"ماجر أسطورة أتمنى أن ألاقيه يوما ما" "أجاوود هو من فتح عيني على المنتخب الوطني وزرابي وكفالي هما من ساعداني على الالتحاق بالخضر" "أنا جزائري مئة بالمائة وأفهم شك الأنصار فيما يتعلق بمزدوجي الجنسية" "لو نواجه فرنسا سأحارب حتى نفوز عليها" "سأزور الجزائر هذه الصائفة ووالدي ذرف الدموع حين استدعيت للخضر" "زملائي في المنتخب الوطني أكدوا لي أني أخطأ في المعسكر ويجب أن أذهب من جهة لكسمبورغ" "الجمهور الجزائري فريد من نوعه وعندما دخلت أرضية 19 ماي عرفت أننا سنفوز" وصلنا إلى نيم في وقت متأخر عشية أول أمس الأربعاء، ولم نكن نعتقد أن مهدي مصطفى سيقبل بالقدوم إلى وسط المدينة من أجل إجراء الحوار معنا، لكنه كان بسيطا وقبل بكل فرح وسرور وعمل كل ما في وسعه للوصول في الوقت المناسب. هذا وجه بسيط من شخصية النجم الجديد للجزائريين الذي بدأ يفرض نفسه في الرواق الأيمن، بعد اللقاء الكبير الذي قدمه أمام المغرب. وبقي مهدي مصطفى معنا 3 ساعات كاملة مساء أول أمس ومثلها صبيحة أمس، كانت كافية لننقل لكم كل خبايا حياة مهدي مصطفى وقصة التحاقه بالخضر من أولها إلى غاية لقاء المغرب، وأمور أخرى شخصية ستطالعونها أول مرة وحصريا عبر "الهداف".... - أولا مهدي نشكرك على استضافتنا هنا بنيم وقبول إجراء هذا الحوار المطول... -- لا شكر على واجب إنه من دواعي سروري أن أجلس معكم وأجيب على أسئلتكم، وأعدكم أنني سأجيبكم عن كل ما تريدون وبصراحة. - أول سؤال سيكون حول لقاء الجزائر المغرب الذي كان أول مباراة رسمية لك مع الخضر، كيف جرت الأمور قبل اللقاء؟ -- إنها أول مباراة رسمية أخوضها مع المنتخب الجزائر وأول داربي، وبالتالي اللقاء كان خاصا للغاية بالنسبة لي، لقد تحدثت عنه كثيرا مع زملائي والكل كان ينتظره بشغف كبير، خاصة أننا كنا ننتظر كيف سيكون الجمهور الجزائر والعنابي، خاصة بعد ما شاهدناه خلال التدريبات. لقد تحدثت مع لحسن ومع زميلي في نيم زرابي الذي يعرف جيدا هذه الأمور، ويعرف خبايا المنتخب الوطني كثيرا، وبالتالي تم تحضيري كما ينبغي لهذه المباراة وتلك الأجواء، لكن صراحة لما دخلت أرضية الميدان كان الحقيقة أفضل بكثير والأمر كان مذهلا، لأنه لا يمكن أن تتصور أمورا لم تشاهدها من قبل، خاصة أنها فعلا رائعة ولا يمكن حتى تصورها، ولحد الآن أنا غير مصدق للطريقة التي يعشق بها الجزائريون كرة القدم. - كل اللاعبين يتحدثون عن الجمهور في عنابة، كيف عشت الحماس الجماهير في هذا اللقاء؟ -- صراحة لم أكن أصدق أن الأمر حقيقي، كنت أتوقع أن يكون الحضور الجماهير كبير، وأن يساندنا الجمهور طيلة ال 90 دقيقة، لكن لم أتصور أن تسير الأمور بهذه الطريقة، إنه أمر رائع فعلا ولم يسبق لي حتى أن حلمت به. - وماذا كان شعورك عند دخولك أرضية الميدان؟ -- لم أكن مصدقا ما أرى، فرؤية كل تلك الجماهير حاضرة وتصرخ بصوت واحد وتحيي اللاعبين وهي حاملة الأعلام الوطنية في كل مكان، كان أمرا رائعا فعلا. كما أن مشاهدة اللونين الأخضر والأحمر في كل مكان جعلني أتحمس بطريقة غير عادية، الأمر كان مذهلا بالنسبة لي لذا أردت أن استغل الفرصة واستمتع قدر الإمكان، وأرد الجميل للأنصار بتحقيق الفوز مهما كان الثمن. - إذن يمكن القول إن الجمهور كان المحفز الأول لكم للفوز بهذه المباراة؟ -- بطبيعة الحال، لقد كان أمرا حماسيا للغاية وسأقول لك شيئا، لما دخلت أرضية الميدان شعرت بأمور غريبة تختلجني، وقلت في قرارة نفسي مستحيل أن نخسر هذا اللقاء، مهما كان الأمر سنفوز وسنهدي هذا الجمهور الفوز الذي يستحقه. - هذا يقودنا إلى التساؤل متى وكيف بدأت التفكير في الالتحاق بالمنتخب الوطني؟ -- التفكير في المنتخب الوطني كان في رأسي منذ فترة، وهذا ببساطة لأني جزائري ووالدي جزائري وبالتالي اللعب لمنتخب بلادي هو أفضل شيء كان يمكن أن يحدث معي، كما أني أعرف الكثير من الجزائريين خاصة الذين هم من أب وأم جزائرية. الأنصار يفكرون كثيرا في قضية اللاعبين المزدوجي الجنسية، ولماذا يلتحقون "بالخضر" وهل هذا لأجل مصلحتهم فقط، وهو أمر أتفهمه كثيرا، لكن أريد أن أؤكد لهم أني جزائري مئة بالمائة والدم الجزائري يجري في عروقي، وأنا أشعر أني جزائري أكثر من أي شيء آخر، صحيح أني ولدت في فرنسا وأمي فرنسية وبالتالي أحب هذا البلد كثيرا، لكني أيضا جزائري وأعشق بلدي وأنا مرتبط به كثيرا. وبالعودة لسؤالك فالتفكير الجدي في الالتحاق بالمنتخب الوطني الجزائري حدث بعد أن بدأ الحديث عني في الصحف الجزائرية، وعن اهتمام المنتخب الجزائري بخدماتي، هنا بدأت فعلا في التفكير هذه القضية، وتساءلت هل سيحدث الأمر أم لا. - وفي من فكرت حينها؟ -- فكرت مباشرة في جدي الذي يعيش بالجزائر والذي أنتمي إليه حيث فكرت أني سأجعله فخورا بي، وفكرت في والدي الذي يحب الجزائر كثيرا ويعشق العلم الوطني، وبدأت أقول لنفسي إنه من الطبيعي أن أمثل بلادي الأصلية والتي تنتمي إليها عائلتي، كل هذا كان قبل كأس العالم، وكنت أتمنى أن يتم استدعائي لكني كنت أعرف أن الأمر لن يحدث قبل كأس العالم، لأنه يوجد لاعبون يملكون الكثير من الخبرة وسيشاركون في هذه المنافسة العالمية، لذا تابعت الجزائر خلالها كأي مناصر يحب بلده، لكني كنت أعرف أن هناك مشكلة على مستوى الجهة اليمنى للدفاع، والمدرب الوطني كان يبحث عن مدافع أيمن، وهنا عرفت أن حظوظي وفيرة للالتحاق بالنخبة الوطنية. لكن حتى قبل كأس إفريقيا للأمم وخلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم كنت أفكر قليلا في الأمر، لكن قلت لنفسي إنه أمر صعب للغاية أن تدخل في مجموعة جديدة، وتنضم إلى أي منتخب في ظرف مماثل سواء كان المنتخب الجزائري أو الفرنسي، وكنت أعرف أن العمل هو الأمر الأساسي الذي يمكنه أن يوصلني إلى المنتخب الوطني. - كيف تم استدعاؤك للمنتخب؟ -- بعد انتهاء كأس العالم بدأت انتظر دعوة "الخضر" وهل سيهتم بي القائمون على شؤونه ويستدعونني، وقد ساعدني كثيرا المدرب كافالي الذي كان يدرب نيم وكان مدربا سابقا في "الخضر"، حيث تحدث مع مسؤولي الفاف وقال عني أمورا طيبة، هذا إلى جانب زميلي وصديقي زرابي الذي بقي يتحدث عني وعن إمكاناتي وضرورة استدعائي للمنتخب، وفي هذه الفترة حدث تغيير على مستوى العارضة التقنية للمنتخب الوطني، والمدرب الجديد بن شيخة أراد إحداث بعض التغييرات ليأتي لقاء لكسمبورغ الودي الذي استدعاني فيه رفقة العديد من اللاعبين الجدد، الذين أراد تجربتهم وكنت سعيدا للغاية بذلك. - هل تحدثت مع والدك من قبل في هذه الأمور، وهل دفعك لتقمص الألوان الوطنية؟ -- بطبيعة الحال، لقد تحدثنا كثيرا وحثني على ضرورة اللعب للجزائر، سأقول لك شيئا حلم والدي كان أن أحمل الألوان الوطنية وقد وفقت في تحقيق ذلك. - لكن كافالي وزرابي دفعاك أيضا للعب في المنتخب الوطني؟ -- هذا أمر حقيقي، هذا الثنائي رسخ في ذهني فكرة الالتحاق "بالخضر" ودفعاني لذلك. - مع من تحدثت حين استلمت أول استدعاء للمنتخب الوطني؟ -- تحدثت مع أخي الذي اتصل بي وأكد لي أنه قرأ عبر الأنترنت أنه تم استدعائي للمنتخب الوطني، بعدها اتصل بي صحفي من جريدتكم وأكد لي الأمر وهنا طرت من السعادة ولحسن الحظ كنت في منزل العائلة بمرسيليا، حيث أخبرت والدي الذي لم يصدق وذرف الدموع بعد سماعه "الخبر". وبعدها على الفور اتصلت بجدي في الجزائر وأطلعناه على الخبر، والكل كان سعيدا وفخورا بي، وأنا بدوري كنت فخورا أولا لأني سأحمل الألوان الوطنية وثانيا لأني جعلت كل من في المنزل سعيدا. - من أي منطقة تنحدر عائلتك في الجزائر؟ -- عائلتي من الغرب الجزائري ومن ولاية مستغانم، وجدي حاليا يعيش في مازونة. - هل سبق لك أن زرت الجزائر؟ -- زرت الجزائر مرة واحدة وكنت صغيرا جدا وأحتفظ بذكرى واحدة، وهي أن جدي كان يخرجني معه للقرية ويعرفني على الجميع ويتباهى بي مؤكدا أني ابن ولده. للأسف لم تتح أمامي الفرصة من قبل لزيارة البلد، ولكن سأعمل كل ما في وسعي حتى أزور الجزائر هذه الصائفة وأذهب لزيارة جدي وكل عائلتي، والقي نظرة واضحة عن المنطقة التي أنحدر منها. - أنت تشبه كثيرا الأوربيين، هل هذا لأنك تشبه كثيرا والدتك الفرنسية؟ -- اعرف أني أشبه الأوربيين كثيرا وحدثوني عن هذا الأمر، وحتى عندما وصلت للمنتخب الوطني لاحظت أن بشرتي تختلف قليلا عن بشرة الجزائريين، ومن بين الأمور الطريفة التي حدثت لي خلال أول استدعاء لي في لقاء لكسمبورغ، أن بعض الزملاء في المنتخب أكدوا لي أني ربما أخطأت في المعسكر، لأنه من المفترض أن أتواجد مع لاعبي لكسمبورغ (انفجر ضاحكا). وللعودة إلى سؤالك نعم أنا أشبه والدتي وأشبه والدي أيضا، فهو أيضا أبيض البشرة وكل عائلتي في مستغانم كذلك، المهم بالنسبة لي ليس لون بشرتي أو شيء مماثل، بل المهم أن ألعب بقلبي في الجزائر وأنا أحمل القميص الوطني. - ماذا لو تم استدعاؤك للمنتخب الفرنسي والجزائري في وقت واحد، من كنت ستختار؟ -- هذا السؤال لم أطرحه على نفسي بتاتا، لأنه لم يسبق أن تحدث عني الفرنسيون وعن إمكانية التحاقي بمنتخب الديكة، ولا يمكن أن أتحدث عن أمر لم يسبق أن فكرت فيه، ولا يمكن أن أفكر فيه حتى. فيجب أن أفكر فقط في الجزائر التي وضعت فيّ الثقة ورأت فيّ الرجل المناسب لحمل الألوان الوطنية، يجب أن أكون في مستوى الثقة التي وضعت في شخصي، أما عن فرنسا فلم تضع فيّ الثقة بعد حتى للعب في الدرجة الأولى، فكيف أفكر في شيء مماثل. - ماذا لو تلعب الجزائر أمام المنتخب الفرنسي، كيف ستتعامل مع الأمر؟ -- بكل بساطة سأحارب فوق الميدان لتفوز الجزائر ونتغلب على فرنسا، فأنا جزائري وأحمل الألوان الوطنية ولا أتلاعب مع أمور مماثلة. أعرف أن العديد من الأشخاص يتساءلون في مثل هذه الأمور، لكن الأمر واضح عندما ألعب للجزائر أعطي 200 بالمئة من إمكاناتي، إنه نداء الوطن وألعب بقلبي وكل جوارحي وليس بجسمي فقط. - إذن أنت تشعر أنك جزائري أكثر من أي شيء آخر؟ -- لو لم أكن اشعر بذلك لما لعبت للجزائر. - لكن حين تم تداول اسمك للالتحاق بالمنتخب الوطني قبل كأس العالم رفقة العديد من اللاعبين، الكثير كان يؤكد أن هؤلاء اللاعبين يريدون فقط المشاركة في كأس العالم وليس أي شيء آخر، ألم يقلل هذا الأمر من عزيمتك. -- لا بتاتا، أنا أتفهم أن يفكر الناس بهذه الطريقة وهذا من حقهم، لأن الأمر يتعلق بتمثيل منتخب وطني وليس شيئا بسيطا فقط، لكن أنا لم يزعجني الأمر كثيرا لأني لم ألعب كأس العالم وجئت بعدها، ربما الأمر أزعج لحسن أكثر مني لأنه لعب كأس العالم، لكن أقول إن هذا الأمر ظرفي فالجماهير يمكنها أن تشك في هذه الأمور، لكن بعد أن يتقمص اللاعب الألوان الوطنية يظهر هدفه، ويظهر أنه يلعب بكل قلبه للمنتخب الوطني ويمنح كل ما عنده، لذا ليس لدي أي مشكل، والناس من حقهم أن يفكروا مثل ما يشاؤون، فإن كنت قد قدمت في مباراة المغرب لقاء جيدا وأتقبل التهاني الآن، يجب أن أتقبل الانتقادات وكل الأمور السلبية، ولو يحدث أن ألعب بشكل سلبي مثلا يوما ما سأقبل أن توجه لي الانتقادات من الجماهير فأنا إنسان واقعي. - هل تحدثت مع لحسن عن هذا الأمر؟ -- نعم لقد تحدثنا عن هذا الأمر، لكن لا يمكن أقول الكلام الذي ما دار بيننا، أعرف أن لحسن إنسان منضبط ولا يحب إيذاء اللاعبين، لذا لم يكن يرد أخذ مكان إنسان آخر والأمر مفهوم. - نشعر أنك تتفق جيدا مع مهدي لحسن؟ -- بطبيعة الحال، فأولا لأننا جدد في المنتخب الوطني إن أمكن القول، ومن الطبيعي أن أتأقلم أكثر مع من هو أقرب إلى وضعيتي ويفهمها كثيرا، أضف إلى هذا أني سبق أن لعبت معه وبالتالي نتعارف جيدا، لكن بالمقابل أملك علاقة جيدة مع الجميع في المنتخب الوطني وقد تأقلمت معهم كثيرا. - هل كنت تتحدث مع لحسن قبل كأس العالم عن الأجواء الموجودة في المجموعة؟ -- نعم كنت أتصل به في بعض المرات، حيث أني لم أكن أريد أن أضغط عليه، وكنت أفضل أن اتركه يركز على عمله. كنا نتحدث عن الأجواء المميزة في المجموعة والاهتمام الجماهيري الكبير، الذي يحيط بالمنتخب والحماس الجزائري الفريد من نوعه. - ماذا عن علاقتك بالمحليين؟ -- أعرف أن الكثير يفكر في أنه يوجد هوة بين المحليين والمغتربين لكن هذا ليس صحيحا، في بادئ الأمر لم أكن أتحدث كثيرا مع المحليين، لأني لا أتقن اللغة العربية جيدا ولا أعرف العقليات في البلد، لكن بعد فترة قصيرة تقربت من الجميع وأصبحت لي علاقة طيبة مع كل اللاعبين، لكن يبقى لكل لاعب أشخاص مقربون منه وهذا أمر آخر. لقد كان لحسن سعيدا عند التحاقه بالمنتخب الوطني لكن كان يعيقه قضية أنه كان سيأخذ مكان شخص آخر، ومع الوقت تأقلم مع الوضعية وعرف أنه حين يتم منحك الفرصة في المنتخب الوطني يجب أن تعطي كل ما لديك للمنتخب وفقط. - هل كنت تتابع أخبار المنتخب الوطني رغم أنك غير معني به، خلال فترة التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم وإفريقيا؟ -- بطبيعة الحال كنت أتابع مباريات المنتخب الوطني، وأريد أن أصحح لك شيئا مهما لم أكن يوما غير معني بمباريات المنتخب الوطني لأني جزائري وأحب الجزائر وأشجع "الخضر" منذ فترة، حتى قبل كأس العالم لأني لعبت مع أجاوود الدولي الجزائري السابق وهو من فتح عيني على المنتخب الوطني، حين كان يأتي بعد لقاءاته مع "الخضر". لذا كنت أتابع لقاءات الجزائر حتى قبل التصفيات، وقد وقفت حينها على حب الجزائريين للمنتخب الوطني وتعلقهم بالألوان الوطنية، تابعت المنتخب الوطني منذ مدة وأعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، وكانت دائما تراودني فكرة التواجد بين لاعبيه. - من هو اللاعب الذي كان مثالا لك في المنتخب الوطني آن ذاك؟ -- أولا هو مجيد أجاوود الذي كان يلعب معي في فريق "فلنس"، حيث كنت أتشوق للذهاب معه للجزائر والمشاركة إلى جانبه في مباريات الخضر. كان يأتي سعيدا وفخورا بحمله الألوان الوطنية، وهو ما أثار حماسي وكنت أتمنى من كل قلبي لو أني تمكنت من اللعب في المنتخب الوطني رفقته، كنا سنشكل ثنائيا رائعا (يضحك). - ومن هو اللاعب الذي يعجبك كثيرا وهو مثالك في كرة القدم وتمنيت التواجد إلى جانبه في أرضية الميدان مع الخضر؟ -- أولا هو زين الدين زيدان رغم أنه لعب للمنتخب الفرنسي ولكنه في رأيي جزائري لأنه يعشق الجزائر، وقريب جدا منها مثلنا جميعا. أنا أحبه كثيرا وتمنيت لو أنه أتيحت لي الفرصة للعب إلى جانبه، لأنه ظاهرة في كرة القدم. وهناك أيضا رابح ماجر الذي يعد أسطورة في كرة القدم الجزائرية، ومثال لأي لاعب لتحقيق النجاحات، وزرابي أيضا فهو صديق عزيز علي. - من أين أتيت بفكرة أن زيدان يحب الجزائر؟ -- إنه أمر واضح ويمكنك أن تعرفه من الوهلة الأولى، أعرف جيدا أنه يساعد الجزائر كثيرا ويحاول قدر المستطاع تقديم الدعم لها، فهو إنسان جاد ولا أعتقد أن الصورة التي يمنحها عن حبه للجزائر مزيفة، إنه شخص لا ينافق في كلامه وهو جزائري مهما كان الأمر. - رابح ماجر كان موجودا في مدرجات عنابة الم تلتق به؟ -- لا لم ألتقي به، وصراحة تمنيت لو أني التقيت به وتحدثت معه أول على الأقل صافحته، لأنه شخص مميز كثيرا وأسطورة في كرة القدم الجزائرية، أتمنى أن تتاح لنا الفرصة مرة أخرى لألاقيه. ================== اذهبوا إلى نيم ففيها زرابي لن يخيب عنده أحد بعد أن بقينا يومين في باريس من أجل عيش أجواء مباراة الجزائر والمنتخب المغربي بين مغتربينا، وبعدها استقبال لاعبي "الخضر" في مطار أورلي، شددنا الرحال إلى مدينة مرسيليا التي لا تبعد عن مدينة نيم سوى ب 110 كلم، والهدف كان محاورة عبد الرؤوف زرابي اللاعب الدولي السابق، وكذا اللاعب الجديد في "الخضر" مهدي مصطفى. ورغم أننا لم نتصل بأي واحد منهما حتى نفاجئهما ونلتقي معها على طبيعتهما، تفاجأنا بالبساطة الكبيرة التي يتعامل بها زراربي، حيث اتصلنا به من محطة القطار لنؤكد له أننا قريبون من الوصول إلى نيم، حينها وقفنا على طيبة هذا الشخص ورجولته، إذ لم يترك أي شيء إلا وقام به معنا، وهي ميزة عبد الرؤوف لكل من يعرفه، وكل من ذهب إلى نيم لقي نفس المعاملة من طرفه. استقبلنا في الملعب وقادنا إلى المطعم وفور اتصالنا بعبد الرؤوف، اتفق معنا على الالتقاء أمام ملعب نادي نيم الرئيسي، وبعد أن ركبنا معه السيارة توجه بنا إلى مطعم "كويك" اين بقينا برفقته ورفقة ابنه الكبير عبد العزيز صاحب ال 4 سنوات، الذي يحب ذلك المطعم كثيرا لأنه يوجد فيه مكان للأطفال الصغار للعب. مكوثنا في ذلك المكان دام فترة طويلة، وتحديدا إلى ما بعد محاورة مهدي مصطفى. هو من اتصل بمهدي مصطفى ونسق معه كل شيء وعندما علم زرابي بعد أن جلس معنا أننا جئنا لمحاورة مهدي مصطفى، بما أنه قدم مباراة كبيرة أمام المنتخب المغربي ولعب بشكل رائع حسب ما قاله، اتصل بمهدي وأخبره بتواجدنا في المدينة، ورغم أن الوقت كان متأخرا نوعا إلا أنه نسق مع مهدي مصطفى كل شيء، حتى يأتي ويكون متاحا لنا محاورته براحتنا. وهو ما حدث فعلا، حيث قدم مصطفى إلى المطعم حوالي الساعة 19:15 وتوجه ناحية طاولتنا مباشرة، وكان سعيدا للغاية بالاتقاء بصحفيين جزائريين تنقلوا خصيصا لأجله. العشاء كان جماعيا في بيت زرابي وبعد أن بقينا حوالي ساعة ونصف في مطعم كويك، أين تناولنا القهوة وبعض الحلويات، عزمنا زرابي على بيته حيث طلب من زوجته تحضير وجبة جزائرية من أجل استقبالنا. وبالفعل توجهنا جميعا إلى بيت زرابي الذي لا يبعد عن الملعب الرئيسي لنيم سوى ب 5 دقائق، وهناك بقينا ساعة ونصف أخرى تحدثنا خلالها عن العديد من الأمور المهم بالنسبة للاعبين، ولكنها لم تكن كافية لكي نحكي كل شيء لذا اتفقنا على الالتقاء غدا في التدريبات لمواصلة حديثنا. مصطفى يحبه كثيرا ولا ينسى فضله ومن بين الأمور التي لاحظناها هو الحب الكبير والاحترام الشديد الذي يكنه مهدي مصطفى لزرابي، اللاعب المعروف بأخلاقه العالية وتواضعه الشديد. حيث لا يمكن لمهدي أن يرفض لزارابي أي طلب ويأخذ كثيرا بنصائحه، وهو ما وقفنا عليه خلال بقائنا معهما فترة طويلة، كما أن مهدي مصطفى لا ينسى فضل زرابي عليه، بما أنه ساعده كثيرا على الالتحاق بالمنتخب الوطني. يعلمه الصلاة وكل ما يتعلق بالدين من جهة أخرى ومثل ما هو معروف، يبقى زرابي متعلقا بالدين الإسلامي ويطبقه بحذافيره، وهو الأمر الذي يحاول تمريره لزميله مصطفى مهدي، الذي بدأ يتعلم الكثير عن الإسلام بفضل عبد الرؤوف، وهو ما كشفه اللاعب بنفسه خلال حواره معنا. هذا الأمر جعل مصطفى يحترم زرابي أكثر فأكثر، لأنه علم أن هذا الشخص يبحث عن مصلحته فعلا. زرابي رزق بمهدي صغير ويعيش على الطريقة الجزائرية ورزق عبد الرؤوف زرابي مؤخرا بطفل هو الثاني له، سماه على بركة الله مهدي وهذا ربما تعلقا بصديقه مهدي مصطفى، حيث يبلغ من العمر حاليا 4 أشهر، وهو قرة عين والده وحتى مهدي مصطفى يحبه كثيرا ويحب اللعب معه. كما لاحظنا أن زرابي يعيش على الطريقة الجزائرية، إذ علم ابنه الأكبر العربية وتعاليم الدين، وحتى في منزله كل شيء جزائري وعلى الطريقة الجزائرية، وهو ما يؤكد تعلقه بوطنه كما أنه يضع العلم الجزائري أمام أعينه في سيارته. ------------------ المدرب تيري استقبلنا بابتسامة عريضة صبيحة أمس توجهنا إلى ملعب نيم مثل ما اتفقنا مع زرابي ومصطفى، والتقينا بهما عند مدخل الملعب واصطحبانا إلى كافتيريا النادي وعرفانا على جميع اللاعبين وبعض المسؤولين. لكن قرار حضور التدريبات المدرب هو الذي يجب أن يتخذه، خاصة أن التدريب الأخير كان قد قرر أن يكون مغلقا، لذا توجه الثنائي إلى مدربه في غرف تغيير الملابس، وطلب منه السماح لنا بالدخول، وهو ما لم يرفضه المدرب حتى أنه خرج لاستقبالنا في باب