إنفرد الموقع الرسمي لجريدة "غلوبو إيسبورتي" البرازيلية بخبر من العيار الثقيل فضح به جزء من التضليل الإعلامي الممارس من قبل النظام الليبي عبر قنواته الحكومية المختلفة.. ..لكن الأمر هذه المرة لا يتعلق بتزوير العدد الحقيقي لشهداء ثورة الشعب، أو بإستخدام طائرات القصف الجوي من عدمه، بل يتعلق بالرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم "كرة القدم"، حيث إستغلت هذه اليومية تواجد مدرب منتخب ليبيا ماركوس باكيتا في بلاده البرازيل لفضح الإعلام في بلاد القذافي. باكيتا "هرب" لبلاده ويتواجد في ريو دي جانيرو منذ أسبوع ويأتي تواجد مدرب منتخب السعودية الأسبق في ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية على خلفية الإنفلات الأمني الناتج عن ثورة الشعب في ليبيا، حيث غادر طرابلس منذ يوم الخميس ما قبل الماضي الموافق ل24 فيفري رفقة مساعديه، وكان ينوي البقاء لمدة أسبوع واحد فقط أملا في إنفراج الأزمة نهائيا وبالتالي العودة من أجل ممارسة مهامه، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن. أكد للصحافة البرازيلية أنه لا يستطيع الإتصال بالإتحادية وفي تصريح أدلى به مدرب الغرافة القطري سابقا لوسائل الإعلام البرازيلية، كشف بأنه حاول مرارا وتكرارا أن يتصل بالإتحادية الليبية لكرة القدم خلال الأيام القليلة الماضية لكن دون جدوى، ليؤكد بذلك ما حدث للاعب نادي النصر ببنغازي "بول كوليبالي" الذي لم يستطع هو الآخر الإتصال بالإتحادية التي يرأسها جمال الدين محمد العربي، ما جعله في ورطة بخصوص الحصول على أوراقه والإنضمام لنادي ميشلان البلجيكي الذي يريد خدماته. لم يستطع إيفاد قائمة اللاعبين المدعوين وفضح الإعلام الحكومي الليبي كما قال المدرب الفائز بكأس العالم للشباب مع منتخب البرازيل أنه لم يتمكن لغاية ليلة الخميس من إيفاد قائمة اللاعبين التي حددها تحسبا للقاء القادم يوم 26 مارس أمام منتخب جزر القمر في إطار تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2012 المزمع إجراؤها في الغابون وغينيا الإستوائية، والتي يتصدرها رفقاء أحمد الزوي برصيد أربع نقاط بالتساوي مع الموزمبيق، وبفارق نقطة عن زامبيا الثالثة. "ليبيا الرياضية" تطالب لاعبي منتخب ليبيا المدعوين للإلتحاق بالتدريبات ! وفي ظل هذه التأكيدات الآتية على لسان ماركوس باكيتا من بلاده البرازيل، فاجأت قناة "ليبيا الرياضية" جميع متابعيها ليلة أمس الخميس وبثت عبر شاشتها شريطا دعت من خلاله "اللاعبين المدعوين لمنتخب ليبيا الأول من أجل القدوم إلى ملعب الحادي عشر من يونيو بطرابلس إستعداد للإستحقاقات الدولية القادمة"، لينفضح بذلك أمرها ويتأكد الجميع أن هذه الخطوة من القناة التابعة لنظام القذافي "فيها إن"، خاصة أنها إكتفت بهذا التنبيه ولم تبيَن صدقها المزعوم بكتابة أسماء هؤلاء اللاعبين ما يؤكد قطعيا أن القائمة لم تصل. هل سيستغل القذافي نجوم المنتخب للإشهار لنظامه ؟ وحسب العارفين بخبايا كرة القدم في بلاد العقيد معمر القذافي، فإن ما قامت به قناة ليبيا الرياضية من توجيه الدعوة للاعبين رغم أن ماركوس باكيتا لم يرسل القائمة له تأويلان، الأول هو أنها تهدف من هذا الخبر لأن تبين للعالم الخارجي الذي يتابعها بأن الظروف في ليبيا ممتازة وعادية ولا وجود لأي تأثر بالحركة الثورة إلى درجة أن النشاطات الرياضية ستجرى بطريقة عادية، والتأويل الثاني هو أن النظام الليبي يهدف من خلال هذا الإعلان إلى تجميع اللاعبين في طرابلس وإستغلالهم من أجل إجراء حوارات معهم وحثهم عنوة على دعم "الأخ القائد"، خاصة أن شهادة نجوم كبار في ليبيا على غرار طارق التايب أو خالد حسين سيكون لها تأثير كبير على الرأي العام، لكن المعطيات تشير إلى أن اللاعبين سيقاطعون خاصة أولئك القاطنين في شرق ليبيا إضافة للمايسترو طارق التايب.