حققت تشكيلة رائد القبة فوزا مهما عشية أول أمس أمام صاحب ذيل الترتيب مولودية بجاية، وهو الفوز الذي كمّم أفواه الكثير من الذين روّجوا الإشاعات أن اللقاء مرتب وأن القبة ستتنازل للبجاويين عن نقاط المقابلة لأجل مساعدتهم على تحقيق البقاء. القبيون فرحوا كثيرا بهذا الفوز الذي أثبت أن تشكيلتهم لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تنتمي إلى فئة المتلاعبين مثلما كان عليه منافسهم في الموسم ما قبل الماضي -على حد قولهم- بإخلاطه لأوراق البطولة لمّا تنازل عن نقاط لقائه أمام العلمة في دقائقه الأخيرة وتظهر إلى السطح ما سُمّي بقضية الحراش- القبة التي عرفت طريقها إلى محكمة “لوزان” للتحكيم الرياضي. الشوط الأول كارثة والثاني “سلكوها” أدخلت طريقة لعب رائد القبة في الشوط الأول الشك في نفوس الأنصار وأظهرت لهم كأن اللقاء مرتب -كما قالوا- خاصة بعد تلقي الحارس شهبوب هدف مبكر في (د21) وبطريقة سهلة... لكن الشوط الثاني جاء مغايرا لسالفه وتمكنت القبة من فك العقدة بالضغط المتواصل على مرمى البجاويين الذي أثمر عن تسجيل هدفين أدخلا بجاية في منطقة أخطر قد تعصف بها إلى قسم ما بين الرابطات في الموسم القادم. لياقة اللاعبين صنعت الفارق ومن بين العوامل التي صنعت الفارق في هذه المواجهة لياقة اللاعبين، فلاعبو “الموب” قاوموا في شوط واحد فقط بعدها انهاروا ولم يتمكنوا حتى من إيصال الكرة إلى مرمى شهبوب الذي كان مرتاحا طيلة فترات الشوط الأول، في حين أن أبناء العروي كانوا في أوج لياقتهم وضغطوا على مرمى بجاية إلى غاية آخر دقيقة من المواجهة وضيّعوا الكثير من الفرص التي لو ترجمت لعكست المستوى الهزيل ل “الموب”. حنيفي يُبدع ويُسجل السادس كالعادة أدى المهاجم حنيفي واحدة من أحسن مقابلاته بحيث قدّم مردودا جيدا وكان وراء تعديل النتيجة عن طريق ركلة الجزاء التي استفاد منها النشيط مايدي الذي كان هو الآخر رائعا ما أجبر الأنصار الحاضرين على التصفيق له لأول مرة عند استبداله باللاعب بوقروة في (د86)، وبتسجيل حنيفي هدفا في مرمى بجاية أصبح هدافا للتشكيلة بستة أهداف سجلها كلها في مرحلة العودة. تنقل إلى المستشفى بعد نهاية المقابلة تنقل المهاجم حنيفي مباشرة بعد انتهاء المواجهة إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي لإجراء عملية جراحية على مستوى الأنف والتي قال بشأنها أنها لن تعيقه عن التدريبات أو اللعب في المواجهة المقبلة، وكان حنيفي قد أصيب في المواجهة الماضية بكسر على مستوى الأنف أمام اتحاد سطيف، وبالرغم من ذلك تدرب بصفة عادية. لمسة ماضي تأكدت برهن صانع الألعاب أيمن ماضي عن عودته إلى مستواه الذي عهده به الأنصار، بحيث بمجرد إقحامه مع بداية الشوط الثاني انتعش الخط الأمامي بفضل تمريراته الدقيقة ورؤيته الجيدة للعب، ما جعل هذا الخط يتمكن من خلق خطورة كبيرة على منطقة بجاية وقد أكد العروي أن ماضي يعدّ من بين أوراقه الرابحة. عليوان يوفّق كمدافع حر وبالنظر إلى غياب مدافعي المحور أمقران وقدور بداعي الإصابة، غامر المدرب العروي بإقحام لاعب الوسط الدفاعي حمزة عليوان في منصب مدافع محوري إلى جانب بوشعير. وبالرغم من عدم تعوّد عليوان على اللعب في هذا المنصب إلاّ أنه وفق إلى حد كبير في تغطية مدافعيه، وقد كان مستواه أحسن بكثير في الشوط الثاني بعدما استمع إلى توجيهات مدربه. الوسط “مزيّر” وخليدي مكافح من جهة أخرى تميزت تشكيلة القبة هذه المرة أمام مولودية بجاية بقوة وسط ميدانها الذي كان في المستوى مقارنة بالمقابلات السابقة، وكان همزة وصل بين الخط الخلفي والأمامي باسترجاعه للكرات وإعادة بناء الهجمات، وقد ظهر خليدي قويا في هذه المواجهة وكأنه استرجع ذكريات الموسم ما قبل الماضي الذي سببت فيه الموب مشاكل في مقدمة الترتيب وكان هو أحد ضحاياها.