رياض بودبوز مثله مثل زملائه في المنتخب الوطني إختار “الهداف“ من أجل الحديث عن حياته اليومية وكشف بعض الأسرار التي يبقى محبوه الذين يزدادون من يوم لآخر يأملون في معرفة معظمها، وبكل أدب وصراحة يجيبنا المدلل الجديد للمنتخب الوطني على جميع أسئلتنا حتى المحرجة منها، كما حدثنا عما دار بينه وبين المدرب عبد الحق بن شيخة. كل هذا تطالعونه في هذا الحوار الشيق ... أولا رياض أنت حتما مستاء من خسارة اليوم أمام تولوز في عقر الديار (الحوار أجري يوم السبت)؟ نعم هذا طبيعي، فعندما نخسر لقاء بهذه الطريقة نكون دائما مستاءين ومتحسرين على تضييع النقاط، فهي الخسارة الثانية على التوالي بالنسبة لنا، وجاءت الآن لتدخل لنا بعض الشك في نفوسنا، لكن يجب أن نكون صرحاء فلا أعتقد أننا كنا في المستوى اليوم. لاحظنا أن منافسكم كان أقوى منكم بدنيا، ما رأيك؟ هذا صحيح، فتولوز فرض نفسه من الناحية البدنية وبدا ذلك جليا فوق الميدان، خاصة أن الأرضية كانت ثقيلة نوعا ما، فليس من السهل اللعب في أرضية مماثلة وهو ما يؤكد أن هذا العامل هو الذي صنع الفارق، وقد تلقينا ثلاثة أهداف عبر كرات ثابتة وهو ما دفعنا ثمنه غاليا رغم تسجيلنا هدفا جميلا في نهاية اللقاء. وهل يمكن القول إن هذه الخسارة في عقر الديار أحبطت معنوياتكم؟ نعم أشاطرك الرأي، فليس من السهل أن تتقبل خسارة في عقر الديار خاصة أننا عدنا من خسارة في مونبيلييه الجولة الماضية، وهو ما سيجعلنا نحاول تدارك الأوضاع في الجولة القادمة أمام ليون خارج الديار. لكن مأموريتكم ستكون صعبة فليس من السهل الفوز في ملعب جيرلان، أليس كذلك؟ أعرف هذا جيدا، لكن ليس أمامنا خيار آخر، فبعد خسارتنا اليوم لم يصبح أمامنا سوى القيام برد فعل إيجابي، أضف إلى ذلك أننا تمكنا من تحقيق نتيجة إيجابية في ليون الموسم الماضي فلم لا نعيدها هذا الموسم. بعد بداية قوية هذا الموسم الأمور بدأت تسوء بالنسبة لكم، ما تعليقك؟ إنها الخسارة الثانية بالنسبة لنا وليس أمرا جيدا أن تتلقى خسارتين متتاليتين، لكن يجب أن لا نقلق كثيرا من هذا، يجب أن نثق في إمكاناتنا ونثق بأن مشوار البطولة لا يزال طويلا، يجب علينا أن نحسن التصرف وتسيير الوضع، ومن الأفضل لنا أن نسترجع أنفاسنا في أقرب وقت وتصحيح الأوضاع لأنه يجب علينا المكافحة من أجل الوصول إلى مبتغانا. لاحظنا أنك لم تلعب بطريقتك المعتادة، هل هذا بسبب تضييعك العديد من الحصص التدريبية بسبب الإصابة؟ هذا صحيح، فقد مررت بفترات صعبة للغاية في الفترة الأخيرة، لكن هذه هي كرة القدم والإصابات تدخل ضمن مخاطر المهنة، لذا يجب أن نعرف كيف نسيّر الوضع لتجاوز هذه الأوقات الصعبة، ويجب أن نفكر في أمور أخرى وأن نبقى إيجابيين. ألا تعتقد أنه كان يجب عليك عدم المغامرة في لقاء مونبيلييه الذي خرجت فيه مصابا؟ هذا صحيح، لكن سأشرح لك ما حدث، في ذلك اليوم لم أشعر بأية آلام، ليس الأمر لأني كنت أرغب في اللعب وفقط أو شيء من هذا القبيل بل لأني كنت أعتقد أني جاهز، فقد تحدثت مع طبيب الفريق مساء الجمعة اليوم الذي سبق لقاء مونبيلييه ووافق على مشاركتي، لكن بالعودة للخلف قليلا أقر بأني اتخذت قرارا خاطئا، لكن الأهم هو أني الآن في حالة جيدة. ماذا عن اليوم، ألم تشعر بأية آلام؟ لا لم أشعر بشيء وأنا بخير، فقد أنهيت اللقاء بصفة عادية ولم أشعر بأية آلام على مستوى العضلات المقربة. المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة كان اليوم حاضرا في مدرجات ملعب “بونال“، هل كنت تعلم بقدومه؟ نعم كنت أعلم بذلك، فقد اتصل بي هاتفيا وأكد لي أنه سيمر هنا بسوشو من أجل التحدث معي قليلا. بهذا الخصوص يبدو أن بن شيخة فضّل عدم الضغط عليك الآن والتحدث معك عن المنتخب بعد هذه الخسارة التي أثرت فيكم دون شك؟ أشكره على تفهمه الشديد وليعلم المدرب بن شيخة أنه دائما مرحّب به في سوشو سواء بعد خسارة أو فوز، وصراحة كنت سأفرح لو التقيت به، لكن سنلتقي مرة أخرى دون شك. معرفتك بأنه متواجد في المدرجات ألم تضعك تحت الضغط؟ لا بتاتا، لقد لعبت بصفة عادية وحاولت قدر الإمكان أن أبقى مركزا على اللقاء فقد تعودت الآن على الضغط، أضف إلى ذلك أنني لا أعتبر نفسي الآن لاعبا جديدا في المنتخب. وهل اتصل بك قبل اللقاء؟ نعم، اتصل بي أمس وتبادلنا أطراف الحديث عبر الهاتف. وما الذي قاله لك؟ لقد سأل عني واستفسرني عن جديد إصابتي على مستوى العضلات المقربة، وكان يريد أن يعرف أيضا إن كنت جاهزا للموعد الودي القادم للمنتخب أمام لوكسمبورغ، وصراحة حوارنا كان احترافيا أكثر من أي شيء ودار بين لاعب ومدرب قلق على لاعبيه. وبماذا أجبته؟ لقد طمأنته بطبيعة الحال وشرحت له أني دائما تحت تصرفه وتحت تصرف المنتخب الوطني. بعدها توجه إلى لوهافر، أليس كذلك؟ لا أعتقد ذلك، فقد قال لي إنه متوجه إلى لوكسمبورغ من أجل تحضير اللقاء الودي القادم ل “الخضر” قبل العودة إلى الوطن بعد ذلك مباشرة. بن شيخة أكد لنا في تصريح قبل قليل أنه لم يحدث أي شيء في تربص المنتخب في الجزائر في فندق الجيش ببني مسوس، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، أعتقد أنه تم تضخيم قضية إصابتي التي أخذت منحى سيئا، وأعتقد أن الأمر لم يكن جيدا تماما ولا يليق أن نقوم باختلاق المشاكل، إنه أمر مؤسف للغاية، وأؤكد أنه يوجد احترام شديد بيني وبين المدرب بن شيخة، فهو يتواصل جيدا مع لاعبيه ويفرض احترامه بفضل خطبه المحفزة والاحترافية في الوقت نفسه، وأريد أن أضيف شيئا. تفضل ... لقد اخترت الجزائر في سن يمكن التأكيد على أن العديد من اللاعبين كانوا سيترددون في اختياره، وبالتالي لا أنتظر أن تقدم لي دروسا في الوطنية من طرف أيكان، أنا فخور ببلدي واعلموا بأني لن أندم أبدا على اختياري، لست غشاشا وكل ما يقال هنا وهناك لن يؤثر علي أبدا وقد تعلمت أن أتجاهل الألسنة القبيحة. تنتظركم مواجهة ودية ضد لوكسمبورغ، كيف تراها؟ هذه المواجهة هامة بالنسبة لنا ولن نعلبها بروح المباراة الودية وإنما سنحاول أن نلعبها بكل قوة من أجل الفوز، كما سنستغل الفرصة أيضا حتى نجد معالمنا بشكل جيد فوق أرضية الميدان ونعمل على تطوير طريقة لعبنا على وجه الخصوص. ألا ترى أنه حان الوقت لتحقيق الفوز بأول مباراة لاسيما أن المنتخب الوطني لم يحقق أي نجاح منذ المباراة الودية أمام الإمارات العربية المتحدة قبل نهائيات كأس العالم؟ بالفعل، هذه الوضعية قاسية علينا ونحن اللاعبين يجب أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل تحقيق الفوز والخروج من دوامة النتائج السلبية، وأنا شخصيا تحدوني رغبة قوية في تحقيق أول فوز لي بألوان الجزائر. بعض مشجعي المنتخب الوطني أبدوا غضبهم بعد المباراة الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى ولم يعودوا يثقون بتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، ماذا تقول؟ أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن إقصاء الجزائر من هذه النهائيات، لدينا مباراة هامة أمام المنتخب المغربي سنحضر لها جيدا وليس لدينا الحق في أن نتعثر في هذه المباراة، صحيح أن المهمة صعبة لكن ذلك لن يقلل عزيمتنا على الذهاب إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. لكن المهمة تبدو صعبة أليس كذلك؟ هذا أكيد، لكن عودتنا إلى المنافسة على بطاقة التأهل تمر حتما عبر تحقيق الفوز في الجزائر على المغرب وتحقيق نتيجة إيجابية في المغرب، هذا أمر لا نقاش فيه. على غرار رفقائك المحترفين نلاحظ أنك تقدم مستويات كبيرة مع فريقك سوشو لكن مع المنتخب الوطني لم نشاهد إلى حد الآن مستواك الحقيقي، إلى ماذا يعود ذلك؟ هذا واضح، كما تعلمون المنتخب يفتقد إلى قليل من الانسجام كما أننا في كل مرة نلعب منقوصين عدديا، وهناك لاعبون التحقوا مؤخرا بالمنتخب ويلزمهم قليل من الوقت من أجل التأقلم والظهور بكامل مستواهم مثلما يحدث معي، لكني أبقى متفائلا بظهوري بمردود جيد في أقرب وقت وأعتقد أيضا أنه مع عودة مغني وبعض المصابين فإن المنتخب الوطني سيكون أقوى. في الجزائر لا نعرف الكثير عن حياتك الخاصة خارج الميادين، حدثنا قليلا عن يومياتك؟ حسنا، من الصعب على أي شخص أن يتحدث عن نفسه لكني سأحاول فأنا إنسان هادىء ولست معقدا وأحاول أن أبذل قصارى جهدي حتى لا أحيد عن المسار الذي أتواجد فيه وأبقى على ما أنا عليه حاليا، وهذا مهم في حياة أي شخص، هناك شيء واحد مؤكد وهو أن القيم الإنسانية التي غرسها في والداي لن تتغير أبدا. أصدقاؤك في الحي كلهم أثنوا عليك وأنت تعيش معهم في أجواء عائلية خاصة مع نبيل، طاهر، زكرياء وعماد. أنا لم أنس أبدا أبناء حيي وأعتبر هؤلاء بمثابة عائلتي الكبيرة وأجدهم دائما إلى جانبي سواء في المنزل أو عندما يحضرون جميع المباريات التي ألعبها مع فريقي داخل الديار، وأحيانا يتنقلون لتشجيعي في المباريات التي نلعبها خارج الديار وهذا شيء جيد بالنسبة لي ويحفزني كثيرا. عماد، نبيل وزكريا هم أبناء الحي، ماذا عن مارفين؟ هو أيضا جزء من الأسرة وهو أيضا صديقي ونفعل الكثير من الأمور المشتركة ونقوي صداقتنا من يوم لآخر، هذا الشخص إنه ساحر ورائع للغاية. ما هي نقاط قوتك وضعفك؟ أنا شخص متواضع وأحترم الجميع، كما أستمع للناس الذين من حولي، وأعتقد أني شخص طيب أكثر من اللزوم وربما هي نقطة ضعفي إذا إفترضنا ذلك. ما هي أمنيتك الحالية؟ أن أقدم موسما مميزا مع فريقي وكذا مع المنتخب الوطني. هل لازلت تأمل في لعب كأس العالم مع المنتخب الوطني؟ هذا واضح، فقد لعبت كأس العالم مع منتخب بلادي وعمري 20 سنة فقط، وهدفي هو لعب هذه المنافسة الأغلى مستقبلا لكن مع تسجيل نتائج أحسن من تلك التي سجلناها في مونديال جنوب إفريقيا. شكرا لك رياض على إستقبالنا، ماذا تقول لأنصار المنتخب الوطني؟ أعدهم بأننا سنعود سريعا إلى أفضل مستوياتنا وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا.