تنتظر وداد بن طلحة أمسية يوم غد مواجهة صعبة وفي غاية الأهمية في سيدي بلعباس أمام الإتحاد المحلي في إطار الجولة الثامنة من مرحلة الإياب. وهي المقابلة الثانية على التوالي لأبناء حسين ياحي في الغرب الجزائري بعد تلك التي لعبوها في مستغانم وحققوا فيها فوزا معنويا ثمينا أمام الترجي المحلي. وتختلف ظروف مواجهة أمسية يوم غد عن سابقتها، لأن “المكرّة” إنهزمت في آخر جولة أمام الرائد وهو ما قلّص نوعا ما حظوظها في التنافس على تذكرة الصعود ولذلك سيكون فوزها إجباريا إذا أراد لاعبوها بعث أمل التنافس على تذكرة الصعود من جديد، وهو ما سيعقّد مهمة رفاق القائد دغماني الذين يأملون في العودة إلى العاصمة بأخف الأضرار. نتيجة إيجابية ضرورية والانهزام ممنوع ويعوّل القائم الأول عن العارضة الفنية للوداد حسين ياحي كثيرا على الإرادة الفولاذية التي تحدو لاعبيه للعودة بنتيجة إيجابية من بلعباس من أجل المحافظة على الروح الانتصارية التي أكتسبها الفريق بعد الفوز المحقق نهاية الأسبوع الماضي على حساب مستغانم الذي جعل زملاء الحارس سليماني يستأنفون تدريباتهم بمعنويات مرتفعة. هذا، وقد ركّز ياحي في التدريبات على زرع روح المسؤولية في نفوس لاعبيه حيث أكد لهم أن فوز مستغانم مهم لكنه سيصبح دون جدوى إذا لم يحققوا نتيجة في مواجهة أمسية يوم غد أمام “المكرّة”، وهو الكلام الذي لم يجد له اللاعبون سوى تفسير واحد هو أن مدربهم يحذرهم من مغبة الهزيمة التي قد تؤثر في مستقبل الفريق في بقية مشوار البطولة. تفادي الهدف المبكر يعني تفادي الإنهيار ويبقى مفتاح تكرار إنجاز مستغانم وأداء مباراة قوية هو التسيير الجيد والفعّال لمعطيات المقابلة باعتبار أن الضغط كله سيكون على “المكرّة” التي تبقى مطالبة بالتحكم في اللقاء وصنع اللعب والتسجيل لنيل من عزيمة لاعبي المنافس وقتل المباراة، وهو ما يجبر أبناء ياحي على بذل المستحيل لتفادي تلقي أهداف منذ البداية طالما أن هذا السيناريو وبالنظر إلى العقدة التي يوجد فيها زملاء آيت حملات ستجعلهم ينهارون بسرعة كبيرة بالنظر إلى هشاشتهم النفسية ليبقى مفتاح المقابلة هي استماتة خط الدفاع. معنويات اللاعبين مرتفعة وأكد معظم لاعبي الوداد الذين تحدثنا إليهم أن الأجواء المميزة التي حضروا فيها لمقابلة بلعباس ستجعلهم يدخلون اللقاء بكل قوة، موضحين أن الفوز الأخير حفزهم معنويا لذلك فهم على أهبة الاستعداد لتقديم أفضل ما لديهم في مواجهة أمسية يوم غد. وبدا لنا أن أشبال ياحي واعون بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقهم أمام منافس يلعب كامل حظوظه لاستعادة ريادة الترتيب وسيكون مدعوما بالآلاف من أنصاره الذين لن يرضوا إلا بتحقيق نتيجة إيجابية لتعويض ما فاتهم في جولة الجمعة الماضي أمام الرائد مولودية سعيدة. القلب والإرادة لتحقيق نتيجة إيجابية ويتوجب على لاعبي الوداد إذا أرادوا العودة بنتيجة إيجابية من بلعباس أن يضعوا فوز مستغانم في طي النسيان ويدخلوا أرضية الميدان وكأن الأمر يتعلق بمباراة كأس. كما عليهم أن يتحلوا بالإرادة التي تحلوا بها في مواجهتهم الأخيرة أمام مستغانم، لا سيما أن الأمر يتعلق بمنافس من العيار الثقيل وحرارة اللاعبين و”القلب” هي السلاح الأمثل لمباغتة “البلعباسية” في عقر ديارهم .