الملعب الملحق لنيم، وتكلم معنا من بعيد قائلا: "أنت الصحفي الجزائري مرحبا بك تفضل بالدخول وحضور التدريبات، أما عن الحوار معي فلك الحرية في إجرائه متى شئت". وهنا أكدنا للمدرب تيري أننا سنتركه يقوم بعمله بشكل عادي، ونحاوره بعد التدريبات. عازم على الثنائي الجزائري لتحقيق البقاء وقبل انطلاق التدريبات جمعنا حديث ثري مع مدرب نادي نيم، الذي يعرف الكثير عن الجزائريين، حيث سبق له العمل مع العديد من اللاعبين الجزائريين. وخلال حديثنا معه تكلم تيري عن الثنائي الجزائري زرابي- مهدي مصطفى الموجود في فريقه، والذي يعزم عليه كثيرا لتحقيق البقاء، إذ كشف لنا أنهما عنصرين هامين بالنسبة له ولنادي نيم، وأكد اعتماده عليهما لتحقيق أهداف الفريق رفقة بقية اللاعبين. استفز لاعبه المغربي ومازحنا مطولا ويوجد في صفوف نادي نيم لاعب شاب مغربي يلعب مع أولمبيي أسود الأطلس، وهو ما استغله المدرب من أجل استفزاز لاعبه. حيث بقي يقول له الجزائريون أفضل منكم ولعبوا جيدا، وفي كل مرة يفقد فيها هذا اللاعب الكرة يستفزه المدرب بالقول لهذا السبب خسر المغاربة، ويلتفت إلينا ويمازحنا عن تلك اللقطات. الحارس بيتال:" أب والدة زوجتي جزائري هل يمكن أن ألعب لمنتخبكم" من جهة أخرى، لقينا ترحابا خاصا من لاعبي نادي نيم حيث جلسنا بينهم وبقينا نتحدث معهم، خاصة مع الحارس بيتال وهو حارس نادي باريس سان جيرمان تمت إعارته لنيم. إذ بقينا خلف مرماه نتجاذب معه أطراف الحديث ونضحك على لقطات زملائه، الذين كان يستفزهم ما عدا زرابي ومصطفى اللذان كانا يشجعهما بسبب وجودنا هناك. وقد كشف لنا بيتال أمرا مهما وهو أن أب والدة زوجته جزائري لهذا يحب الجزائر ويتابع أخبارها، قبل أن يمازحنا قائلا: "ألا يشفع لي هذا لكي ألعب في المنتخب الجزائري، إنكم تملكون منتخبا قويا فعلا". ============================================================== مهدي مصطفى محبوب كثيرا في نيم يعتبر مهدي مصطفى من بين اللاعبين الأكثر شهرة في نيم، ومن بين اللاعبين المحبوبين كثيرا في هذه المدينة، ليس فقط بسبب جماله وأناقته بل أيضا بسبب قوته وطريقة لعبه. فخلال تجولنا في أنحاء مدينة نيم وتحدثنا مع العديد من القاطنين هناك، أكد لنا الجميع أنهم سعداء كثيرا بما يقدمه مهدي مصطفى الذي تربى في مركز تكوين موناكو، ويعتبرونه من بين أفضل اللاعبين في فريقهم، وهم سعداء للغاية لأنه أصبح لاعبا دوليا. يعتبرونه محاربا وليس لاعبا من جهة أخرى، أكد لنا كل المقربين من مصطفى وحتى زملاءه اللاعبين والأنصار، أنه لاعب من الطراز الخاص يملك عقلية مثالية، فهو قائد فوق الميدان ولا يستسلم أبدا، كما أنه يعطي الروح لفريقه، وهو محارب حقيقي. وهي التسمية التي يطلقها عليه أنصار نيم، فكلما تكلمنا عن مصطفى إلا ويقولون لنا: "من المحارب إنه لاعب غير عادي". الجالية الجزائرية ڤلبتها خلال أزمته مع نيم ومن بين الأمور التي اكتشفناها أيضا خلال تواجدنا في نيم، هو تعلق أبناء الجالية الجزائرية بمهدي مصطفى ومساندتهم له، حيث في كل مرة يحاولون التنقل إلى الملعب وتشجيعه رفقة زرابي، لأنهما لاعبان مثاليان ويمثلان الجزائر. وأكد لنا بعض أعضاء الجالية الجزائرية أنه خلال الفترة الصعبة التي مر بها