلة سنة 2010 في مجموع 16 مباراة لعبها. مباراة بعد غد قد تكون فاصلة بين المحليين والمحترفين ومثلما يعلم الجميع، فإن حساسية نشأت في الجزائر بين مدعّم للاعب المحترف وآخر للاعب المحلي، حيث هناك من يطالب بردّ الاعتبار للاعب الذي ينشط في بطولتنا حتى يتمّ تشكيل منتخب وطني أول نواته من اللاعب المحلي، مثلما كان الحال عليه في سنوات الثمانينيات في أعزّ فترة عرفتها الكرة الجزائرية، خاصة أننا لا نملك ربما إلا اثنين أو ثلاثة لاعبين محترفين يلعبون ضمن أندية أوروبية كبيرة ويشاركون باستمرار في لقاءاتها. ولذلك فإن مباراة بعد غد الثلاثاء التي سيلعبها المنتخب الوطني المحلي قد تكون فاصلة للحكم عمّا إذا كان المحليون يستحقون التواجد في المنتخب الأول، خاصة لمّا نعلم أن المحترفين في “الكان” الفارطة عند بلوغهم الدور نصف النهائي خسروا بنتيجة كبيرة (4/0) أمام مصر. المحليون مصرّون على الكأس وطموحهم كبير وإذا كان الكثيرون يرون أن مباراة نصف النهائي التي سيخوضها الحارس زماموش وزملاؤه قد تكون حاسمة في مسألة أحقيتهم بالتواجد في المنتخب الأول من عدمه، فإن ذلك لا يعني أنهم يريدون التوقف عند هذا الحد، بل بالعكس من ذلك فإن طموحهم كبير من أجل الذهاب إلى الدور النهائي والتتويج بالكأس، حيث لا يريدون أن يتركوا أيّ مجال للشكّ لكل من مازال لا يثق في إمكاناتهم وفي قدرتهم على الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني الأول. مترف: “أكدنا قيمة اللاعب المحلي.. وهذا ردّنا على منتقدينا” كشف وسط ميدان “الخضر“ حسين مترف ل “الهدّاف” مباشرة عند نهاية مباراة أول أمس، أن التأهّل أمام جنوب إفريقيا أكد قيمة اللاعب المحلي وأحقيته بالدفاع عن ألوان منتخب بلاده الأول. وأوضح لنا مترف الذي تحدّث إلينا بلهجة فيها البعض من الغضب من جانب آخر، أن الفوز والتأهل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين هو ردّ على كلّ من انتقد اللاعب المحلي في الماضي وقلّل شأنه، رغم أن الفرصة لم تمنح له إلا بعد قدوم بن شيخة الذي وجّه له تشكراته عبر”الهدّاف”. هل سيفي روراوة بالوعد الذي قطعه على اللاعبين المحليين؟ نجاح المنتخب الوطني المحلي في بلوغ الدور نصف النهائي من “الشان” جعل التأكيد أن أشبال بن شيخة نجحوا في مغامرتهم الإفريقية رغم أن هدفهم يبقى رفع الكأس، ومع هذا فإن التساؤل هو عما إذا كان الاعتراف سيأتي من مسؤوليهم وتحديدا من رئيس “الفاف“ روراوة، الذي وعدهم بعد فوزهم الأول في هذه الدورة أمام أوغندا بجعل المنتخب الوطني الأول نواته مشكّلة من اللاعبين المحليين في حال ما إذا حققوا مشوارا جيّدا في هذه “الشان”. ----------------- كان سعيدا للغاية بتأهل “الخضر” إلى المربع الذهبي... لاعب تونس شادلي ضيف شرف لقاء المغرب ويعرض على بن شيخة خدمات رياض نوري قاسم لاعبو منتخب تونس “الخضر” فرحتهم بالتأهل إلى نصف النهائي سهرة أول