واصلت تشكيلة مولودية سعيدة تألقها في بطولة هذا الموسم حيث نجحت وبامتياز في العودة بنقطة التعادل من العاصمة أمام بطل الموسم الماضي مولودية الجزائر، في مواجهة كان من الممكن جدا أن يخرج منها أبناء المدرب روابح غانمين بالفوز لولا الحظ ونقص التركيز الذي حرمهم من تحقيق ذلك. هدف مرحلة الإياب تحقق بامتياز بعد النتائج الممتازة التي حققها السعيديون بداية هذا الموسم، حدّد الطاقم الفني للفريق هدفا يتمثل في إنهاء مرحلة الذهاب برصيد 25 نقطة، حيث كان يؤكد ولاعبوه من حين لآخر أن بلوغ هذا العدد من النقاط هو أمر ممتاز ومشرّف لفريق يريد ضمان بقاءه في بطولة هذا الموسم، واليوم وبعد نقطة التعادل التي عاد بها السيعديون من العاصمة، نجح رفقاء كيال في بلوغ عتبة 25 نقطة وتحقق الهدف الذي سطره الجميع خلال مرحلة الذهاب. لكن ومع ذلك يطمح السعيديون إلى تحقيق نتيجة طبية من تنقلهم القادم إلى وهران، حيث يعوّلون على استغلال المشاكل التي يعانيها "الحمرواة" لمباغتتهم فوق أرضية ميدانهم. سعيدة ضيّعت الفوز رغم أن نقطة التعادل التي عاد بها السيعديون من ملعب الروبية نتيجة إيجابية للغاية بالنظر للظروف التي عاشوها قبل هذه المواجهة، إلا أن كل من تابع اللقاء تأكد بأن مولودية الجزائر هي من خطفت نقطة التعادل، وأن سعيدة هي التي ضيّعت فوزا كان بين أرجل مهاجميها الذين تفننوا في تضييع العديد من الفرص السهلة. حيث كان بإمكان شرايطية ومادوني أن يضعا المولودية في ريادة الترتيب لولا نقص تركيزهما وسذاجتهما في التعامل مع الكرة عندما ينفردا وجها لوجه مع الحارس سليماني. اللاعبون تحدّوا الظروف الصعبة وفعلوها أمام "العميد" وأثبت لاعبو سعيدة مرة أخرى أنهم رجال المواقف الصعبة، فبعد فوزهم الكبير على جمعية الخروب رغم النقص الفادح في التعداد ورغم التعب والإرهاق الذي عانوا منه من جرّاء مشاركتهم في مواجهتين متتالين في ظرف ثلاثة أيام فقط، نجحوا في قهر كلّ الظروف التي عاكستهم خلال المواجهة الأخيرة واستطاعوا أن يحققوا نتيجة طبية من خرجتهم إلى العاصمة. حيث واجهت "الأمسياس" مولودية الجزائر بتعداد ناقص، فأغلبية العناصر لا تزال حتى الآن مصابة أضف إلى ذلك أن بعض اللاعبين الذين شاركوا أساسين في اللقاء الأخير لعبوا بنقص فادح في لياقتهم البدنية على غرار سعدي ميباراكو وعاتق، وكل ذلك لم يثن من عزيمة السيعديين . دفاع منظم، الوسط منضبط والهجوم خانته اللمسة الأخيرة رغم المعاناة التي واجهوها أمام العاصميين، إلا أن إدارة لاعبي سعيدة جعلتهم يؤدّون لقاء في المستوى، حيث لعبوا بطريقة رائعة وبدت خطوط اللعب الثلاث منظمة فوق أرضية الميدان. فالدفاع كان منظما ووقف في وجه كلّ الهجمات التي قادها العاصميون، كما أن لاعبي الوسط عاتق وسعدي وعدادي أبدوا انضباطا تكتيكيا وسهّل انتشارهم الجيّد مهمة الهجوم الذي نجح في اختراق الدفاع بواسطة الهجمات المعاكسة. لتبقى النقطة السلبية الوحيدة هي مشكلة اللمسة الأخيرة، حيث تفنن شرايطية في تضييع أهداف سانحة كانت كفيلة بالعودة بفوز أكيد. ألف تحيّة وتقدير للمدرب روابح أثبت توفيق روابح مرة أخرى أنه مدرب من طينة الكبار وأنه يعرف جيّدا كيف يسيّر الأزمات التي ضربت المولودية مؤخرا. فالمعروف أن التشكيلة السعيدية لعبت المواجهتين الأخيرين أمام الخروب والمولودية بنقص فادح في التعداد، لكن ورغم ذلك وجد روابح الحلول المناسبة واستطاع أن يحقق نتائج ممتازة بفضل قدرته على استغلال كلّ ما هو موجود في التشكيلة وتوظيفه للقضاء على كل النقائص. لذلك يمكن القول أن العلامة الكاملة خلال المواجهة السابقة أو خلال الفترة الأخيرة تمنح للمدرب توفيق روابح ولمساعديه، الذين تحدوا الظروف وحققوا بامتياز الهدف المسطر خلال مرحلة الإياب. عودة كيال أعطت الثقة لبقية الزملاء لا يختلف اثنان في سعيدة في الدور الكبير الذي لعبه حارس المولودية مروان كيال، الذي دشّن عودته للمنافسات بقوة كبيرة، حيث نجح في التصدّي وبامتياز لكل الكرات التي كانت متجهة للشباك خاصة تلك التي تصدّى له بأصابع اليد في الدقيقة 49 من الشوط الثاني، لذلك يمكن القول أن كيال أعطى الأمان لرفقائه على مستوى الدفاع. ويمكن القول أيضا أن المولودية كسبت حارسين ممتازين في ظرف قصير، ويتعلق الأمر ب بن شريف الذي أدّى لقاء في القمة أمام الخروب، وكيال الذي واصل تألقه هذا الموسم عندما وقف في وجه هجمات لاعبي "العميد". بختاوي يواصل تألقه ويضمن مكانته الأساسية لعب المدافع بختاوي واحدة من أقوى المباريات هذا الموسم وكان من بين أحسن العناصر فوق أرضية الميدان، ونجح في إيقاف خطر دراڨ وعمرن من خلال تدخلاته الموقفة وإبعاد الخطر عن مرماه في أكثر من مناسبة، لذلك أثبت أنه يستحق البقاء ضمن التشكيلة الأساسية، وأنه أصبح قطعة لا يستغني عنها بدليل أنه مستواه من لقاء لآخر يتطوّر بشكل مذهل. ويبقي الأكيد أن تألق بختاوي سيكون في صالح "الأمسياس" لأن المنافسة ستشتعل من جديد خاصة بعد عودة مقني من الإصابة. ميباراكو يوفق في أول ظهور له بعد الإصابة أقحم المدرب روابح المدافع ميباراكو الذي كانت كل الظروف تشير أنه لن يلعب تلك المواجهة بسبب نقص لياقته البدنية وابتعاده الطويل عن المنافسات، لكن الطاقم الفني لم تكن أمامه خيارات كبير لذلك غامر بإقحام ميباراكو الذي وفق إلى حدّ بعيد في تأدية دوره على أكمل وجه، حيث كان إحدى نقاط قوة المولودية على مستوى الدفاع وساهم هو الآخر في الحفاظ على نظافة شباك زميله كيال. والغريب أن تألق ميباراكو جاء في وقت يعاني فيه نقصا فادحا في المنافسة ومن تأثير إصابة خطيرة لم يشف منها نهائيا. حجاري غطى الرواق الأيمن بامتياز استطاع المدافع الأيمن حجاري أن يفرض نفسه ويتألق في ظرف وجيز، حيث كان رائعا من حيث التغطية الدفاعية بدليل أنه أحكم سيطرته على الجهة اليمني، وهو الأمر الذي جعل لاعبي "العميد" يركزون في بناء هجماتهم من ناحية مقداد الذي كان يعاني من نقص في الخبرة. كما تألق حجاري في بناء الهجمات من خلال سرعته والعرضيات التي شكلت في أكثر من مناسبة خطورة على مرمى الحارس سليماني. الهجمات المعاكسة أرهقت دفاع "العميد" كان مدرب مولودية الجزائر "ألان ميشال" محقّا عندما أشار قبل المواجهة إلى قوة هجوم سعيدة، وأكد بأنه لا يحتاج سوى لفرصة واحدة لقتل اللقاء، حيث تجسّد حديثه فوق أرضية الميدان ونجح هجوم سعيدة في إرهاق دفاع العاصميين، والأكثر من ذلك أنه وجد سهولة كبيرة في اختراق الدفاع بسبب اعتماده على سلاح الهجمات المعاكسة. لكن مشكلة اللمسة الأخيرة حرمت السعديين من فوز مؤكّد. عاتق يُصاب ويغيب أمام "الحمراوة" زادت وضعية التشكيلة السعيدية أكثر تعقيدا بإصابة