مهدي مع النادي، وحين كانوا يعتزمون التخلي عنه بسبب ما حدث في قضية كافالي، تنقل عدد كبير من أبناء الجالية للملعب و"ڤلبو الدنيا" وطالبوا بإعادة مهدي إلى الفريق. صديقه المقرب هوجيڤليوتي ولا يتحدث مع الصحافة وتربط المدافع الأيمن الجديد للخضر علاقة خاصة بكل اللاعبين، حيث يحظى باحترامهم جميعا، خاصة أنه كان قائدا للفريق وبالتالي الكل يعتبره شخصا ذا قيمة، لكن صديقه المقرب عدا زرابي هو اللاعب الأرجنتيني الأصل جيڤليوتي. وهو لاعب ممتاز لكن لديه مشاكل كثيرة مع الصحافة، حيث لا يتكلم أبدا مع الصحفيين لكنه بقي معنا وبادلنا أطراف الحديث، بل وأخذ صورة تذكارية بالعلم الوطني، لكنه بالمقابل بقي وفيا لعادته ورفض الإدلاء بأي تصريح وهو ما تفهمناه بشكل عادي. يعرف أنه يشبه "مهند" ويملك صورة له أمر غريب اكتشفناه خلال محاورتنا لمهدي وهو أنه يعرف أنه يشبه كثيرا الممثل التركي المشهور باسم مهند، والذي خطف عقول كل العرب، مهند "الخضر" كشف لنا أن العديد من معارفه في الوطن أكدوا له الأمر، وأضاف أن المناصرين يشبهونه به، وأنهم قاموا بإرسال صورة مركبة تجمعه بمهند، وقد وقف مهدي مصطفى على حقيقة الشبه بينه وبين هذا الممثل التركي. نيم سيلعب في إفيون مباراة قوية وقد تنقل رفقاء زرابي ومصطفى ظهر أمس إلى مدينة إيفيان التي تقع في الحدود مع سويسرا، أين سيواجهون الفريق المحلي في مباراة هامة وقوية جدا، سيكون فيها الثنائي الجزائري أساسيا. وقد اعتذر زرابي ومهدي مصطفى منا لأنهما لم يتمكنا من البقاء طويلا معنا أمس، بسبب ارتباطهما بهذه الرحلة. من جهة أخرى دعانا معظم اللاعبين والمسيرين في نيم، للسفر إلى إيفيان من أجل حضور المباراة. ... وسيواجه مسلوب الأسبوع القادم من جهة أخرى، سيكون نادي نيم الذي يلعب من أجل البقاء على موعد مع مباراة هامة أخرى الأسبوع القادم، تجمعه بفريق لوهافر الذي يلعب فيه الدولي وليد مسلوب، الذي استبعده بن شيخة من قائمة "الخضر" في لقاء المغرب، رغم الأداء الجيد الذي قدمه في مباراة لكسمبوغ الودية. هذه المباراة مهمة للغاية بالنسبة لنيم، حتى أن الأنصار صنعوا لها لافتة تصور اللاعبين مثل المحاربين. مهدي مصطفى يعيش بعيدا عن نيم ب 25 كلم ورغم أنه ولد في مرسيليا وعاش في وسط المدينة، إلا أن مهدي مصطفى يحب العزلة كثيرا، خاصة بعد ما كون عائلته الصغيرة. حيث يقطن بعيدا مدينة نيم بحوالي 25 كلم، إذ يفضل أن يبتعد تماما بعد نهاية التدريبات أو المباريات عن ضوضاء المدينة، ويبقى مع زوجته وابنته لينا وابنه لوكا. ================ زرابي "حاجة كبيرة" في نيم خلال تواجدنا في مدينة نيم مدة يومين تقريبا، وقفنا على حقيقة مفادها أن اللاعب الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي، شخص محبوب كثيرا هنا في نيم ويعشقه كل سكان المدينة، ولديه قيمة كبيرة لدى الأنصار، وحتى لدى إدارة النادي التي لا ترفض طلبا لابن حسين داي. حيث لاحظنا ذلك من خلال التسهيلات الكبيرة التي لقيناها لدى إدارة نيم، من أجل الدخول إلى الملعب وأخذ الصور، بل دخلنا حتى إلى ميدان التدريب الخاص بالنادي وجلسنا مع اللاعبين. وهو ما يؤكد القيمة الكبيرة التي يعطيها هذا النادي لزارابي، الذي طالب بتسهيل مهمتنا.