أمس، على اعتبار أنهم يقيمون في فندق واحد كما هو معروف منذ 4 أيام. وكان عادل شادلي أكثر اللاعبين سعادة حيث هنأ كل اللاعبين بمن في ذلك الناخب الوطني بن شيخة، متمنيا أن يكون التأهل من نصيب نسور قرطاج في اليوم الموالي (مباراتهم جرت مساء أمام الكونغو)، حتى يكون منتخب مغاربي في المحطة الأخيرة. اعتبر نفسه جزائريا بسبب لقبه ولم يفاجئنا عادل شادلي بمواقفه وتصرفاته لأننا كنا التقيناه في بورتسودان، ولم يتردد في وصف نفسه بأنه جزائري، مشيرا إلى أنه يحب الجزائر كثيرا ويعتز بصداقة الجزائريين ومواقفهم في فرنسا. وأضاف شادلي أنه فرح من أعماق قلبه لانتصار “الخضر”، لأنه جزائري ولما سألناه عن السبب رد مازحا: “كان لكم رئيس هو شادلي، وأنا أحمل اسمه”. هنأ حاج عيسى وقال له “كأننا نحن من تأهلنا” وتزامنت عودة شادلي من التدريبات مع عودة حاج عيسى من فحص المنشطات حيث قال له: “تركناكم 1-0 ولما سمعنا إضافتكم الهدف الثاني ارتحنا كثيرا وتحررنا، كأننا نحن من سجلنا وتأهلنا”، وأضاف: “بردتولي قلبي”. كما أخذ من حاج عيسى قطعة من “البيتزا” وقال له :”أنت بحاجة الآن إلى أن تأكل الحلويات للاحتفال، وأترك لنا المملحات”. بن شيخة دعاه لحضور مباراة المغرب كما كان لشادلي قبل ذلك لقاء مع الناخب الوطني بن شيخة الذي تربطه به علاقة جيدة، حيث قضى معه وقتا طويلا الخميس الفارط، انتهى بدعوة قدمها له الناخب الوطني إلى لمباراة الجزائر والمغرب في ملعب 19 ماي بعنابة. وقد كشف لنا شادلي أنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل حضور اللقاء، مع الأخذ بعين الاعتبار التزاماته مع فريقه النجم الساحلي، معتزا بهذه الدعوة التي تعبر مثلما قال عن درجة صداقته ببن شيخة. واللاعب التونسي يقترح عليه رياض نوري لاعب ايستر ولم يتردد شادلي في أن يعرض على بن شيخة خدمات لاعب ايتسر رياض نوري، مشيرا في كلامه مع الناخب الوطني إلى أنه لاعب جدير بالمتابعة، حيث “شكرو” ووجه دعوة للناخب الوطني لمعاينته أو على الأقل جمع معلومات عنه. خاصة أن نوري تألق في الفترة الأخيرة – على حد قول اللاعب التونسي –، الذي اعتبر أنه قادر على النجاح في المنتخب وتقديم خدمة كبيرة ل “الخضر” مستقبلا . شادلي: “نوري اختير في الشهرين الماضيين لاعب الشهر وسيساعد الخضر كثيرا” وقد التقينا شادلي حيث قال عن التأهل سهرة أول أمس: “أشارككم الفرحة بالتأهل وأتمنى أن نلحق بكم ونلتقي في نصف نهائي سيكون رائعا من دون شك”. ولم يتردد محدثنا في التأكيد أنه التقى بن شيخة الذي دعاه لحضور المباراة أمام المغرب ليضيف: “إذا ساعدتني الظروف سأكون حاضرا في عنابة لمساندة المنتخب الجزائري وصديقي بن شيخة، وعلى فكرة فقد عرضت عليه لاعب ايستر رياض نوري الذي يبلغ من العمر 25 سنة، اختير في الشهريين الماضيين أفضل لاعب في فريقه، ومتأكد أنه سيقدم خدمة كبيرة للمنتخب الجزائري في منصبه على مستوى الوسط الهجومي”.