لاعب وسط الميدان عاتق، الذي تعرّض لتمزق عضلي أجبره على مغادرة اللقاء في الشوط الأول، وأصبح الطاقم الفني من جديد في ورطة قبل أيام من مواجهة "الحمراوة". فالمدرب روابح لم يعد يفهم شيئا إذ أصبحت التغييرات الاضطرارية في ظلّ نقص التعداد تحدث في كل مواجهة، فأمام الخروب مثلا اضطر إلى إجراء تغييرين اضطراريين بسبب نحس الإصابة التي تعرّض لها طواولة وعكوش، وفي اللقاء الأخير تواصلت معاناته بإصابة عاتق. شرايطية خارج الإطار بسبب نقص المنافسة أدّى المهاجم شرايطية واحدة من أسوأ المباريات هذا الموسم، حيث يمكن القول أن فوز المولودية كان يبن رجليه بدليل تضييعه لفرصتين سانحتين، لكن ورغم ذلك يبقى يعاني نقصا في المنافسة بدليل أنه كان مصابا قبل مواجهة الخروب ولم يتسن له المشاركة في اللقاء السابق بسبب العقوبة، لذلك لا تزال ثقة أنصار المولودية في لاعبهم كبيرة، إذ يأمل الجميع في أن يتألق شرايطية خلال المباريات القادمة ويساهم كما في تحقيق الانتصارات لصالح المولودية. ------------------------------------ إدارة المولودية ستتكفّل بعلاج طواولة ستتكفل إدارة المولودية بمصاريف علاج طواولة الذي أنهى موسمه بسبب لعنة الإصابة، حيث ينتظر أن يجري عملية جراحية بالعاصمة. فإدارة الرئيس الخالدي لم تمهل اللاعب الذي حاول أن يقدّم كل ما لديه تشريفا لألوان المولودية، وستدفع كل المصاريف الخاصة بعلاجه على أمل أن يعود سريعا إلى الميادين. اللاعبون وعدوه بالفوز لإفراحه اجتمع رفقاء كيال فيما بينهم قبل اللقاء الأخير أمام المولودية وأصرّوا أن يقدّموا الفوز هدية ل طواولة، حتى يفرحوه مثلما أفرحوا زميلهم نهاري في اللقاء الأخير، لكن التشكيلة لم تنجح في تحقيق الفوز، ومع ذلك فإن التعادل أفرح كثيرا طواولة. رؤساء الأندية يراسلون بوتفليقة ويعقدون اجتماعا آخر بداية الشهر القادم عقد رؤساء أندية القسم الوطني الأول والثاني المحترف اجتماعا فيما بينهم حضره رئيس الفريق الخالدي، لمناقشة وضعيتهم الحالية في ظلّ دخولهم عالم الاحتراف وسط مشاكل مالية خانقة. حيث تمحور النقاش عن كيفية إيجاد الحلول للقضاء على معاناة الأندية. وخلص رؤساء الأندية إلى مراسلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر قبل تجسيد مشروع الاحتراف بتسهيل كلّ الإجراءات للأندية، كما أجمع المجتمعون على ضرورة عقد اجتماع آخر يوم 2 مارس القادم، للخروج بقرارات حاسمة من شأنها تحسين واقع الأندية في بطولة هذا الموسم. ------------------------------------ كيال: "التعادل نهديه ل طواولة ونتمنى له الشفاء والعودة للفريق" تعادل ثمين عدتم به من العاصمة، ما تعليقيك؟ الحمد لله على النتيجة المحققة، كانت لدينا الثقة الكاملة في إمكاناتنا وأثبنا أن المولودية كبيرة وستبقى كذلك. حققنا التعادل وحققنا أيضا الهدف الذي سطرناه خلال مرحلة الذهاب.. بلوغ 15 نقطة أمر ليس في متناول أيّ فريق. لكن ورغم ذلك أؤكد على ضرورة مواصلة العمل بنفس الوتيرة حتى نضمن البقاء بصفة نهائية، وعندها يمكن أن نتحدّث عن أهدف أخرى. لكن معطيات المواجهة تؤكد أنتكم ضيّعتم النقاط الثلاث؟ صحيح، ما حصل اليوم (الحوار أجري بعد نهاية المباراة) هو أننا ضيّعنا نقاط الفوز ومولودية الجزائر هي من خطفت نقطة التعادل. الحظ لم يقف إلى جانبنا وضيّعنا العديد من الفرص السانحة، لكن نقطة واحدة فيها بركة خاصة في ظلّ الظروف التي عشناها في الفترة الأخيرة.. الإصابات والغيابات الاضطرارية لاحقتنا ولا تزال حتى الآن تلاحقنا، والدليل أنه في لقاء الخروب فقدنا عكوش وطواولة، واليوم أيضا فقدنا عاتق الذي تعرّض لإصابة. وعليه فنتيجة التعادل في مثل هذه الظروف ترضينا كثيرا وتجعلنا نطمح لتحقيق الأفضل في المباريات القادمة. وأريد أيضا أن أضيف شيئا آخر. تفضّل... كنا نريد الفوز لنهديه لزميلنا طواولة الذي تعرّض لإصابة خطيرة في لقاء الخروب.. بصراحة القلب يتألم مما حصل، فمن الصعب على أيّ لاعب أن ينهي الموسم بهذه الطريقة، فالجميع كان يعلق آمالا على طواولة للتألق ومساعدة الفريق خلال المرحلة القادمة، لكن نحس الإصابة عاد مجدّدا وأصابه. كنا قبل المواجهة قد عقدنا اجتماعا فيما بيننا وتعاهدنا على الفوز حتى نفرحه، صحيح أننا لم نحقق الفوز لكن الأكيد أن طواولة فرح كثيرا للتعادل الذي عدنا به من العاصمة. أريد أن أقول له هذه هي كرة القدم وأيّ لاعب معرّض لمثل هذه الأمور. لقد اتصلنا به سابقا وطلبنا منه أن يعمل ويتحدّى الإصابة حتى يعود مجدّدا إلى سابق عهده. لنعد للمواجهة الأخيرة، ألا تعقد أن الثقة في النفس خانتكم أمام "العميد"؟ بالعكس، دخلنا اللقاء ونحن لا نفكر في اسم المنافس أو أشياء أخرى. منذ صفارة البداية ونحن نبحث عن الضربة القاضية، لعبنا بهدوء وبراحة تامة ونقلنا الخطر لمنطقتهم في أكثر من مناسبة، والثقة كان موجودة لكن الحظ هو من غاب عن زملائي المهاجمين. على العموم النتيجة ممتازة بالنظر لما يحصل لنا في الفترة الأخيرة. لكن لاعبي مولودية الجزائر كادوا يسجلوا هدف الفوز في مناسبات عديدة؟ صحيح، لاعبو المولودية حاولوا الضغط وحاولوا منذ البداية أن يرغمونا على الركون للدفاع للعب براحة كبيرة، لكننا لم نقع في الفخ وبادرنا للهجوم وأرغمناهم في أكثر من مناسبة على التراجع إلى الوراء، فكلما كان الوقت يمرّ كلما زاد الضغط عليهم. وفي الشوط الثاني الضغط الذي عانوا منه جعلهم مرتبكين، وهذا ما جعلنا نعود لسعيدة بالتعادل. ما سرّ نحاج الفريق في ظلّ لعنة الإصابات التي أصبحت تلاحق العديد من اللاعبين؟ الإرادة، كلّ لاعبي المولودية أصبحوا متشوّقين للتألق وكل لاعب يريد البروز من أجل تشريف ألوان الفريق الذي يلعب فيه، والمنافسة أيضا عامل مهمّ في الفريق. في المباريات الأخيرة غاب عدد من اللاعبين فعوّضوهم زملاؤهم بطريقة ممتازة. نحن في المولودية فريق متكامل وهذا هو سرّ نجاحنا، إضافة إلى ذلك هناك مساندة الأنصار، ففي لقاء اليوم وقفتهم معنا حفزتنا وجعلتنا نصمد لآخر دقيقة. أشكرهم وأقول لهم إننا حاولنا إفراحكم بنقاط الفوز، لكن نقطة التعادل أيضا ترضي كل السعيدين ونعدهم بنتائج أفضل في المستقبل. ما رأيك في إقصاء المنتخب الوطني المحلي من منافسات كأس إفريقيا؟ لم يتسن لي مشاهدة اللقاء الذي لعب في نفس توقيت مواجهتنا مع مولودية الجزائر، لكن ونحن في الميدان قلوبنا كلّها كانت مع النخبة الوطنية، للأسف سمعت بعد المواجهة أن منتخبنا خسر بركلات الترجيح، وسمعت أيضا أنهم أدّوا لقاء في القمة. كنا نريد أن تكون الفرحة فرحتين، فرحة عودتنا بنتيجة إيجابية وفرحة التأهل للنهائي، لكن هذه هي كرة القدم، وأتمنى لهم التوفيق في المنافسات الرسمية القادمة.